جاء في الأثر: «لا أخاف عليكم تكالب الأمم والعجم وإنما أخاف عليكم اختلافكم فيما بينكم بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية فإنها القاصمة لا تقصم الظهر وإنما تقصم الدين .....» فالسياسة لعبة قذرة ..واقذر منها التطرف الفكري والمذهبي.. فالمتمصلحون لهم مصالح وأهداف ومطامع كل منهم يسعى وراء تحقيق أهدافه بشتى السبل والوسائل حتى لو أدى الأمر إلى تمزيق الوطن إلى كنتونات .. فما يدور في حضرموت وشبوة من هبات قبلية مشروعة المطالب والحقوق شريطة ألاّ تمس الثوابت الوطنية والقومية للوطن أرضا وإنساناً ووحدة وانتماءً وهوية أما عندما تمس كرامة المواطن وإنسانيته وقيمه بشيء من الإهانة والتحقير والسخرية فهنا لا تسمى انتفاضة ولا هبة وإنما تسمى تمرداً وفوضى وهوشلية .. قال عليه الصلاة والسلام :«اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار».. فما بالكم بأخوة أشقاء في العقيدة والدم والوطن..؟! وعلام كل هذا الحقد الدفين ...ولمصلحة من...؟! نحن نعلم علم اليقين أن الحضارم أهل حكمة وحضارة وثقافة ورسالة ..ورواد محبة ووئام وسلام ،،ليس من شيمهم الغدر ولا الخيانة ..قد تكون هناك فئة ملوثة الأيدي ..مسمومة العقول هي التي تقف وراء تلك الفتنة الشعواء وتغذيها جهات محلية وخارجية لها مصالح ومنافع وأهداف سياسية بحته. تلك الرؤوس المأفونة بعفن الماضي الصدئ تحاول التربص لاقتناص الفرصة وتأجيج الأزمات والصراعات بين أبناء الوطن الواحد ..بعدما باءت كل رهاناتهم ومحاولاتهم ومخططاتهم بالفشل الذريع.. فها هم اليوم يحاولون إيقاظ الفتن النائمة ..واستخدام لعبة العصا والجزرة لتقسيم الوطن إلى كنتونات ومحميات وسلطنات ولذلك هم يعيدون الكرة تلو الأخرى.. فاليوم يحاولون إشعال الحرائق وإيقاظ النعرات الجاهلية الشوهاء لبث سمومهم وأفكارهم المأفونة ولكن مهما حاولوا فلن تنطلي تلك الأساليب والحيل على أبناء حضرموت وشبوة الذين عركتهم الأحداث والوقائع وصقلتهم المحن والتجارب والمواقف النضالية فهم على مر التاريخ القديم أهل حضارة وعلم ورسالة سامية ...لا دعاة فتنة وخصومة وعداء.. فما علينا إلا أن ندرك أن وراء الأكمة أناساً نشازاً ليسوا من تربة حضرموت التاريخ والحضارة لانهم رضعوا من ألبان ملوثة بداء الانفصال الفكري والقيمي والأخلاقي يكفي ما عشناه ماضيا مأساوياً أكان في الشمال أو الجنوب حيث الشمولية القاتلة ..والحكم الفردي المستبد والظلم والحرمان والسحل والنفي والإقصاء.. ينبغي أن نفرق بين الوحدة كمنجز وطني وقومي ..ومكسب جماهيري تاريخي ..وكنقطة تحول سياسي واقتصادي واجتماعي في حياة شعبنا نحو بناء مؤسسات قائمة على أسس قانونية مواكبة لمتطلبات العصر وإيجاد مجتمع حضاري راقٍ واعٍ يتفاعل مع الأحداث والمتغيرات الحديثة ..والفعاليات النهضوية والثقافية والتنموية والاجتماعية ..أما سوق البلاد بالفتن الشعواء.. والأزمات الخانقة ..فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً خاصة في هذه المرحلة الراهنة وما تمر به البلاد من تعقيدات سياسية واقتصادية انهكت الوطن والمواطنين .. وما على النخب المثقفة والواعية إلاّ أن تخرج من دائرة التفكير السلبي إلى دائرة التفكير الإيجابي الفاعل دون المساس بأمن واستقرار الوطن حتى نفوت الفرصة على أعدائنا في الداخل والخارج.. الذين مازالوا يحلمون بعودة الماضى.. فاليمن في ظل الأوضاع الراهنة بحاجة ماسة لوقفة جادة ومسؤولة من قبل رجالها الشرفاء الأوفياء في حضرموت وشبوة وغيرها من محافظات الجمهورية دون مساومة على مستقبل اليمن وامنه واستقراره وسلمه الاجتماعي والقومي لذا لابد من إرجاع الحقوق إلى أصحابها وكفى عبثاً وفساداً بمقدرات الوطن ومنجزاته ولذلك لابد من محاسبة الفاسدين والعملاء والمارقين ،وإعطاء كل ذي حق حقه كاملاً دون نقص.. أما الوحدة فهي قدر ومصير كل أبناء الوطن شمالاً وجنوباً بها نحيا ومن أجلها نضحي بكل غال ونفيس وعليها نلقى الله بقلوب صافية نقية . فيا أبناء حضرموت التاريخ والحضارة والأصالة أنتم أرباب العلم والثقافة والفنون .. فالوطن أمانة في أعناقكم جميعاً فلا تمسوه بسوء فيأخذكم عذاب شديد وأنتم ادرى بشعاب حضرموت ووديانها وصدق المولى القدير القائل «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا». رابط المقال على الفيس بوك