أيها اليمنيون، يا من افتخر بكم التاريخ اليمني وازدهرت بكم الحضارة اليمنية، يا من ذكركم القرآن الكريم بأن أرضكم أرضٌ طيبة، يا أصحاب القلوب الرقيقة والألين أفئدة كما قال نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - أطلب منكم اليوم طلباً فأعيروني أسماعكم قبل أعينكم وأعيروني قلوبكم قبل أجسادكم؛ طلبي غالٍ وثمين أوجهه إليكم من قلب محب شفيق على وطنه قائلاً: قفوا اليوم موقف المتأملين لوضع يمننا الميمون والباحثين عن الحلول، قفوا هذه الثواني موقف المحب لوطنه المبادر لنهضته وتطوره، قفوا هذه الدقائق موقف المحبين لأسرهم الذين يتمنون لهم مستقبلاً آمناً، قفوا هذه الساعات موقف الحزين على دماء اليمنيين الطاهرة التي أزهقت ولاتزال تزهق أمام مرأى ومسمع العالم وليس للقتلة رادع ولا ذرة من ضمير، قفوا اليوم موقف المنقذ لليمن قبل أن تغرق في بحار الظلام، قفوا مع المرأة الوطنية أخت بلقيس وأروى التاريخيتين التي ظهرت في إحدى القنوات اليمنية الفضائية قائلة: اختلف معي لكن لا تقتلني، اختلف معي لكن لا تهدم بيتي، اختلف معي لكن لا تُيتّم أولادي. طلبت منكم هذا الطلب بعد أن رأيت أهداف ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة مهدّدة بالانهيار، الأمر الذي جعل الأعداء يتكالبون علينا من كل حدب وصوب، وبعدها اُستغِلت طيبة هذا الشعب وصبره وكفاحه وراء البحث عن لقمة عيشه، ورأينا أناساً يريدون أن يحرقوا اليمن بدافع الانتقام بعد أن أكلوا أخضر اليمن ويابسه مع زبانيتهم، وعندما قامت ثورة لاقتلاعهم وبناء اليمن من جديد سعوا في الأرض خراباً بتدمير أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط وقتل الأنفس المحرمة، متخذين شعارات جوفاء ظاهرها وباطنها تدمير النظام الجمهوري والثوابت الوطنية التي ناضل وكافح من أجلها الآباء والأجداد. من أجل ذلك دعوني أسألكم وأخاطبكم من واقع أهداف ثورتكم السبتمبرية التي مرت عليها أعوام وها هي تحل علينا ذكراها ال«52» لتقول لنا جميعاً بلسان الحال: ألم تكن ثورتكم تهدف إلى التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، ويأتي اليوم المد الشيعي في اليمن متمثلاً بالحوثي وجماعته ويحاولون هدم الحكم الجمهوري لإقامة حكم ملكي إمامي مستبد ومستعمر، وفوق هذا يحاولون التفريق بين الشعب الواحد بدافع المذهبية والطائفية المقيتة؟ ألم يكن من أهداف ثورتكم بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكتسباتها؟، ولكن تلاحظون الحوثيين اليوم يعملون على هدم هذا الجيش الوطني القوي وقتاله والتحالف مع القاعدة أو مع الحاقدين من الأنظمة السابقة الذين يريدون القضاء على الثورة وتفكيك مكتسباتها متخذين الموت لأمريكا وإسرائيل شعاراً ويقتلون أفراداً من الجيش الوطني؟، ألم يكن من أهداف ثورتكم رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً، وتلاحظون الحوثيين يستغلون هذا الهدف لتمرير مكتسباتهم الشخصية وليس الوطنية ويحاولون أن يقضوا على الثقافة ومخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها السياسيون في مؤتمر الحوار الوطني والذين هم في صدد وضع دستور جديد للبلاد، وقبل أن يرى هذا الدستور النور يحاولون إجهاضه قبل ولادته؟ ألم يكن من أهداف ثورتكم إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف، وترون بأم أعينكم سطوة السيد والإمام ظاهرة للعيان، ويسمعونه في كل صغيرة وكبيرة في تهديم بيوت الله ومنازل المواطنين والاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأرض اليمنية ليس حباً لها بل كرهاً لأبنائها المصلحين، ولم تتم العودة إلى روح الإسلام الحنيف بل يقدسون رأي السيد تقديساً يجعلهم مغترّين بأن قولهم هو الصحيح وقول الآخرين خطأ؟. ألم يكن من أهداف ثورتكم العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة، وتلاحظون التوسع المذهبي والطائفي يهدد الوحدة الوطنية بالانفصال والتمزق والتشرذم، وبدلاً من السعي في المطالبة بالوحدة العربية الشاملة يتم تفكيك الداخل بدوافع شيطانية مقيتة؟ ألم يكن من أهدافكم احترام مواثيق الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم، وتلاحظون التهديد المقيت من قبل الحوثي وجماعته ويقولون: إن قرارات الأممالمتحدة لا تعنيهم، ويراوغون ويحاولون كسب الوقت أكثر لصالحهم وتمرير معتقداتهم الدنيئة وبذلك يسعون إلى الخراب العالمي بدلاً من السلام العالمي، ويسعون إلى ترسيخ المبدأ الشيعي المذهبي بدعم من دول خارجية بدلاً من تدعيم التعايش السلمي بين الأمم؟!. إن تلك الأسئلة واقعية ونابعة من أهداف ثورة ال26 من سبتمبر الخالدة، فماذا أعددتم لها من إجابات؟ وهل ستكون إجاباتكم بالنفي أم الإيجاب؟ لاشك أن الإجابات ستكون: “بلى” أو “نعم” كل ما سبق صحيح، وعليه يجب علينا الحفاظ على أهداف ثورتنا السبتمبرية وصونها في حدقات أعيننا وقلوبنا ونصطف اصطفافاً وطنياً ناضجاً تحت راية تلك الأهداف في مواجهة المد الطائفي الشيعي المقيت ولنحذر منه؛ لأنه يريد القضاء على هذه الأهداف الخالدة والوطن المعطاء، ولتتجمع أيدي سبأ من جديد لتقول: النظام الجمهوري خط أحمر وأهداف ثورته السبتمبرية خطوط حمراء لا يمكن التفريط بها أو الإخلال بجزء منها، ومن أجل ذلك وبتكاتف الجميع لا يمكن أن يظهر الخوف على أهدافنا وسيزول الاستبداد والظلم وسنرى حكماً جمهورياً عادلاً وسيبنى الجيش الوطني القوي وسيرتفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً وسنرى مجتمعاً ديمقراطياً تعاونياً عادلاً وسنحافظ على وحدتنا الوطنية مهما تآمر عليها المتآمرون والحاقدون، وفوق هذا نعيش بسلم وسلام عالميين، وحفظ الله اليمن من كل مكروه. [email protected]