الأحزاب في اليمن أصبحت عقيمة ولا تستطيع أن تقدم شيئاً لهذا الوطن الذي تتغنى فيه صباح مساء ولا أبالغ إذا قلت أنها أضرت بالوطن، وما نحن فيه اليوم وما تعيشه البلاد من فوضى وعدم استقرار إلا نتيجة لترهل كل الأحزاب داخل الساحة ودون استثناء ومن أهم أسباب وصول أحزابنا الوطنية إلى هذا المستوى من الضعف والانحطاط هو ان قيادة هذه الأحزاب قد شاخت ولم تستطع أن تقدم شيئاً لأحزابها ولوطنها لأن حركة قيادة هذه الأحزاب أصبحت بطيئة وغير قادرة على التفاعل مع المتغيرات التي يعيشها الوطن وأصبحت في موقف المتفرج وغير قادرة على العطاء . وهذا الوضع يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الديمقراطية غائبة تماماً في قيادة هذه الأحزاب بالرغم من ادعائها وتباكيها على الديمقراطية فإذا كان هناك تفعيل للعمل الديمقراطي داخل الأحزاب وبكل مصداقية فإننا سنشاهد بأن هناك قوى شابة وجديدة تتصدر المشهد الحزبي ويجب أن يكون ذلك لأن المرحلة تستدعي بأن تعمل الأحزاب على صياغة برامج تتفق مع التحولات الجديدة وأن تستشعر دورها في أن تكون أحزاب معارضة، وإن كانت حاكمة فعليها تتعاظم المسئولية لتكون أكثر قدرة على مواجهة كل التحديات التي تتشعب أمامها سواءً كانت تحديات اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها من التحديات الماثلة أمامنا اليوم، فالمواطن اليوم أصبح يعاني من الفعل الحزبي الهزيل الذي لا يكاد أن يذكر، والحقيقة أن الأحزاب اليمنية أصبحت لا تعمل ولا تفكر إلا في إطار حزبي ضيق فهي تعمل على تحقيق مصالحها فقط بالرغم من البرامج المطاطة والمبالغ فيها بأن ما وجدت إلا من أجل الوطن إلا أن الواقع يكذب ذلك. لذا أقول بأن الوقت قد حان لأن تتخلى القيادات الحزبية التي تآكلت مع الزمن وأصبحت غير قادرة على الحركة والفعل من أجل الوطن عليها الآن أن تتيح الفرصة للشباب ليتقدموا صفوف أحزابها لأنها ستكون قادرة على فعل الكثير مما يتطلبه منها هذا الوطن لأن الشباب لديهم الطاقة والقدرة والمخزون القوي الذي يمكنهم لفعل الشيء الكثير أما أن تظل هذه القيادات التي قد تجاوزها الزمن متمسكة بتلابيب قيادة أحزابها وكأنها دكاكين خاصة بهم فإن العمل الحزبي سيكون في محلك سر كما هو الحال اليوم، والواقع يؤكد من خلال المعطيات بأن هناك قوى شبابية صاعدة ودينماكية قادرة على النهوض بواقعنا سواءً أكان اقتصادياً أو اجتماعياً وثقافياً إلى غير ذلك، فالوطن اليوم بحاجة إلى قدرات خلاقة وإبداعات وجهود مضنية وكل ذلك لا يتوفر إلى بفئة الشباب المتوقد حماساً ونشاطاً فهل لقيادة الأحزاب جميعها ودون استثناء أن تثبت وطنيتها وأن تعطي الخيول لخيالها ليتسابقوا في بناء اليمن الجديد وهذه نصيحة لوجه الله..