استهداف أبناء أسرة رجل الاقتصاد والصناعة والإحسان الأول في اليمن صاحب الذكر العطر والأيادي البيضاء الممتدة بالعطاء دون منٍّ أو أذى لكل أبناء الوطن الحاج هائل سعيد أنعم، رحمة الله عليه إلى يوم الدين ، هو استهداف واضح ومكشوف لكل الرأسمال الوطني الشريف العامل الذي اختار وطنه ميداناً للاستثمار وتشغيل الأيادي العاملة وإدخال الميكنة الحديثة ونقل التكنولوجيا والمساهمة في تنمية البلد وإكساب الشباب الخبرات والمهارات وكيفية التعامل مع الآلات التكنولوجية والرضا بقليل الأرباح وانعدامها أحياناً إلى درجة الخسارة ، فكانوا النقيض الطاهر والعفيف والأكثر إخلاصاً وتضحية لوطنهم من أولئك الذين ينهبون ثروات الوطن وتكديسها في البنوك الخارجية والاستفادة من أرباحها دون أية مخاطر ودون أن يقدموا شيئاً يذكرهم الوطن به أو مشروعاً نافعاً يثبتون به انتماءهم ويفتحوا به أبواباً للرزق وفرصاً أمام الشباب العاطل. استهداف أبناء هذه الأسرة الغارقة في حبها لوطنها وشعبها حتى الثمالة يذكرني بجرائم «الرفاق» في جنوب الوطن بعد «الاستغلال» عندما بدأوا بتصفية الرأسمال الوطني يومها وكان لهذه الأسرة الكريمة بالذات نصيب الأسد من التأميم لممتلكاتها وأموالها السائلة والعينية ، فكانت النتيجة تلك المأساة الوطنية والاجتماعية المروعة من الخراب والنكبة للأرض والإنسان على السواء طوال أكثر من 23 سنة عجفاء بائسة في جنوبنا الحبيب عندما هاجر كل الرأسمال إلى شمال الوطن وبعض دول الخليج فانتعشت هذه الدول على أنقاض وخراب مدينة عدن التي كانت ذات يوم حاضرة الجزيرة العربية والخليج في حقبة الخمسينيات والستينيات الذهبية. لقد أثبتت هذه الأسرة الكريمة من - آل أنعم - وقوفها المشرّف والمشرق مع الوطن أرضاً وإنساناً بالمال والرجال من أبنائها منذ الثورة الأم سبتمبر 1962 وكان عميدها اليوم الحاج علي محمد سعيد انعم أطال الله في عمره ومتّعه بالعافية أول وزير للصحة في أول حكومة تشكلت بعد الثورة إلى جانب الشؤون الاقتصادية، وما لا يعلمه مواليد السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات عن مواقف هذه الأسرة الكريمة مع وطنها وشعبها ، أنه حين تعرّض الجزء الشمالي من الوطن اليمني لكارثة المجاعة في العام 1970 بسبب الجفاف وانعدام الأمطار حملت هذه الأسرة همّ الوطن ومصيبته على أكتافها حين طلب منها القاضي عبد الرحمن الإرياني، رئيس المجلس الجمهوري يومها أن يتواصلوا مع الشركات العالمية ليمدوا اليمن بالقمح وسوف تقوم الحكومة بالتسديد بالأقساط لشركة هائل سعيد فيما بعد نظراً لأن خزينة الدولة خاوية الوفاض فقبلوا التضحية تكليفاً ومغرماً مع الوطن لا مغنماً وتجارة بالوطن. وكانت المصيبة بعد ذلك عندما وجهت الحكومة اليمنية نداء استغاثة للعالم فجاءت المعونات من بعض الدول في نفس الوقت الذي وصلت فيه السفن المحملة بالقمح التي طلبتها الحكومة من شركة هائل سعيد وعندها تخلت