لا يوجد شعب أصبح الصبر خبزه اليومي والتحمل والتأني هو بصيص أمل أن الأيام ستأتي بالخير ومبشرة بالأجمل والجميل، محلقاً أن من حقه أن يعيش بسلام وأمان كشعوب الأرض الأخرى التي تتنفس الحياة بكرامة. نحن أمام شعب ودولة طامحة وراغبة في العيش الكريم يقاوم بكل السبل، للتشبث بالحياة والعلم والنور والكرامة، لتوها دولة فتية خرجت إلى النور بعد ظلام في كهوف الجهل والتخلف. سنين مريرة ونحن نحلم ونمتن لثوار سبتمبر العظام الذين غابوا وتغيبوا عنا بفعل مقاومة التيار السابق للجمهورية؛ عاد من جديد مبشراً بأيام وليلٍ سود ظلت اليمن مكبلة بليله ومتشحة بسواده, غرست أنياب الكثيرين الذين يستكثرون عليه الحياة الإنسانية اللائقة كبقية الشعوب الأخرى. تمر اليوم اليمن بمراحل عسيرة وشاقة تجعلها تمضغ الألم والتحمل، فهي أمام محن متعدّدة الضربات والأوجاع؛ أولها هي التدخل الإيراني في الشأن اليمن واللعب بنار الفُرقة وحصاد الدمار بزرع جماعات موالية لهم في اليمن. واللعب على وتر الطائفية والنزاعات المذهبية تجعلنا مندهشين لا ندري ما الرابط بين الفرس والنسب النبوي الشريف على صاحبه الصلاة والسلام وبين دولة تاريخها أسود في حق الدول العربية الجارة حرب مع العراق ل8 سنوات ومن ثم التعاون وتسهيل تدميره وتدمير دول عربية وإسلامية كافغانستان وزرع بذور التشتت والفرقة بين الشعوب المجاورة، وسحق مخيف لحقوق الإنسان العربي وصاحب المذهب السني كما في الأحواز والإعدامات المتتالية واليومية لهم وعلى مسمع من كل العالم. هي في اليمن تضخ بلا حساب من رصيدها لقتل اليمينين، وتمد حلفاءها بالسلاح والخبرة والتخطيط، وكل ذلك من أجل ماذا..؟!. السكوت عن الدور الإيراني في اليمن قد يحوّل اليمن إلى عراق آخر، عراق التفجيرات والقتل اليومي لا سمح الله. المحنة التالية, هي الاغتيالات المتكرّرة والتي غالباً يختفي فيها الفاعل ويظل مختفياً ومحمياً ومستمراً في تنفيذ مسلسله الدامي. المحنة الطامة هي ما تقوم به منظمات الخدمات الإنسانية من دعوات إلى التنصير في المناطق النائية والبعيدة الفقيرة الخدمات؛ وهذا شيء خطير لأنه استهداف لدين الإنسان وعقيدته، لأن الجهل والفقر سيجعلان أولئك صيداً سهلاً لدعاة الضلال القديم. المحنة الرابعة هي محنة تدني التعليم والتجهيل المطبق, وانهيار منظومة التعليم كاملة، أطفال خارج المدارس «مليونا طفل» إضافة إلى ازدحام الفصول بأعداد كبيرة تفوق الطاقة الاستيعابية للفصل, مسبّبة للمعلم إنهاكاً وصعوبة في توصيل المعلومة لطلابه ما أدّى إلى ظهور انخفاض كبير في دافعية الطلاب نحو التعليم والاستمرار في الدارسة؛ ما يعني ظهور جيل جاهل أمي وبشهادة مقنعة. المحنة الخامسة هي سرقة الآثار، سرقة تأريخ وحضارة اليمن، الحضارة العملاقة، لم تعد حالات فردية بل حالات مكرّرة، ما قد سمعنا عنه هو الذي انكشف للإعلام, لا ندرى كم من حالات سرقة قد تمّت ولم يسمع بها أحد، الآثار هي تاريخ ووجود وجذور للشعوب، فهل نصمت على اقتلاعنا من الجذور..؟!.