نتحدث كثيراً عن النموذج الذي يمثّل الإسلام؛ فدائمًا نقول الجماعة الدينية الفلانية لا تمثل الإسلام ، وليست أعمالها تعبيرًا عن الإسلام ! وهكذا حتى نمر على كل الجماعات الدينية لدينا ... إذا كان الأمر كذلك ، إذن فمنْ الذي يمثّل الإسلام ؟ الآخر يريد أنموذجًا يمثل هذا الدين هل نقدّم له صفحات التاريخ الإسلامي «العريق» أنموذجًا ؟! أم نقدّم له آيات الذكر الحكيم والأحاديث الشريفة أنموذجًا ؟ لا أظن أن هذا يجدي ، فالآخر يريد سلوكًا يمشي على الأرض.الإسلام والإيديولوجية . هل الإسلام أيديولوجية ؟ وجهة نظري تقول لا ،لأن الإسلام دين، وليس أيديولوجية نوجهها ضد الآخرين ، لكن هناك جهات كثيرة تعتبره كذلك ! ولعل أحزابنا الدينية تتعامل مع الإسلام على هذا الأساس وليس مجرد مرجعية فقط .. والغرب كذلك اليوم يتعامل مع الإسلام كأيديولوجيا تناهض أيديولوجيته؛ ولعل كتاب «صراع الحضارات» لمؤلفه صامويل هنتنجتون فيه الإشارة لذلك، حيث عد الإسلام عدوًا استراتيجيا بعد انتهاء الحرب الباردة، فيقول: « على الغرب أن يحد من توسيع القوة العسكرية لحضارات معادية محتملة، خصوصاً الكونفوشيوسية والإسلام.» نحن العرب - وربما العجم أيضاً من المسلمين - نتعامل مع الدين أيضا كأيديولوجيا، لكن ليست مناهضة للغرب، بل كأيديولوجيا مناهضة لخصومنا السياسيين «من أبناء جلدتنا» !وساعد في ذلك إرثنا الفقهي المتشكل تحت بصر بني أمية وبني العباس . ومع كل هذا الإرث السيئ لدينا و ما داخله من سوء ، لا ننزه الغرب من تشويه المسلمين والإسلام معًا أو عدم فهم الدين، فلكلٍ مصالحه التي يريد أن يحققها !رغم أن التشوية الأكبر للإسلام جاء من بين صفوف المسلمين أنفسهم ! ويستمر الصراع على المفهوم الإسلامي بين أهله وخصومه من خارج الحدود ، وكل واحد يقدم مفهومه للإسلام ضمن منظوره ، ووفقاً لمصالحه ! أخيرًا: في اليمن : منْ لمْ يمتْ بالسيف ماتَ «بعبْوةٍ»...والخزيُ كل الخزي “للمتفجِّرِ. [email protected]