أتابع بفضول كل عام العمل الدرامي اليمني «همي همك»، ليس لأني من مدمني مشاهدة أو متابعة الأعمال الدرامية، ولكن لسبب آخر، وأظنه نفس السبب الذي يدفع الكثيرين لمتابعة هذا العمل، وهو أن المسلسل إلى جانب الإطار التراجكوميدي الذي يقولبه، فيصنع من الألم نكتة ساخرة. إلى جانب هذا فإنه في نفس الوقت يحاول رسم صورة مصغرة للواقع السياسي الذي يمر به البلد، والذي ينعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين على كل المستويات. وعند انتهاء حلقات المسلسل في كل مرة يبرز نفس التساؤل في ذهني، وهو كيف سيُكتب سيناريو الجزء القادم من المسلسل؟! أو بالأحرى كيف سيكون سيناريو واقعنا القادم؟! ومن يكتب هذا السيناريو؟! وفي ظل المستجدات الأخيرة التي تعصف بالبلد يُلح علي التساؤل بشكل أقوى: كيف سيكتب السيناريست سيناريو وحوار «همي همك 7 »؟! هل سيكتب مثلاً: إنه في نهار يوم شديد الحرارة، والشمس ترسل سياطها الملتهبة فوق رؤوس أهل القرية، ومع امتناع السماء عن إرسال القطر.. وشكوى الأرض اشتداد الظمأ.. ونفوق عدد من المواشي. وفي ظل انقسام عميق بين أبناء القرية، وتبادلهم الاتهامات، وفي حين يرمي كل منهم باللائمة على الآخر في التسبب بما هم فيه من ضيق وعناء. في هذه الأثناء يدخل عليهم الشيخ «طفاح» بالرداء الأخضر الجديد.. يرافقه عدد كبير من الأتباع ومن أهل القرية، الذين رأوه في شدة الظمأ ماءً..! يدخل الشيخ «طفاح» مختالاً فخوراً متكبراً.. ليفرض عليهم طقوساً جديدة، ما سمعوا بها في آبائهم الأولين.. يحلل ويحرم كيفما شاء.. يسلب ويبطش..وينتهك الحرمات.. بعنجهية المنتصر الجبار !! يعمل السيناريست على تعقيد الأحداث أكثر فأكثر.. حيث يشعر أفرادٌ من شباب القرية بالامتعاض الشديد من الممارسات القمعية التي فرضت عليهم.. فتتحرك بداخلهم نوازع الرفض والتمرد.. ويستغل أحدهم هذا الحماس المشتعل في نفوس هؤلاء الشباب في زرع أحقاد جديدة بين أبناء القرية.. لتتجسد في شكل ردود فعل انتقامية.. ومن هنا تدخل القرية في نفق مظلم من الفعل ورد الفعل.. ولا يستطيع الكاتب للأسف أن يضع نهاية سعيدة للمسلسل!! عموماً هذه مجرد أفكار تشاؤمية تدور في رأسي.. أرجو ألا تحملوها على سبيل الجد.. فمن المحتمل كذلك أن لا يكون هناك «همي همك» لهذا الموسم.! كما أنه من المحتمل جداً أن يتم تعديل اسم المسلسل إلى «همي همي.. وهمك همك، ولا تهمني ولا أهمك، وكل واحد يجلس ببيته»!!