الحكومة عن القمح المستورد باسمها عبر شركة هائل سعيد وتركتهم يواجهون مصيرهم بمفردهم أمام الشركات المصدرة للقمح ولم يطالبوا الدولة بأي تعويض ولا رفعوا ضدها القضايا أمام المحاكم الدولية وكان ذلك متاحاً أمامهم وقضيتهم مضمونة ، لكنه الوطن الذي رضعوا الولاء له منذ الولادة والنشأة ولم تسمح لهم أخلاقهم العظيمة أمام شعبهم ووطنهم بذلك وبلعوا جرحهم وخسارتهم فداء للوطن إلى يوم الدين. وفي أثناء الأحداث التي مرت بها البلاد في العام 2011 وما رافقها من تقطعات للسيارات المحملة بالبضائع ونهبها واختفاء مادة الديزل في البلاد وهي المادة الأساسية لتوليد الطاقة واستمرار دوران الآلات في المصانع اضطرت المجموعة لتقليص الإنتاج إلى أقصى درجة لكن المجموعة رفضت إغلاق المصانع وتسريح العمالة واستمرت في دفع مرتبات العمال وهم في بيوتهم بدون عمل ومنتجاتها مكدسة في مخازنها ، وتكبدت خسائر فادحة في الإنتاج والأسواق لعدم القدرة على إيصالها للأسواق أو لوكلائها لانعدام الديزل ولم تطرد عاملاً واحداً. وفي الوقت الذي كانت هذه الأسرة الكريمة تنتظر بفارغ الصبر والإيمان أي خبر طيب للإفراج عن ابنها المختطف منذ أسبوعين بعد توسط بعض الخيرين والشرفاء في هذا الوطن تفاجأ بمحاولة اختطاف ابنها الثاني نجل الأستاذ عبد الجبار وقبلهما التقطع للوالد عبد الجبار هائل شخصياً في محافظة «إب» وسلبه مقتنياته الشخصية والنقود التي بحوزته! هنا تتضح الصورة أكثر أن الأمر منظم وأن الغاية ضرب الرأسمال الوطني العامل ودفعه للهجرة خارج الوطن من خلال ضرب الرأس الأكبر ليتبعه الباقون من أصحاب المصانع والشركات وكبار التجار وعندها يزداد الخراب والقبح في هذا البلد من خلال تشريد أكثر من مأتي ألف موظف وعامل تقريباً يستوعبهم القطاع الخاص في الوطن ليفقد هؤلاء العمال والموظفون وظائفهم وتتشرد الأسر وترتفع نسبة الجريمة والطلاق والتفكك الأسري وينهار المجتمع تماماً. على المجتمع اليمني وأخص منهم الشرفاء على وجه التحديد أن يعي جيداً وينتبه لهذا المخطط الشرير وأن يقفوا وقفة جادة ومسئولة ليس دفاعاً عن آل انعم بل عن أنفسهم أولاً وما آل أنعم سوى الرمز والمقدمة لرأس المال العامل كونهم يتربّعون على قمة الهرم الصناعي والاقتصادي والتجاري والأخلاقي في هذه البلاد. تضامننا مع هذه الأسرة الكريمة هو تضامن مع الأيادي البيضاء التي قدمت الكثير للوطن، مدارس ومعاهد وجامعات ومستشفيات وطرقات وبعثات تأهيلية وعلاجية ومنح دراسية وأكاديمية وأكبر مكتبة عامة في اليمن للمراجع والمصادر البحثية وجوائز قيمة للأبحاث والدراسات المتفوقة ومشاغل للأسر المنتجة تقيها العوز والحاجة والانحراف وإعانات وتبرّعات للوطن في الكوارث الطبيعية والحروب ، باختصار: إنه تضامن مع أنفسنا وأخلاقنا وقيمنا ووطننا ووظائف إخواننا وأبنائنا في القطاع الخاص وبقاء الخير في بلادنا ومستقبل اقتصادنا الوطني. رابط المقال على الفيس بوك