دون مجاملة من أي طراز فإن حديثي عن بيت هائل سعيد أنعم إعجاباً أو دفاعاً إنما ينطلق من قناعاتي بأني أعجب بقيم وطنية وأدافع عن أخلاق فاضلة, وهذا أمر يقتضيه الوجوب فقهاً كما أعلم وأعتقد. كان صديقي الماركسي الفقير جداً والذي أصبح الآن برجوازياً جداً, وقبل خمس عشرة سنة قد حاول- مدفوعاً من جهةٍ ما- بتأليب العمال والفلاحين ضد بيت هائل ففوجئ هذا الصديق بالضمان الاجتماعي, والتقاعد وأن الحاج هائل قد خصص شركات للأمور الخيرية ثم ليس بيت هائل إقطاعيون ورأسماليون, فالرأسماليون هم أصحاب الشركات العابرة للقارات وأصحاب مصانع الحديد والصلب التي بنت أوروبا والأمريكيتين. في المحنة اليمنية الجديدة بدأ استهداف المؤسسات بدون تفريق كما لم يفرق صديقي الماركسي بين الإقطاع والرأسمالية. ومن ضمن هذه المؤسسات بيت هائل سعيد أنعم والتي ليس لها مثيل في الوطن العربي تدعم الخير وتعول ألوف الأسر.. استهدف بنك التضامن بتعز ودفع ببعض الغوغاء للإضراب.. مع أن الإضراب ضد مصالحهم بالأساس وفي المحنة الأخيرة انعدم الديزل فكان على بيت هائل أن يواجهوا واحداً من هذه الخيارات: - توقف المصانع والاعتذار إلى العمال والموظفين, ليسرّحوا, وفق العقود, شرعاً وقانوناً. - شراء الديزل بسعر مضاعف أضعافاً كثيرة وهذه خسارة كبرى. - أن يدفعوا مرتبات الموظفين والعمال وهم في بيوتهم وهذا غير منطقي, فكان قرار بيت هائل كما عهدهم الجميع على اختلاف ميولهم وأفكارهم.. شراء الديزل بسعر مضاعف, وتوقيف بعض المصانع, ودفع مرتب العمال والموظفين, ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 40.000(أربعين ألف ريال) واستمرار الضمان الاجتماعي للعمال واستمرار مشروعات الخير بأنواعها دون نقصان. قبل سنوات قال لي الوالد الحاج علي محمد سعيد أنعم إن أرباح المصانع في اليمن لاتكفي لسد التزامات بيت هائل الخيرية في اليمن وأنه يستنجد برأسمالهم في الخارج لسد هذه الاحتياجات, ثم علمت من مصادر وثيقة أن رجال أعمال في السعودية والخليج تواصلوا مع بيت هائل وعرضوا عليهم نقل استثماراتهم إلى الخليج وعلى استعداد أن يقدموا تسهيلات عديدة من بينها الإعفاء من الضرائب.. وأحسب أن بيت هائل رفضوا هذه العروض بدافع التزاماتهم الدينية والأخلاقية وإنفاذاً لوصايا المرحوم المحسن الكبير الحاج هائل سعيد أنعم رحمه الله وكريم أخلاق أسرته جميعاً. ولابد من ملاحظة أن مضايقات كثيرة تطال بيت هائل سعيد وواجب الشرفاء الدفاع والتصدي للذين يهدمون الأبنية على رؤوسهم بالأساس والله وحده وحسب من وراء هذه السطور.