أبنائي .تعلمون مكانتي وتاريخي، وما من جيل يتجدد بعد جيل إلا ويفخر بالماضي المرسوم في الأذهان - الولّاد للشعوب، والباني للحضارات المتعددة والمتعاقبة من كينونته. على أرضي ارتسمت ملامح السعادة في أوج صورها فوصفت ( باليمن السعيد )، وتعايش الناس ببساطة وتمازج واستقرار، اتسم الجميع بقيم الإنسانية، ومبدأ التعايش الديني، وتلاحمت الأفكار عند نقطة البناء ونبذ الخلاف المدمر. كنت والتاريخ في ارتباط وثيق فوثقت بالتاريخ، ونصوص الأديان، وقواميس السلالات، ولم يتجرأ على المساس بي إلا الدخلاء، وحينها كنت القبر الذي دُفن به الدخلاء الغزاة فكنت ( مقبرة الغُزاة ). أبنائي ذوي القرار : أوكلتم على أمر شعب ووطن فإن كنتم أهلُ له فالعمل العمل بحب وإخلاص وانتماء، وإن لم يكن فأعطوا الحق لأهله، ودعوا ذواتكم لأجل وطنكم، فإن التاريخ يمحي عمل الذات للذات، ويؤرخ العمل الجمعي للأمم، تسلحوا بالحكمة والعلم، وأعدوا للوطن القوة، وأعيدوا الحق إلى حياضه فإن الحق ضائع بدون قوة تحميه، وأن القوة بدون الحق تسلط، ولتكن نظرتكم في الحكم بعين الحقيقة بلا محاباة ولا تمايز، وليكن البناء واحد في كل اتجاهات الأرض فهو حدود الوطن. أبنائي : إنّ منكم مخلصون ومؤمنون بأنّ لا هوية للأبناء بلا وطن، ولاحق يستحق به الحياة سوى أرض الوطن، فسياجه أنتم والحماة في كل موقع ومع كل فكر، وفي طريق الوعي سيروا ومن كل ما يحاك بكم وبوطنكم كونوا عيوناً ساهرة، وعقولاً مدركةً، وقلوباً نابضةً بالحياة، ومع الحق اصطفوا وفي مواجهة آفات التدمير كونوا سداً منيعاً، وحاجزاً رصيناً، وليس هناك أشرف من حياة في عز الوطن، ولا أذل من خيانته. أبنائي: أعلم أن لكل وطن أبناء عاقّون فإليهم : لا ينفع مكسب مع باطل، ولا راية حق تنسج على غير أرضه، ولا عاصم لهم يوم الندم. وما وصلتم إليه لم يعد يحتمل مزيداً من هدهدة العواطف بالكذب، فالصدق قارب النجاة في خضم معترك أمواج الرغبات السياسية والمذهبية. تعلمون أن الوطن في مرمى مؤامرات الأجندة الداخلية والإقليمية والخارجية وله آيادٍ تغذيه وتنفذ، وما كان بالأمس أو اليوم من فئات تحشد كل طاقاتها وقدراتها ضد مصالح الوطن العليا فسينجو الوطن وستبوء هي بالخراب والخسران، مهما طال أمد التحقيق فلابد أن يتحقق. الوطن كان ومازال مركباً لأدعياء الوطنية، وأصحاب المشاريع الهزيلة، والفئات ذات الرؤية المسيجة بمسوح الدين الحنيف وهم من قيمه وأخلاقه أبعد، إضافة إلى ذوي الرؤية السياسية العقيمة ذات المصالح المشخصنة. يمكن لأي فئة أن تسود بالقوة لكنها لا تكفي مالم تنطلق من الحق، ولا يصمد الحق مالم تحميه القوة، فلتكونوا أهل الحق والقوة. أبنائي: لا نجاة لي ولا لكم إلا بالاعتصام بكلمة الحق في الناس وللناس أجمعين، والالتزام بالثوابت الوطنية والإنسانية، وما ترونه من ضعف وانعدام في الرؤية الصائبة هو سبب تفرقكم واختلافكم على موائد المصالح وجبهات النفوذ. [email protected]