ثورة ال11من فبراير 2011بدون مجاملة أو تثريب أنها “كانت ثوره “بما تعنيه الكلمة في انطلاقاتها الأولى وأسبابها المتراكمة على مدى ال33 عاماً وما قبلها من الأعوام وكان هناك “شعيب يقاسي ويتلوى من “التجريع والتجويع “ والإهمال وأخواتها دائماً وكان يقابل بالصبر و بأنفاس عميقة على أمل “الفرج” لعل وعسى وأحياناً بأنفاس ضيق، حين يكون الرد ويقابل هيهات وكما قال الشاعر “ولقد أسمعت صوتي طيور الروابي... ولكن هيهات لمن تنادي” وكان في نفس المنوال أكوام متراصة من الشباب الحالمين بالحياة والمستقبل الذي كانوا يعتقدون أن الطريق “مفروش بالورد “ وكانت فاجعاتهم انه مفروش بأشواك السياسات الخاطئة لدى السياسيين في البلاد العربية برمتها وليس في اليمن وحدها، وكانت على اثرها “قنابل موقوتة” تتفاعل وتتكون فانفجرت بعضها وأخرى ما زالت تنتظر. انطلقت اذا ًثورات الجياع والعاطلين عن العمل وعن المستقبل فماذا كان يعتقد غير ذلك أولئك الحكام غير التطمينات والتلميعات وتوهيمات “بطانتهم المغلوطة “البعيدة عن المنطق والعقل والسمع والأنظار.. فلا غرابة إذن ولا عجب ولا امتعاض من هذه الثورات ولكن الامتعاض يتوارى خلف المآلات التي ذهبت إليها وانتهت عليها هذه الثورات وعيوبها وإخفاقاتها وإرهاصاتها عموماً، «كانت»ثورة الشباب اليمني في بدايتها وانطلاقها من أنجح و أنبل وأجمل وأحلى الثورات سواء فيما عرف “بثورات الربيع العربي “ أو الثورات في العالم القديم والجديد والذي تشهد لها «بخاصيتها»ونبلها وعراقتها وشهامتها وإبداعها وكذا صمودها وأفضليتها برغم ظروفها المغايرة عن الثورات الأخرى وحتماً عن ثورة بلاد «أبي القاسم الشابي والبوعزيزي تونس» أنفسهم ولكونها «ثورة » انفجرت وسط أجواء ومفارقات وبيئة كانت في نظر البعض عبارة عن “مغامرة “ ومخاطرة محفوفة بالمخاطر والتكهنات غير المحسوبة في أبعادها ونتائجها وامتداداتها وتداعياتها. وكونها تأتي في وسط شعب متعدد ومتخلف في نظرهم، شعب قبلي، والأدهى والأعم انه «شعب مسلح » ومع تلك التنبؤات والتنظيرات وتأويلاتها كانت ثورة فاجأت الجميع ب «سلميتها »وصمودها طيلة عام في الساحات والشوارع بين الأعيرة والغازات وغيرها وبين القلق والخوف والجوع ومع ذلك استطاع أولئك الشباب وبصدورهم العارية أن يتصدوا للدبابات والمجنزرات والمدرعات وغيرها من الأسلحة واجبروا قادة البلد والخارج على« احترامهم » ونالوا جائزة نوبل وكان هذا طبيعياً، فكانت الانطلاقة الثورية بخلفية ثورية «مفرغة» من الخبرة وماهية الثورة وكيف يجب أن تكون وماذا يريدون هم الثوار من تحقيقات ورغبات وأهداف«...» فقط انطلقوا وهم يحملون صوراً ل جيفارا ونيلسون مانديلا وغيرهم ويجهلون بنفس الوقت ماذا تعني تلك الصور التي يحملونها ويرفعونها في ساحاتهم واحتشاداتهم، لم يكونوا يعلموا أن نيلسون مانديلا قضى عشرات الأعوام في السجن بسبب قيادته للثورة الجنوب أفريقية في بلده ضد التفرقة العنصرية التي كانت سائدة آنذاك ومع هذا ظل مصدر الهام وإشعاع وإشعال تلك الثورة حتى نالت نجاحها وأهدافها ولم يساوم أو يقايض فيها وهو يمضي ريعان شبابه في السجن حتى خرج منه مرفوع الرأس، وجيفارا الذي فضل أن يضحي بحياته هو ويبقى رفيق دربه وتنتصر الثورة الخ. أما الشباب اليمني رغم شجاعته وحكمته وثورته الأسطورية إلا أنه اخفق حين سلم الراية وزمام أمر ثورته إلى المتطفلين والانتهازيين حين «سرقوها بقولهم حسناء » وحينها كانت الانتكاسة والغلطة العظمى لهم ولثورتهم في ارتماءاتهم إلى الأحضان «المشوكة» ولم يكونوا في سجون ولاهم يحزنون غير الرقص والتصفيق والتطبيل والاستعراضات مع صيابهم وفعلاً الخُبرة أرحبوا ومقصروش معكم ساوموا واستلموا وسلموا والسلام على الثورة وشبابها وأحبابها وجيعانها ولا عجب وهذا شيء بديهي عندما ارتموا بصدورهم وأياديهم إلى أحضان كانت أحضان الدبابات والمدافع أرحم وأكرم وأنزه منهم بكثير، فماذا يرجى من أحزاب تقليدية وتجارية بحتة غير انهم مجموعات عصابات وقراصنة وهم الجزء الأكبر من المعاناة والمتاهات حتى اليوم ولم يأتوا إلى ثوراتكم سوى لمفاجأتهم بقوتها وللسيطرة عليها وتوظيفها لمصالحهم الخاصة.