الأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي لها وعليها كما هو الحال على الأغلبية وليس هناك فرق في المواطنة ويجب أن يظلل القانون للجميع ودون استثناء وهذه الأقليات منتشرة في كل بلدان العالم لكن هناك أنظمة وقوانين تصدرها الجهات المعنية في تلك البلدان هدفها حماية الأقلية من جور وظلم الأغلبية بالإضافة إلى نشر الوعي الذي يبث روح الإخاء والتسامح بين كل المكونات في لمجتمع لأن ذلك يعمل على تثبيت الأمن والاستقرار ويتجه الجميع بعيداً عن الفوارق والتمايز بين مكون وآخر كلهم يذهبون ويتفرغون لعملية البناء والتنمية لأن الكل يشعر بالآمن والأمان وتسود الطمأنينة كل أفراد المجتمع ومثل هذا الوضع النموذجي يساعد كثيراً على تحقيق الأهداف المرجوة في عملية البناء والتنمية الذي ينعكس إيجاباً على كل الأفراد والجماعات داخل المجتمع الواحد ويجب إن تحظى مثل هذه الأقليات كامل حقوقها في العيش الكريم وإدماجها في كل النشاطات المجتمعية كغيرها من المكونات وبهذا تكون المسئولية كبيرة وعظيمة على الأغلبية في حماية الأقليات التي تعيش معها وهذا واجب عليها دينياً وأخلاقياً ووطنياً وقد أردت أن أخوض في هذا الجانب نظراً لما نشاهده من حين لآخر من ظلم وإرهاب يطال الكثير من الأقليات في الوطن العربي خصوصاً في مصر والعراق وسوريا وعلى إيدي الجماعات الإرهابية التي أصبحت تصول وتجول لتشهر سيوفها البتارة وبكل نشوة لتذبح العشرات من أفراد هذه الأقليات لا لشيء إلا لإشباع شهوة الدم وإلا ما هو المبرر الذي يدفع بهؤلاء الإرهابيين قتل هؤلاء الناس لانهم يختلفون معهم في الدين فهذا مرفوض دينياً وأخلاقياً فلا إكراه في الدين إن مثل هذه الجماعات بفعلها ذلك هي تسيئ إلا الإسلام بل وتؤلب عليه الشعوب والأمم الأخرى وما حدث في ليبيا قبل أسابيع وما حدث في مصر والعراق يجعل من كل الدول العربية وخصوصاً التي تتواجد فيها أقليات أن تسن قوانين حماية لهذه الأقليات ورادعة لكل من يريد الإساءة إليها واضطهادها حتى تتمكن من العيش بأمن وأمان بعيداً عن الخوف الذي أصبح هاجسها اليوم جراء ما تتعرض له من قبل الجماعات الإرهابية.. إن مسئولية الحكومات ومكون الأغلبية في هذه البلدان أن تعمل على نشر روح المحبة والأمان بين أوساط الأقليات لانهم أولاً وأخيراً هم مواطنون ولا يستطيع أحد أن ينكرهم من بلدانهم فهم كغيرهم من المكونات وما يدور هذه الأيام في بعض البلدان العربية من اضطهاد وقتل للأقليات لأمر يسيئ إلى المسلمين جميعاً وعار عليهم ومثل هذه الظاهرة نستطيع القول بانها مدفوعة من قبل أعداء المسلمين ليشوهوا صورة الإسلام من خلال بعض أبنائه .