ظل الإسلام في اسبانيا أكثر من خمسمائة سنة حرر فيها هذا الدين الكريم الرعية من ظلم الرعاة ، وأنقذهم من الضرائب التي كان يفرضها الحكام ، ورأى الأسبان روح العدالة الإسلامية تسري في كل أسبانيا تنشر الحرية والمساواة والإخاء والتعاون. وشيد المسلمون حضارة انسانية لاتزال آثارها ماثلة في غرناطة وقرطبة وطليطلة.. وتعد المآثر السياحية التي خلفها المسلمون مصدر ثروة تصدر سنوياً بمئات الملايين من الدولارات ؛ إذ يفد السائحون من كل مكان في العالم يشاهدون جمال الحضارة العربية الإسلامية في هذا المصر التاريخي الواسع. أصدقاؤنا الأسبان يعرفون قبل غيرهم وبحكم انتماء أسبانيا لهذه الجذور ثقافياً - أن الإسلام دين سماحة وسلام ومحبة وإخاء، وأن هذا القرآن الذي التف حوله الأسبان في قرون غابرة لم يحذف منه حرف ، ولم يضف إليه حرف ، وهو المرجع حين يفتري المفترون فيصفون الإسلام أنه دين إرهاب أو تطرف. إن أصدقاءنا الأسبان يعلمون قبل غيرهم من الشعوب الأوروبية والأمريكية وشعوب العالم الأخرى أن ما حدث في «مأرب» مؤخراً لن يؤثر على إيجابية علاقة اليمن مع اسبانيا أو مع اسبانيا وأي قطر من أقطار العالم الإسلامي ، لأن الذين اقترفوا هذا الجرم البشع إن هم إلا مأجورون حمقى من عبدة الأهواء والتابعين الأذلاء الصاغرين لساداتهم الحاقدين البغضاء الذين تأبى نفوسهم الدنيئة إلا أن ترى الدمار والخراب والفاقة في كل مكان. إن عبدة الطاغوت الفجار الأشرار لن يكونوا سعداء وقد حرضوا على تعاليم القرآن والسنة واستبدلوا بهما الشيطان وتابعيه من أهل الضلال. ولن يستطيع ما حدث أن يغير مسار العلاقة الإيجابية بين اسبانياواليمن ، ولن يحول هذا الفعل الأسود القبيح دون هذا الجمال الزاهي الذي يراه الأسبان بعيونهم وعقولهم في كل آثار حضارتنا المجيدة في هذا الوطن الذي يأرز إليه الإيمان ، كما تأرز الحية إلى جحرها ؛ وكما يحن الطائر إلى عشه. غير أن هذا الفعل الهمجي سيكون دافعاً لإيقاد حركة تنويرية رائدة في المنطقة لفضح هؤلاء الظلاميين الغواة عبدة الطاغوت .. والله خير الماكرين. تنويه أحياناً تعمل رداءة الخط وعجلة المصحح على أن تفقد بعض الكلمات مما يخل بالسياق .. وينكر القراء بعض العبارات .. فمعذرة للقراء وللكاتب.