وضع اليمنييون أيديهم على قلوبهم خوفاً على اليمن والجنوب وحضرموت تحديداً، لقد أعلنت مواقع وصحف الحرب من أجل إسقاط حضرموت وكان واضحاً تبنّي إعلام علي سالم البيض وعلي عبد الله صالح حملة الترعيب والتحريض المسبق والقول: إن حضرموت سقطت وإن الدولة الحضرمية قد خُلقت وماتبقى الآن إلا أن يسلّم الجيش أسلحته لقيادات الهبّة.. وهي هنا عملية تخريبية وضد الناس والوطن بصورة مكشوفة حتى ظن البعض أن حضرموت قد سقطت وأن الحضارم تحوّلوا إلى قبائل متوحشة وأن الشماليين ذُبحوا في الشوارع.. كل هذا لأن أبناء حضرموت قالوا: إنهم محتجون ضد قتل أحدهم وأن لديهم مطالب يريدون إيصالها بطريقة سلمية.. كل شيء ضُخّم وحُرّف في الإعلام الأسود وأُخفي كل ماله صلة بالسلمية.. البيانات لمكونات الهبّة والقبائل التي تطمئن الناس وتدعو إلى عدم الاعتدا على الناس والإخوة الأبرياء لم تذكر.. التصريحات لقيادات سياسية وقبلية مشاركة في الهبة التي أكدت على وحدة حضرموت وسلميتها لم يلتفت لها وركز فقط على السقوط الكبير لحضرموت وتخويف الشماليين لكي يفروا بجلودهم والنتيجة لم يفر الشمالون ولم تسقط حضرموت في يد الخراب، فالناس تجمّعوا واحتشدوا وعبّروا عن مطالبهم بسلمية راقية وانصرفوا، بينما بقي دعاة الخراب يزعقون وحدهم وأخذوا ينفذون عبثهم واعتداءهم على بعض المحال التجارية.. تصرّفوا كعصابة قتل ولصوص ولم يتصرفوا أبداً كأبناء حضرموت.. لقد قطع الحضارم الطريق على من أراد أن يستخف بهم ويحولهم إلى قنبلة مناطقية تحرقهم قبل غيرهم وتحرق الأخضر واليابس في اليمن وهي رغبة الحاقدين الذين ظنوا يوماً أن اليمن ملكهم ومازالوا يتصرفون بمنطق يا «أنا ياالطوفان ».. إن وعي الشعب اليمني سيبقى صمام أمان ضد كل المؤامرات وخصوصاً الفتنة المناطقية لا أحد صاحب خير ولديه ذرة إنسانية يحب وطنه يستجيب لقتل أو اعتدا على أخيه الإنسان فقط لأنه من منطقة أخرى.. حتى لو كان هؤلاء الباعة من خلف البحار.. الاعتداء على أساس البطاقة والهوية هذه صفة المجتمعات الهمجية والمخربون والمنهزمون والمعقّدون وكل من يريد أن ينتقم من الشعب يثير مثل هذه الفتن التي لا يعرفها الشعب اليمني ولا يمكن أبداً أن يستجيب لها لأنها مدمّرة ومنحطة.. الحضارم والجنوبيون قبل غيرهم يعرفون أن أكبر مصيبة في تاريخ الجنوب هي الفتن والحرب المناطقية والقتل بالهوية التي نفذت ببشاعة في أحداث يناير 86م، حيث قُتل الناس على أساس المنطقة والبطاقة ومازالت آثارها المدمّرة إلى اليوم يتذكّرها أبناء الجنوب ككابوس مزعج هذه الدعوات سقوط واعتداء على الإنسانية ولن تعطي حقاً، بل تدمّر وجوداً، وعلى أبناء حضرموت والمحافظات الجنوبية أن يعتبروها عدواً فتّاكاً، لأنها تُحرق كل الناس ويجب أن تتوقف وأن يقف كل الناس ضد هذه الدعوات القذرة، لأن السكوت عنها سلبية تصل إلى درجة التفريط بالوطن واستقرار الوطن والأسرة والفرد. هؤلاء الذين لم يجدوا غير النعرات المناطقية والتحريض المناطقي القذر انما يعلنون عن إفلاسهم ويأسهم ووحشيتهم وهزيمتهم التاريخية، ويريدون أن يدفعوا المجتمع إلى الانتحار، وهذا ما لم يحصل، لأن وعي أبناء اليمن سيقف لهم بالمرصاد. [email protected] رابط المقال على افيس بوك