بعد أحداث 11 أيلول- سبتمبر 2001م تغيّرت الكثير من المفاهيم وانتشرت الكثير من المصطلحات ربما من أهمها الإسلام السياسي، وتوسّعت كراهية الغرب والأمريكيين للعرب وللمسلمين، وأصبح الإسلام هو المتهم الأول والرئيس في تفجيرات نيويورك، ولاحقاً تفجيرات أخرى في عدد من البلدان؛ ذلك لأن تنظيم «القاعدة» أعلن مسؤوليته عن حادث لم يكن فيه سوى أداة لجهات أخرى..!!. نتيجة للأعمال الإرهابية التي تبنّتها تنظيمات إسلامية؛ صار العرب والمسلمون مستهدفين بالقتل، حيث زادت هذه الظاهرة في السنوات الماضية. وقد تكون جريمة قتل المبتعثة السعودية إلى بريطانيا «ناهد المانع» التي قتلها بريطاني بكل وحشية أثناء ذهابها إلى معهد اللغة الانجليزية في يونيو الماضي لاتزال حاضرة في أذهان الكثيرين. مؤخّراً استهدف مواطن أمريكيٌ طالب طب الأسنان السوري شادي بركات وزوجته وشقيقتها الذين كان كل ذنبهم أنهم «عرب» وتحت ذريعة أن القاتل لا يحب الإسلام والمسلمين..!!. في بلد الحريّات تنتهك الحريات، الحريات الشخصية التي بسببها قُتلت السعودية ناهد المانع، حيث قالت الشرطة البريطانية حينها إن السبب الذي قُتلت بسببه هو ارتداؤها الحجاب الإسلامي والبالطو الداكن الذي كانت ترتديه. وحريات دينية وهي سبب مقتل الطلاب السوريين الثلاثة في ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة قبل أيام. من يا تُرى مسؤولٌ عن هذه الجرائم بحق شباب في ربيع العمر، أليس المتهم الأول هم من يختطفون الأجانب وقتلهم نحراً بكل وحشية وإلصاق القتل بالإسلام، ما الذي فعله الطبيب السوري الشاب ليقُتل وزوجته وشقيقتها وهم الشباب المسالم المُحب للخير والساعون إليه..؟!. انتهت حياتهم في ثوانٍ قليلة وانكسرت قلوب ذويهم وفُجعنا بهم جميعاً، لماذا يدفع الأبرياء ثمن أخطاء المذنبين، لماذا يجب أن يكون الثمن باهظاً جداً ومفجعاً جداً، لماذا لا يفهم البعض أن الإسلام ليس ما تدّعيه «القاعدة وداعش» وبعض دُعاة القتل والتكفير..؟!. ألا يجب أن تكرّس الدول الاسلامية والعربية تحديداً إعلامها وتجنّده لتوضيح سماحة الإسلام وبراءة شبابنا من معتقدات تلك التنظيمات الإرهابية..؟!. تراق دماء خيرة شبابنا ،وكأن الإسلام صار جريمتنا التي يعاقبنا عليها المواطن الغربي والأمريكي، ناسين أو متناسين أن الإنسان العربي عاش لسنوات طويلة مهاجراً في تلك الدول لم يصوّب سلاحه صوب أحد، وإنما كان محبّاً مسالماً حيثما سكن. أليس من المجدي أن تنفق القنوات العربية المال والجهد وتضع نصب عيونها هدف التعريف بحقيقة أن الإسلام والإرهاب قطبان لا يلتقيان، فالإسلام دين تسامح يدعو إلى التعايش مع كل الأديان و«الإرهاب» دين من لا دين له..؟!. انتهت حياة شادي وزوجته يسر وشقيقتها روزان، ولكن لم تنتهِ التهديدات المحيطة بكل العرب المهاجرين والدارسين في بلدان صارت العصبية الدينية محرّكاً مخيفاً لبعض أفرادها. نسأل الله أن يحتسب الشاب شادي بركات وزوجته وشقيقتها وكل طالب علم هاجر بحثاً عن الحياة والعلم شهداء، وأن يسكنهم فسيح جنّاته، وأن يلهم أهاليهم وذويهم الصبر والسلوان. [email protected]