تُسفك الدماء وتزهق الأرواح ..وتعاق الأجساد وييتم الأطفال وتتأرمل النساء ويروع الوطن ...وفي الأخير يقال لك : قيدت الجريمة ضد مجهول !! أو ما يزال التحقيق جاريا ..تمر الشهور وربما الأعوام وما يزال التحقيق جاريا.. بعد أن تكون قد ارتكبت جريمة أخرى تزيح من أذهاننا وقع الجريمة السابقة سلسلة من الأوجاع تضرب جسد هذا الوطن المنهك .. ونقف نحن مشدوهين تنتصب أمامنا عشرات من علامات الاستفهام والذهول ... لماذا؟ ولمصلحة من يتم اغتيال هذا الوطن مرات ومرات؟؟ في أحايين يكون المجرم معروفا والفاعل مكتشفاً لدى أجهزة الدولة ولظروف سياسية تمر بها البلاد ..ولحساسية المرحلة ومن أجل تفويت الفرصة على اللاعبين بالنار لإحراق البلاد ..وإعاقة سير التسوية السياسية ومن أجل بقائهم في المشهد السياسي كابتزاز رخيص ومقايضة حقيرة لا يتم كشفهم. لكن السؤال الملحّ هو ....إلى متى ..؟ وكم بوسع هذا الوطن أن يحتمل ؟ وكم سيصبر أبناء هذا الوطن وهم يرون استقرارهم يُعبث به وحياتهم تتسرب من بين أيديهم وهم ينتظرون الصباح.. وهل كانت جريمة العرضي المروعة صوتا كافيا لاستيقاظ المعنيين واستنفار أجهزة الدولة للوقوف أمام نزوات وجرائم أولئك المعتوهين ..فالوطن ما عاد يحتمل أكثر من هذا ....وقد بلغ السيل الزبى.. شرفة: مازلت ياوطن الجراح تنوحُ وعلى ترابك دمعةٌ وضريحُ مازال وجهك بالدخان مظللا ودموع قلبك بالدماء تسيحُ مازال حلمك خائفا متدثراً بالبرد تدمي مقلتيه الريحُ والسارقون الضوء مازالوا هُنا يغدو ظلامُهم بنا ويروحُ ويوزعون الموت بين زهورنا فنفوسهم بدجى الخراب تفوحُ لكنهم لن يطفئوا أحلامنا وصباحنا – مهما طغوا – سيلوحُ