نابليون بعبارة شهيرة ضمن عباراته كقائد لكان له صولة وجولة، يقول: «إن العالم يعاني ليس بسبب الأشرار؛ بل بسبب صمت الأخيار، والأخيار في الوطن كُثر، لكن صوتهم شاحب غير مسموع, هم من سيشكّلون دروعاً بشرية تقف بوجه أعداء الوطن...». المسؤولية الوطنية تحتّم عليهم الجهر بموقفهم الرافض لإيذاء الوطن الجهر بصوت العقل ومصلحة الشعب والوطن. هذا الوطن يمرُّ بمرحلة، تتبعها مراحل, تحمل ظلام الطائفية قاب قوسين، والتدهور يجتاح كل مكوّناته. وطن علا فيه صوت “الأنا” وبدأ يغلب على صوت الحكمة وقول الصواب. شاخت الكلمة واهترأ الموقف، وذبلت المسؤولية، نحن في مرحلة تحتاج إلى وقفة جادة وحازمة، لا نريد توافقاً وتوزيعاً وتقاسماً، نريد مشروعاً سياسياً يجنّب البلاد حالات النزاع القادمة بمشاريع كارثية للوطن، فالخاسر الأول هو الوطن. الأخيار الصامتون موجودون في كل المحافل النخبوية والمتوسطة والشعبية؛ هم من يحمل أنوار الحكمة والحل الهادئ مع أيّ لون أو فريق. دورهم يُلزمهم بالوقوف مع الوطن والشعب، وكفى عبثاً بكل أحلام الوطن ووضعها على طاولة التنازع والتقاسم, فالأوطان تعطي الكثير وتنتظر الكثير. للحكيم يد وقلم وفكر ومنطق لتنطلق بقوة وترفض اليد العابثة الممتدّة إلى كل جميل داخل الوطن, وكلٌّ من موقعه. المواجهة وكشف الغطاء عن المستورين بغطاء صمت الصامتين.. أيّها الحكيم.. يريدك الوطن إلى جانبه.