هناك أمور تخلفها الصراعات السياسية ،والحروب الإقليمية ،ولكن لا يعني هذا أن تنتهك القيم التي يحافظ عليها العرب مهما بلغت ذروة الصراعات وكما يقال حتى الحروب لها أخلاق . من القيم التي بدأت تهز مجتمعنا أن تُخطف النساء كما حدث يوم الثلاثاء 24 فبراير في شارع 45 بصنعاء من اختطاف الضيفة الفرنسية إيزابيل بران وبصحبتها اليمنية شيرين مكاوي عن طريق سيارتين بهما مسلحون ، ثم يأتي هذا أو ذاك ليتحدث عن قيم أو مكاسب أو منجزات أو رجولة . أنا أنتمي لثورة 11 فبراير ولو حدث أن اختطف أي منتمٍ لهذه الثورة امرأة أو ضيفاً على اليمن رجلاً كان أم امرأة فأنا ضده تماماً وكما أنني ضد أي مختطف من أي انتماء كان وسأجعل من قلمي سيفاً يسفك هؤلاء المنتهكين للحريات وعروبتهم المهدورة وأخلاقهم المتردية . أياً كانت الصراعات السياسية فلا بد أن نعرف أن هناك محرمات لا يقربها الجميع ويتفق عليها الجميع فإن كنت منتصراً اليوم فمهزوماً غداً ، والأيام دول، لذا إن كنتم قد انتهكتم قيم الأمان والسلام تحت مسمى الصراع السياسي فلا تنتهكوا ما يهدد عُرفكم وعاداتكم والقيم الدينية والأخلاقية التي رضيتموها منذ الصغر، لا تنتهكوا ما يمكن أن يهدد أمهاتكم وأخواتكم وزوجاتكم وبناتكم مستقبلاً، هنا يجب أن نقولها للجميع «stop» توقف أياً كانت ديانتك وهويتك فلا تقترب من المرأة والطفل والعاجز. أياً كانت أحقادك فلا تخرم مروءتك بالاقتراب من هذه المحرمات التي تعجل بوقوعك في حفرة السقوط القيمي والاجتماعي سواء كان المختطفون من المنتمين للصراع السياسي أم القبلي للضغط على جهة معينة للحصول على مطالب معينة، هنا نقول لكم توقفوا لأن الدَّين سيعود موجعاً لكم . الاختطاف انتهاك لحرية الآخرين ومن يقوم به مُدان في كافة الأديان، فما بالكم عندما تختطف النساء في يمن الإيمان والحكمة، يا هؤلاء ماذا تركتم في بلدي ولم تشوهوه كيف يستطيع اليمني أن يفتخر بالجواز الذي يحمله في بلدان العالم ؟كيف له أن يقول أنا من أرض الحضارات ؟بلده لم تترك حتى النساء بسلام . توقفوا ! ولا تهدروا كرامة اليمن بفعالكم ألا يكفي ما يلاقيه أبناء اليمن من امتهان بسبب انعكاس الصراع الداخلي إلى خارج الوطن ،لتأتي مثل هذه الاختطافات لتزيد الطين بلة ،وتحرق ما تبقى من كرامة لسمعة أبناء اليمن. ألا شاهت وجوهكم أطلقوا حرية النساء ! أطلقوا حرية شيرين إيزابيل، واذهبوا إلى حيث تنافسون الرجال بالقيم والقدرات الفكرية ، ولا تستقووا على نساء عزل ليس لهن ذنب سوى خدمة اليمن .