أتابع بفضول كل عام العمل الدرامي اليمني «همي همك»، ليس لأني من مدمني مشاهدة أو متابعة الأعمال الدرامية، ولكن لسبب آخر، وأظنه نفس السبب الذي يدفع الكثيرين لمتابعة هذا العمل، وهو أن المسلسل إلى جانب الإطار التراجكوميدي الذي يقولبه، فيصنع من الألم نكتة (...)
حين تعجز الكلمات عن وصف مشاعر وأحاسيس عاصفة تجتاح حنايا أرواحنا المرهقة، فتحوّلها إلى هشيم متناثر على تضاريس وجوهنا، حينها فقط يكون الصمت أبلغ تعبيراً من كل لغات العالم.
مشهد الجنود - ضحايا الإرهاب - دمّر خلايا دماغي وأوقفها عن التفكير، سجن لساني (...)
بعيداً عن الخوض في التوظيف السيئ لبيوت الله في ممارسة المماحكات الحزبية والمهاترات الفكرية والسياسية والاعتداءات اللفظية والجسدية التي تحدث – للأسف - في أروقة بعض المساجد في ربوع بلادنا.. فهذا أمر يدمي القلب ويطول الحديث فيه، وهو لا يخفى على (...)
فتن كقطع الليل المظلم تتقاذفنا، لا نكاد نفيق من واحدة حتى تظهر أخرى أشد منها، حتى يكاد المرء يصل إلى مرحلة الإحباط والكفر بكل ما حوله ومن حوله.. تعددت الرؤى والأفكار، ومن خلفها تعددت وتباينت الأهداف والغايات، وهنا لا أقصد التعدد والتباين الصحي (...)
ونحن في الباص الذي يقلنا من وإلى المركز الذي أعمل فيه - أحد مراكز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة – وقف الباص على جانب الطريق، في انتظار صعود عدد من الطلاب والطالبات إليه وهم من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية، حيث ينتظرون قدومه كل صباح بشوق ولهفة، (...)
تشهد مدينة تعز هذه الأيام حملة غير مسبوقة لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف ، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، ويظهر ذلك جلياً من الشعارات الكتابية التي تناديك من على واجهات بعض المباني أو من على الأسوار في كثير من شوارع المدينة ، وهي ظاهرة إيجابية (...)
يقال: «الوعاء الفارغ يصدر ضجيجاً»، وأعتقد أن هذه المقولة تتطابق إلى حد كبير مع حالة اللامنطقية الحجمية التي نتعامل بها مع إنجازاتنا، سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي، فتضخيم المنجزات وإعطاؤها حجماً أكبر مما تستحق أحد أكبر أخطائنا.. فاختتام دورة (...)
تعج الحياة من حولنا وتضج بسحب سوداء من المواقف المؤلمة، التي تدمي القلب.. وكثيراً ما نتحدث لبعضنا البعض، أو على الأقل في قرارة أنفسنا عن سوء زماننا ، وسوء أخلاق ناس هذا الزمان ، وننعي بألم قيمنا ومبادئنا، التي أصابتها اللامبالاة والأنانية بمقتل.. (...)
تتزاحم في شوارع مدينة تعز اللافتات التي تتغنى بتعز، وتتنافس الأغاني في التغزل بجمالها وثقافتها ومدنيتها.. والحقيقة أن من قدر له العيش في مدينة تعز هذه الأيام ، لن يمتلك نفسه من السخرية والاستخفاف بما تحمله هذه الشعارات من معان بعيدة كل البعد عن واقع (...)
خلال الأيام القليلة الماضية كنت أراجع في مصلحة الأحوال المدنية .. ولأنها كانت المرة الأولى التي أزور فيها هذا المكان منذ سنوات عديدة ، فقد أصبت بشيء من الذهول ، ما كنت أتصور أن الحال كما هو عليه من البؤس منذ سنوات طويلة ، خاصة في مؤسسة حيوية كهذه (...)
قرأنا كثيراً في بعض كتب التاريخ والأدب عن (عصور الانحطاط) في هذه الحضارة أو تلك ، وما تعنيه هذه الكلمة من تدنٍّ وهبوط على كافة الصُّعد: سياسياً ، واجتماعياً، وأخلاقياً، وأدبياً ...إلخ ، ودرسنا نماذج من نصوصٍ أدبية عكست ذلك الضعف والانحطاط العام ، (...)
الاختلاف رحمة مقولة صحيحة ، ولكن العلة ليس في الاختلاف وإنما في الخلاف ، فالاختلاف هو سنة الله في خلقه فالناس مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وأذواقهم وطباعهم ومداركهم “ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدة ، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم” (...)
عندما يشكو إليك ولدك ألماً حل به.. ويكرر لك الشكوى مستعطفاً نوازعك الأبوية بشكل ملح..، ولكنه يصطدم بصخرة اللامبالاة العاتية في عينيك وليس هذا ديدنك.. فلابد وأنك قد تذوقت شيئاً من أكاذيبه البيضاء في حينٍ ما من أحيان حياتك..!
عندما يوافيك من حولك (...)
هل سقطت المرأة قيمياً وأخلاقياً وأسقطت معها المجتمع؟! ، أم أن المجتمع هو من سقط وأسقطها معه؟! .. ليس هذا هو المهم ، وإنما هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها هي أن المرأة بالفعل قد سقطت وفقدت جزءاً كبيراً من قدرها .. وهي من تمثل نصف المجتمع ، وتحتضن النصف (...)
كان شهر رمضان على مر العصور الإسلامية - ولا يزال- موسماً خصباً للخير والطاعات والتقرب إلى الله بالإحسان إلى خلقه ، فتجد فيه النفوس ميالة نحو البر والرفق بذوي الحاجات ، وتفقد الضعفاء والمرضى منهم ، وتلمس حاجاتهم ، وهذا ما يتجلى بأروع الصور في شعبنا (...)
( كُلنا سوريا) حملة إغاثية ، قام بها مجموعة من الشباب والشابات اليمنيات ، كجهد ذاتي ، أو في إطار مؤسسي ، لست أدري ، المهم أن الحملة كانت تهدف إلى جمع التبرعات المالية لإغاثة الشعب السوري الشقيق ، الذي يعاني ويلات القتل والخوف والتشريد .. وكعادة (...)
لي صديقة رائعة، أتفق معها في كثير من الأمور، ونختلف في بعضها، صديقتي على صفات خُلقية عالية، وتتمتع بتعليم جيد ومستوى وظيفي لائق، لا يكدّر صفو علاقتنا المتينة سوى شيء واحد، أحاول عدم الالتفات إليه حفاظاً على هذه العلاقة، هذا الأمر يسبّب لي بعض (...)
مشاعر غريبة ومتباينة.. تنتابني كلما شاهدت علم بلادي، مرفرفاً على قمة، أو ملتصقاً على جدار، أو متدلياً على صدر شاب يمتلئ حماسة وثورة، أو على رأس فتاة أو امرأة عصبت به أحلامها وآمالها، التي سكنت أعلى ما فيها، أو .. أو ..أو فليس ثمة مشهدٍ أكثر تكراراً (...)