إبادة 20 جندياً بدمٍ بارد في نقطة ريدة بسيحوت حضرموت برصاص مجهولين فاجعة لن تكون الأخيرة بطبيعة الحال في مسلسل المذابح التي يتعرض لها أفراد وضباط الجيش والشرطة ويبدو ان الراعي أو الرعاة الرسميون لهذه الجرائم يحرصون على إطالة أمد المجازر ليظل القاتل المأجور غامضاً فيما تستمر الثكنات العسكرية والنقاط الأمنية مرشحة دائما لتقديم المزيد من القرابين على شرف ولائم أكلة لحوم الجنود لأنهم يدركون بفعل التجربة أن هذه الدماء الزكية الطاهرة تمدهم بعد أن شاخت فحولتهم السياسية بالطاقة والحيوية لممارسة الفاحشة بحق المصالح العليا والدنيا للوطن والمواطن من جانب وتقربهم زلفى إلى مقاليد الحكم والتحكم بمصائر العباد والبلاد.. من جانب آخر وبالنظر إلى حولنا نلاحظ أن إسدال الغموض والسرية على مئات الجرائم المشابهة قد ساهم في زيادة مطردة في أعداد العصابات المأجورة المتخصصة بحصد أرواح منتسبي الجيش والأمن الذين غالبا ما يكونون من أصحاب الرتب المغبونة والمسحوقة في هذه المؤسسة وبالطبع لن تكون هذه المذبحة البشعة آخر إنجازات الأصابع القذرة التي تفتح النار على الجنود في النقاط الأمنية وعلى ناصية الشوارع وفى الأسواق أو قبالة المنشآت الحكومية والأهلية وصولا إلى أبواب المنازل إلا إذا أخذنا بنصيحة يوسف إدريس “أبو القصة المصرية “أو “تشيكوف العرب” كما يحلو للبعض تسميته الذي لطالما آمن بأن التغيير أي تغيير لن يتم إلا بعملية فضح وأن ندوب المجتمع كذلك لن تندمل إلا إذا عرضناها للشمس وبعبارة أكثر وضوحا :التغيير المؤمل في اليمن لن يكتمل ويستوي على عوده سوى باستلهام المبدأ الإدريسي المرتكز على المصارحة والمكاشفة وإماطة اللثام عن أهم القضايا التي يتوقف عليها مصير شعب بأكمله وإطلاع الرأي العام على أدق التفاصيل لأن في ذلك حسما للمسائل الخلافية وأدعى لفضح أوكار وجحور المؤامرة والخديعة التي عاثت في الأرض الفساد مستغلة ضعف الدولة وعجزها البائن حتى في إسقاط الأقنعة الزائفة التي يرتديها سادات العنف وكبراء التخريب وهو ما سمح لهؤلاء الطغمة مواصلة امتطاء صهوة العربدة ومصادرة مصالح الناس لحسابات خاصة لا يعلم منتهى قعرها سوى الراسخون في الرذيلة المنغمسون حتى الحلقوم في عالم الرياء والدعارة السياسية ولا سبيل لشفاء هؤلاء من هذه المحنة إن عز على الدولة إنزال أقصى العقوبة بهم على رؤوس الأشهاد إلا بشيء واحد يتمثل في استخدام كلاليب الفضح والتشهير وبمرسوم حكومي مصادق عليه لأنهم حينئذ سيصبحون مطلوبين شعبيا اكثر من أي شيء آخر ولن يجدوا عندها حتى جحر ضبٍ يستر سوأتهم من نظرات وألسنة الملايين الحادة الحارقة إذاً فتعويذة يوسف وصفة مضمونة لوقف نزيف الدم عسكريا كان أو مدنيا وتميمة موثوقة لإبطال مفعول العبوات الناسفة وإخماد جحيم السيارات المفخخة إضافة إلى أنها ستغدو سيفا قاطعا لدابر الاعتداءات النفطية والكهربائية التي كبدت الخزينة العامة للدولة عشرات المليارات من العملة الصعبة ناهيك عن وأد القلاقل الأمنية التي قضت على النشاط السياحي وأتاحت المجال لضعاف النفوس ممارسة هواياتهم الأثيرة من قطع للطرقات واختطاف وقتل للأجانب بصور فجة ومهينة. يا أبطال الربيع اليمنى إذا أردتم إكمال المسيرة وتلافي ما أعقب ثورة التغيير من نقص وتشوهات خلقية - بفتح الخاء وسكون اللام-عليكم بمذهب تشيكوف العرب الفاضح ولن يتسنى لنا ولكم ذلك إذا لم يصدر قرار فوقي للإفراج عن الحقيقة التي ماتزال رهن الإقامة الجبرية منذ سنوات طويلة.