منذ فترة ونحن نتحدث وندندن حول الأعمال الإرهابية التي تمادت أكثر عن سابقاتها دون أن نقوم بما ينبغي علينا تجاه هذه الظاهرة الخطيرة، والتي أخذت خلال السنوات الأخيرة بالتوسع والانتشار بأعمالها الإرهابية في أكثر من منطقة ومدينة في الوقت الذي لا يتم التعاطي معها وفق رؤى وخطط عسكرية وأمنية راقية لمكافحة الإرهاب وهذا ما ساعدها على أن تستمر بأفعالها الإجرامية دون مواجهة لها بحزم وصرامة وهنا تكمن المشكلة لأن هنالك من لا يروق لهم أن يتم القضاء على هذه الظاهرة أو أقل ما يمكن الحد منها لأنهم يريدون أن تبقى كما هي لكي يتم من خلالها الابتزاز للدولة.. ولهذا الوطن الجريح، والذي لا زال مثخناً بآلامه وأحزانه حتى اللحظة، جراء غياب الرؤى والأفكار المستنيرة، والثاقبة وعدم توفر الإرادة التي يفترض أن تكون موجودة باعتبارها الفيصل في كل القضايا التي حدثت وتحدث هنا أو هناك وكذا إيجاد الحلول لها حتى لا تتكرر مرة أخرى لكن للأسف ما يلاحظ بأن كل المشاكل والجرائم التي حدثت حتى الآن لم يتم الوقوف أمامها بأمانة ومسئولية من قبل الجميع لماذا.. وكيف؟ لا ندري لأن أعمالاً كهذه لا يتم الكشف عن من يقف وراءها ،هذه تعتبر أكبر مشكلة لدينا وبالذات في هذا الوطن الذي أضحى يعاني ويلات عديدة وهذا ما ترتب عليه انعكاسات سلبية في شتى المجالات المختلفة سواء منها اقتصادية، أمنية، سياسية، اجتماعية دون الخروج منها. بل ربما ازدادت أو تفاقمت الأمور أكثر فأكثر.. وهذا ما جعلنا نسير في طريق مسدود غير واضح المعالم وكأننا لسنا ببشر كبقية خلق الله في هذا الكون والذي حال ما يصلون إلى مواقع الحكومة سرعان ما يكون همهم الأول هو خدمة وطنهم والنهوض والارتقاء به إلى مراحل متقدمة وهكذا بينما نحن عكس ذلك تماماً حيث يكون همنا هو التدمير لمؤسسات الدولة بشكل عام والاستئثار بكل شيء وإن كان على حساب الوطن والمواطن فلا يهم.. المهم أن تبقى مصالح الأفراد فقط. وهذا ما يلاحظ جلياً اليوم حيث يتم تدمير للمؤسسة العسكرية والأمنية، وتدمير لأنابيب النفط والغاز، وضرب لأبراج الكهرباء، إضافة إلى ما يكتنف الوطن في هذه الفترة من أعمال إرهابية بشعة حيث آخرها حادثة الطلاب أمام بوابة كلية الشرطة والذين أرادوا الالتحاق بها. ولكن كانت يد الغدر والإرهاب هي الأسرع والطولى في قتلهم بتلك الصورة الإجرامية دون وجه حق ..إذن ماذا بعد هذا كله؟ لا شيء سوى الخراب .. الدمار.. القتل... إن لم نقل بأننا نعيش في حالة فوضى لا متناهية والتي ربما تقودنا إلى الهاوية إذا لم نراجع حساباتنا لاسيما من قبل من يعنيهم أمر هذا الوطن، وإلا ستكون الكارثة وخيمة على الجميع ولن يسلم منها أحد لذلك علينا الاصطفاف لمكافحة الإرهاب... فهل هناك من استشعار بالمسئولية أم ماذا ؟ إننا لمنتظرون.