أثناء انعقاد جلسات مؤتمر الحوار الوطني كنا نحن المواطنين البسطاء الذين يهمنا نجاحه المطلق أكثر من غيرنا من المكونات وقوى النفود وأصحاب المصالح الضيقة، كنا منذ أول يوم لانعقاده نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من فشله أو انتكاسته خصوصاً وأن هناك قوى دخلت إلى قاعة المؤتمر ولها مآرب أخرى وهدفها ليس إنجاح المؤتمر بل لتظهر أمام الرأي العام المحلّي والعالمي من أنها من دعاة الحوار ويهمها نجاح المؤتمر ورغم ما حدث أثناء جلسات المؤتمر بغرض إفشاله كانت القوى الوطنية الخيّرة وحنكة اللجنة التي أدارت المؤتمر بكل كفاءة واقتدار بالإضافة إلى ما أظهره رئيس الجمهورية من حكمة وشجاعة في تذليل كل الصعاب التي كانت تعترض سير أعمال المؤتمر منها ما كانت مقصودة ومنها غير ذلك ورغم كل تلك المطبات والمعوقات خرج المؤتمر وتمخض بوثيقة هي الأولى التي أجمعت عليها كل المكونات التي حضرت المؤتمر وباركها الشعب اليمني كله، هذه الوثيقة التي وضعت لليمن خارطة الطريق التي يمكن أن تسير عليها حيث خرجت بحصيلة غنية تلبّي كل متطلبات الشعب الآنية والمستقبلية ومثلت انتصار الشعب على كل الصغائر التي كانت تطرح للخروج بوثيقة هزيلة لا تلبي الحد الأدنى من رغبات الشعب والتي كانت بعض القوى الشيطانية تعمل على إخراجها حتى لا تمس مصالحها، وبعد كل هذا النجاح وبعد مضي شهور على إقرار الوثيقة لم يلمس الشعب حتى اللحظة تنفيذ أي مخرج من مخرجات الحوار لأن قوى الظلام أرادت ذلك، حيث لم تستطع إفشال المؤتمر وهو في حالة انعقاد ها هي اليوم تعمل وبكل قوة على عدم تنفيذ بنوده وتمثل ذلك من خلال خلق المشاكل والعراقيل وإشغال الدولة بقضايا جانبية حتى لا تتفرغ لتنفيذ مخرجات الحوار والذي أصبح الشعب يتمسك بها بكل ما أوتي من قوة، لأنها تمثل الخلاص من كل المتاعب التي عاناها شعبنا خلال العقود الماضية، فالشعب أصبح يعي جيداً أن لا خلاص له مما هو فيه من ضياع إلا بوجود دولة مدنية قوية تكون قادرة على فرض هيبتها وقوتها على كل مناطق البلاد، وليس هناك أقوى من الدولة والتي من مهمتها نشر العدل والأمان في كل ربوع الوطن، الشعب يريد الأقاليم والتي نصت عليها وثيقة الحوار، لأن الأقاليم تمثل خطوة متقدمة من الديمقراطية وستخلق التنافس الشريف بين الأقاليم، الشعب يريد جيشاً وطنياً قوياً مهمته حماية حدود البلاد لا أن يكون مثل ما كان في السالف جيشاً للقبيلة وأصحاب النفود والذي هو خروج عن مهام الجيش وما هو قائم يؤكد أن الجيش لم يُبنَ على مهنية ووطنية وهنا يكمن الخطر، لذا نؤكد أن مخرجات الحوار هي البلسم الشافي لكل أمراض وأوجاع الوطن ودون ذلك سيظل الوطن عليلاً موجوعاً وستظل مصائب اليمن ومشاكلها إلى ما لا نهاية وعلى كل القوى الوطنية والحية في الوطن التمسّك بمخرجات الحوار مهما كلّف ذلك من ثمن.