الظاهر ان الدعوات التي تنطلق كأبواق آيلة للعطل من قبل مؤسسات المجتمع المدني بضرورة تحرير المرأة تتجاهل ان التحرير يعني إعادتها الى الحكم، وأن غياب العدل ناتج عن سرقة كرسي الحكم منها وبوسائل التراضي. والظاهر ان المبادرات الحزبية التي تنفجر كطوفان، والشخصية التي تنطلق كعيون موشكة على النفاذ ليست اكثر من مجرد مبادرة حبرية، تمتلك كل الوسائل لتشرح مدى اقتران العدل بحكمها، لكنها لا تمتلك ولا وسيلة واحدة لإعادتها الى الحكم، والتي تعني ان يعود العدل الى مجاريه، من دون ان يخسر الرجل موقعه ويخسر اللا عدل رهانه امام جمهور غاضب ليس بوسعه سوى الدعاء ليعيد له العدل !! والظاهر –تحديدا في الزاوية الأقرب للناس- ان مبادرة رجل الدين ستبقّى خارج نطاق كل المبادرات، فإدراك جبّه الفقيه المبكرة للب المشكلة ولمكمن خطأ الرجل ومدى خطورة إعادتها الى موقعها القديم على سلطته يقضيان على مبادرته آلياً ويحيلها من مجرد مشروع ورقي الى صراخ إعلامي يتستر بعباءة الدين بهدف كسب صوتها في انتخابات محسومة النتائج سلفا لقد لعب الفقيه في سبيل دفن المرأة نهائيا دورا حيويا فمثلا الف عام من الاقتتال الزيدي لم تنجب سوى فقها متعصبا لمذهبه ومجموعة متعصبين من فقهاء وأئمة تفننوا في تجويع محكوميهم ماديا ومعنويا في ضربات فقهيه موجعة ضد صدر مواطن عارٍ..لم يكن صدر المرأة بمنأى عن تلقيه، إذ نالت حصتها قمعا وشرشفا ما يكفي حسابيا ان يرحمها الله برحمته ويدخلها الجنة! والظاهر ان كل دعوة تصدر لإقرار مبدأ العدل من دون المرأة مجرد محاولة يائسة لغريق وسط المحيط ليس بإمكان طائرات وسفن النجاة نجدته او رؤيته، فإقرار أي مبدأ للعدل من دون بانيه والمتمثل في السيدة المصون بلقيس ومبناه المتمثل في مجموعة القوانين الصارمة وفي ظل غيابها عن واقع الحياة مقابل حضورها الممكيج بوسائل الحيل الكلامية من الصراخ عاليا بحق المرأة في المشاركة وحقها في اتخاذ قرارات مصيرية من ضمنها قرارات تخصها ..في معركة اعلامية لا يبررها على واقع الحياة سوى انها مجرد حيلة كلامية حقا تتجسد في هيئة مسرحية ابطالها مجموعة هائلة من الجمعيات والمنظمات التي تهدف الاعتياش من وراء هذه المفردات؛ لا يجعل الوطن آمنا يعيش سكانه مستمتعين بالعدل فقط، بل يجعله وطنا مسحورا بكلام عن العدل ميزته انّه لا ينتهي. وفي غنيمة سهلة وميسرة يمكن الحصول عليها بدون أية خسارة وإلى هذا الحد لا تحتاج أكثر من الصراخ ولائحة لتأسيس مؤسسة مدنية ودعم يمكنك من ان ترتاح نهائيا - إذ بالمال تستطيع انت شخصيا شراء من يصرخ باسم من أردت مطالبا بحق من أردت في أي وقت شئت -على مسرح الحياة، في نهاية سعيدة انتهت باسعادك أيها الجمهور الكريم بهذا الاداء المسرحي الرائع، وهبر أبطال المؤسسات المدنية للغنيمة وإقفال الستار! ودمتم لأنفسكم! رابط المقال على الفيس بوك