ملايين من الشباب والشابات في اليمن منذ أن كانوا أطفالاً وعلى مدى أجيال تعاقبت خلال أكثر ثلاثة عقود لفترة حكم “صالح” تسبّب الأخير خلالها وتحالفاته الرجعية والكهنوتية والسلالية الأخرى عبر سياساتهم الشمولية في صناعة الفقر كمؤسسة، وعملوا على تنميته كخطة مستدامة لتركيع الشعب وفق مصالحهم، وتفاقم جرّاء ذلك نقص الغذاء وانهيار الصحة العامة لأفراد المجتمع في ظل غياب أدنى مستوى للرعاية والاهتمام بالأجيال من خلال انعدام التعليم السليم، فيما سادت الأمراض وتفشّت الأوبئة. وفي عهده وتحالفاته العسكرية والمشيخية المجرمة على مدى عقود بقيت العوائل تنهب ثروات البلد ليبقى الشعب وأجياله من الشباب والشابات والأطفال ممن عانوا حرمانات مثلما استشرى في العهد المظلم ل«صالح» سوء التغذية الذي أثّر إلى حد الجريمة السياسية على حياة الناس، وأدّى حسب بحوث ودراسات وتقارير علمية إلى نقص هرمون الغذاء في تدرُّج النمو الطبيعي البيلوجي في مراحل عمرية؛ ما نجم عن ذلك حالات من جريمة التقزُّم في المجتمع وأثّر على مستوى الصحة والتعليم وبنية الأفراد وبالخصوص من الشباب والشابات. وقد ألحق نظام سوء التغذية “البائد” أضراراً لا تُحصى بجيل يمني متعاقب من الشباب والشابات منذ طفولتهم الفقيرة وألحق بهم الأذى المادي والمعنوي وفي جوانب صحية ونفسية وخلقية، كما أثّر على مستوى تعليمهم وطبيعة سلوكهم وثقافتهم كأفراد في المجتمع واستلهم عقوداً ولايزال متراكماً ذلك فادحاً في حياة الجموع من الشعب حتى اللحظة، وقد ضاعت أمام كثير منهم فرص العيش الطبيعي في الحياة؛ عانى كثير منهم ارتهاناً وبطالة وعدم قبول في وظائف وبصورة انتقائية وتصنيفية. وهكذا بقي الجيل اليمني ولايزال يعيش تاريخاً من القهر النفسي المتراكم لهويّته وكرامته إنساناً وجغرافية، وأثّر في ذلك أيضاً تحالفات الأسر الظلامية واحتكارها للسلطة والثروة بقوة السلاح والتآمر والاستبداد والمصادرة للحقوق العامة والخاصة؛ ما فوّت على الأجيال الشابة منها بوجه خاص أن تعيش مواصفات النمو الطبيعية كما في بلدان مختلفة من العالم تمتاز مجتمعاتها ومواطنوها بحق المواطنة وكرامة الإنسان في التعليم والصحة والغذاء وأساسيات الحياة كبدهيات في تشريع حق المواطنة والحقوق والحريات العامة والخاصة في المجال العام إجمالاً وحركة الحياة وسوق العمل. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر