يمثّل الإرهاب والإرهابيون العائق الأبرز الذي يواجه اليمن واليمنيين في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة، والخطر الأكبر الذي يقف أمام إنجاز ما تبقّى من مهام في إطار التسوية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ولهذا كان لزاماً على الدولة أن تعلن الحرب على هذا الشر الذي يهدّد أمن واستقرار الوطن ومستقبل أجياله. كان القرار الذي اتخذه فخامة الأخ عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية قراراً حكيماً وصائباً لاسيما بعد أن تغوّل الإرهابيون وزاد خطرهم وأصبحت أعمالهم تهدّد كيان الدولة بأسرها، وبعد أن وجد الإرهابيون في اليمن موئلاً لهم مستغلّين في ذلك الأوضاع السياسية غير المستقرّة التي تشهدها اليمن منذ العام 2011م ووجود بعض الأطراف السياسية التي تتعاطف مع الإرهابيين وتتماهى مع أفعالهم الإجرامية. ولا شك أن رئيس الجمهورية عندما أشار إلى أن هناك أكثر من 70 % من الإرهابيين المتواجدين في اليمن هم من جنسيات غير يمنية؛ أراد أن يؤكد أن اليمن لم ولن تكون أرضاً وساحة للإرهاب، وعلى هؤلاء ومن يتعاون معهم إدراك هذه الحقيقة. لن يكون للإرهاب مكان في اليمن، وأن الشعب اليمني لن يقبل بمصّاصي الدماء والقتلة المأجورين العيش في بلاده؛ كون اليمن أرض الإسلام والسلام، وموئل الحب والإخاء، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم. إن رسالة رئيس الجمهورية واضحة لكل من يحاول التستُّر على الإرهابيين ويبرّر جرائمهم أو يحاول الدفاع عنهم، فالإرهاب والإرهابيون شر يجب أن يزول. والغريب أن تتعالى أصوات الرافضين للحرب التي تشنّها القوات المسلّحة ضد عناصر تنظيم «القاعدة» الإرهابي تحت مسمّى "المناصحة" وهدفها الأساس هو حماية هذه العناصر ومنع الجيش من إتمام مهمّته في تطهير الوطن من شر هؤلاء..!!. مئات الجنود والضباط من أفراد القوات المسلّحة والأمن كانوا ضحايا الأعمال الإرهابية لتنظيم «القاعدة» إلا أننا لم نسمع هذه الأصوات لا مستنكرة ولا ناصحة؛ وكأن دماء هؤلاء مباحة ولا قيمة لها. منطق عجيب وغريب وراء هذه الأصوات التي لا تخجل وهي تدعو إلى وقف العمليات العسكرية والتحاور مع عناصر هذا التنظيم الإرهابي الذي لا يؤمن إلا بالعنف والقتل والدمار، فأي منطق هذا الذي يدعو إلى التصالح والحوار مع من جاءوا من خارج الحدود لقتل الشعب اليمني واستباحة أرضه وتدمير مقدّراته وزعزعة أمنه واستقراره..؟!. لا سلام ولا حوار مع الإرهاب والإرهابيين وكل من يدور في فلكهم، ولن يهدأ لليمنيين بال حتى يخرج هؤلاء المرتزقة من أرضهم ويعودوا من حيث أتوا أو يكون الموت هو مصيرهم المنتظر. إن النجاحات البطولية التي يحقّقها الجيش ضد قوى التطرُّف والإرهاب في أبين وشبوة وعدد من المناطق اليمنية الأخرى قد ألقت الرعب في قلوب عناصر الإرهاب ومن يقف وراءهم، ولا ينبغي أن تتوقّف هذه العمليات العسكرية حتى يتم تحقيق الهدف منها وهو القضاء على هذا التنظيم الإرهابي وأذنابه وتطهير اليمن من رجسهم. ندرك يقيناً أنه وكلما قربت نهاية هذه العناصر الإجرامية زادت مخاوف المراهنين على هذا التنظيم وعناصره، وزادت مساعيهم لإيقاف هذه الحرب والحفاظ على من تبقّى من هؤلاء الإرهابيين. وهنا على فخامة الرئيس أن يدرك مغزى غايتهم وحقيقة دعواتهم؛ وهو الذي لم يسلم من جرائمهم ومازال هدفاً لهم ويتربّصون به وبالوطن الدوائر، وعليه أن يواصل ما بدأه لتحقيق الهدف الرئيس وهو القضاء على الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، وتطهير اليمن من الإرهابيين وكل من يرتبط بهم ولو كانوا ذوي قربى..!!. [email protected]