السياسة بمفهومها البسيط هي تدبير وإدارة شؤون الناس والقيام بمصالحهم جميعاً. فإن مارسها أصحاب المبادئ والقيم خرجوا بالشعوب للنعيم, و إن احترفها الأشرار صدروا شعوبهم للجحيم.. يحلم الشعب بسياسي يحمل الفكر والقيم والمشروع الحياتي الوطني مهمته العمل من أجل مصلحة الوطن والشعب والتنافس من أجل مصلحة الأمة. ويعيشها المواطن في واقع يعيشه ويلمسه و يتذوقه بحواسه... لكنهم يقولون المثالية في الحياة وليست في السياسة و إن كثيراً من الأخلاقيات لا وجود لها في قاموس السياسي.. وليست في جدوله. يصل السياسي للصندوق عبر التضليل والاحتيال والمتاجرة بمطالب البسطاء والفقراء والشباب وأطماع الوجهاء ويتحول المنصب لمكسب ومصلحة يمكن بسهولة أن يعصف بكل من بصم في الصندوق وذلك حفاظاً على مكاسب ومصلحة الساسة وكأن المواطن “سيارة أجرة” عبروا عبره للمناصب. ويعيش المواطن في رحلة مارثون يجري وراء حريته فيفقد لقمته.. يتنازل عن حريته من أجل لقمته.. فيفقد حياته... لم يكسب سياسي واحد في اليمن قيمة عند الشعب.. رغم إن كثيراً من مخضرمي السياسة ومعتنقي المناصب يتلو آيات الذكر الحكيم في كل خطاب ويلهج بخالص الدعاء قبل وبعد كل اجتماعات ,,ويوزع ابتسامات مائلة لكنها كلها مشروع مساومة ومقايضة لوظيفته ووظيفة حزبه و ما يدور هو خطابات مزدوجة ومفخخة بالمواقف قد تتبدل بين عشية وضحاها.. “فيمسي” السياسي بموقف ويصبح على آخر.. و أن مكارم المواقف ليست في قاموس و مفردات اللغة السياسية... هم بحر من اللا موقف و اللا إنجاز و ليس لهم حظاً من مكارم وأخلاق و ثوابت الوطن و مصالح الشعب.. يرجفون مع المرجف.. ويتقنون إثم المراوغة ولغة المصالح.. والالتفاف على كل الوطن ... ومع موجة المصلحة الذاتية الشحيحة.. سجلوا سجلات لإنجازاتهم الضيقة. وخرجوا مطرودين من سجلات الوطنية, والإنجاز وخدمة الشعب... وأصبح وجه السياسي. مقراً لمرور إنجازات الحاكم.. قد يصفع السياسي من قبل مسئول أو أكثر... وقد يصفع من قبل الشعب والجمهور والمنافسين... وقد قيل اذا صفعتك المعارضة على خدك الأيمن فأدر للحاكم الأيسر... حتى الآن عجز التاريخ أن يكتب سطوراً لإنجازات الساسة وأحزابهم المترهلة,, و ذكر أن من دخل بعافية لمسرح السياسة. خرج سقيماً وقل شفاؤه لكن يتفاءل الإنسان مطالباً من سيتقدم لإدارة البلد أن يعتنق الزهد والورع والأخلاق والنقاء والعلم والعمل المتقن من أجل المصلحة الوطنية. والمنافسة الشريفة بين الشركاء في الوطن, و ذلك ما ينتظره الشعب ليعبر.. لبر الحياة وشاطئ الأمان..