(إني أرى رؤوساً قد أينعت, وحان قطافها ,وإني لقاطفها) من وحي, وإلهام هذه العبارة للحجاج بن يوسف الثقفي حين خطب خطاب توليته الأول في الكوفة, حاول ممثل دور (الخليفة داعش), أن يكون حجاجاً في ظهوره ولأول مرة, وليكون أكثر إقناعاً, وبعبعاً, أمر الخليفة داعش, بجلد كل من لم يأت لمسجد الموصل لمبايعته, خمسين جلدة . بدا الرجل حينها وبالنسبة لي كإحدى الوجوه السينمائية المألوفة, غير انه ولسبب ما, ظل طريق كواليس السينما السورية, وظهر خطأً في كواليس السياسة السورية, قبل عامين فقط هددالنظام السوري , العرب من سقوطه, وأكد أن سقوطه سيكون كارثة, ودمار ليس على سوريا, وحسب, بل على الشرق الأوسط بأسره, وحينها هدد بتصدير انعدام الأمن, لكل دول المنطقة, التي تقف متفرجة, ومنتظرة لحظة السقوط. من هنا اهتدى البعض لاختراع داعش, فبداعش سيضرب عصفورين بحجر واحد, الأول سيؤكد للعالم بأنه حقاً يواجه خلايا إرهابية, والثاني سيطعن بداعش الجيش الحر من الخلف, سيخالفني الكثير الرأي وهذا مؤكد خصوصاً (الممانعين), ولهم سأتوجه بتساؤلات هي من أوصلتني لمثل هذه القناعة, أولها إن لم يكن داعش صنيعة النظام السوري فبماذا تفسرون وقوف داعش المروّج له بأنه السني المتطرف,مع النظام الشيعي المتطرف, في سوريا, وتقدم داعش, بمعية الجيش النظامي, في مناطق سيطرة الجيش الحر؟ وفي الوقت ذاته يروجون أن داعش في العراق نتيجة حتمية لظلم المالكي, وهناك في العراق داعش نفسه الذي يقاتل في صف الأسد، يقاتل ضد نظام المالكي؟ سأرد بالنيابة عنكم (المخرج عاوز كده). إن ظهور داعش مؤخراً في سيناريو الثورة العراقية السنية ضد النظام المالكي, وبهذا الشكل المباغت, المكتسح, هو مجرد إنقاذ للمالكي الذي بدأت تحاصره نار الثورة, وداعش اليوم مجرد تشويش على مطالب أحرار الرافدين, ومظالمهم, التي بدأ صداها يهدد وجود المالكي, ولتكن إبادة ثوار العراق مشروعة, ومقبولة أمام المجتمع الدولي, جأت ذريعة داعش, والإرهاب, وظهر التحالف الأمريكي, الإيراني وهذه المرة على العلن, وبشكل لا يحتمل التكهنات كما حدث تماماً, قبل عقود حين أسقط ذات تحالف الأمس, واليوم, النظام العراقي بزعامة الشهيد صدام, و بذريعة الأسلحة الكيماوية, وخطر صدام على المنطقة, وكما كان داعش الخنجر المغروس في ظهر الثورة السورية, سيكون كذلك في ظهر الثورة العراقية. الصورة اليوم بدت أكثر وضوحاً, ومخطط الشرق الأوسط الجديد, الذي ينوي الغرب إقامته, بدأت ملامحه أكثر وضوحاً, ويقيناً أكثر منها تحليلات, فما يحدث في سوريا, العراق, واليمن, يظهر مخطط غربي لإعادة رسم خارطة المنطقة بأسرها, تعتمد في تقسيمها المذهبية, بعيداً عن الوطنية, وشعارات القومية التي عفا عليها زمن العمالة, وهذه المرة ستكون غلبة السلطة بيد الشيعة, أدوات العدو العربي المشترك إسرائيل. في الأخير.. لا يسعنا وفي هذه المرحلة الصعبة, إلا أن ندعو الله مخلصين, أن يرنا الحقّ حقّا ويرزقنا إتباعه, وأن يرنا الباطل باطلا, ويرزقنا اجتنابه, اللهم انصر ثوار العراق، اللهم انصرهم على إيران, وأمريكا, وكل من يتآمر لإخماد ثورتهم, ويحول دون نصرهم. تساؤلات لماذا أحب العراق لماذا أيا ليتني قد ملكت الخيارا ألم تك بغداد درع العروبة وكانت أمام المغول جدارا؟ (سعاد الصباح)