الحقيقة المرة التي نود قولها هنا والتي هي واضحة وملموسة هي أن العالم اليوم باستثناء العرب يتقدم إلى الأمام في كل مفاصل الحياة جراء الأمن والاستقرار والذي ينعم به وانتهاجه للبحث العلمي سبيلاً في كل خطوة يخطوها صوب الآفاق الجديدة التي يطمح إليها بالوصول إلى غاياته المرجوة وهو خلق السعادة للإنسان، فاليوم معظم دول العالم تتسابق في مختلف ميادين العلوم والتكنولوجيا لتصل إلى مالا نتخيله نحن العرب وأصبحت التقنيات المبهرة والتي الكثير منها أصبحت متناولة وبين أيدينا كل ذلك لم يأت من فراغ بل كان نتيجة لجهود وبحوث علمية ولسنوات طويلة ولذا فإن الدول التي ركزت جهودها في بناء ذاتها علمياً واقتصادياًوغير ذلك من الوسائل العصرية في الحياة قد استطاعت أن توفر الجو الهادئ والآمن لمواطنيها ولن تقف مثل هذه التطورات المتسارعة في كل مناحي الحياة التي بذلت فيها جهود وأموال طائلة لم تقف فوائدها محصورة لتلك البلدان نفسها بل أصبحت مشاعة لكل من يريد الاستفادة منها، والواقع يؤكد هذه الحقيقة فما تعج به أسواقنا من ما ترسله البلدان المتطورة من صناعات لبت كل ما يتطلبه الإنسان العصري لتسيير حياته ونأتي هنا للأسباب التي مكنتها من الوصول إلى ما وصلت إليه وهي الأمن والاستقرار الذي تنعم به مما مكنها من التفرغ في بناء حياتها المادية والروحية، فليس هناك حروب واقتتال بين أبنائها وليس هناك تدمير لبنيتها التحتية كما هو حال بلداننا العربية التي أصبحت تتبارى في الاقتتال وضرب المنشآت الحيوية وتدمير كل ما أمكن تدميره والواقع العربي يحكي هذه المرارة التي نعيشها وإذا عدنا إلى واقع بلداننا العربية المؤلم والمحزن لن نجد ما نقوله سوى حسبنا الله ونعم الوكيل، فبالرغم من أننا في أسفل درجات السلم من النمو والتطور وما حققناه من نسبة ضعيفة في البنية التحتية وغير ذلك من القشور الحضارية إلا أنها لم تسلم من طغياننا وتدميرنا لها وكأن حالنا يقول لابد من العودة إلى حياة الماضي الجميل الحياة البدوية وحياة الصحراء ففعل العرب المؤلم بواقعهم يحكي ذلك من خلال ما نشاهده هنا وهناك في أكثر من بلد عربي حروب واقتتال وعدم انفتاحنا للواقع الجديد وللعالم والجديد أصبحنا مشدودين للماضي بكل مساوئه ماضي القبيلة والعصبيات وأصبحت القوة هي من تحكم وليس منطق العقل والديمقراطية وهكذا سيظل العرب يسيرون من سيء إلى أسوأ مالم تكن هناك رؤية واضحة ونتفاءل مع مستجدات العصر وأن نقبل بعضنا بعضاً وأن لا تكون القوة هي مصدر تعاملنا فيما بيننا عندها سنكون كما أراد لنا الله أن نكون.