تؤكد حقائق التاريخ ووقائعه بأن الحرب سواء كانت الحروب العالمية أو الإقليمية أو الأهلية والتي دارت رحاها خلال العقود الماضية وراح ضحيتها الملايين من البشر ودمرت البنى التحتية وعاشت الأمم والشعوب في حالة من الخوف والفقر جراء تلك الحروب العبثية والتي كانت تمثل رغبة لأصحاب المصالح الضيقة والذين لا يبالون بالنتائج المدمرة لكل تلك الحروب العبثية لكن ما أريد قوله هنا أن هناك وعبر التاريخ حروب استمرت لسنوات ومنها لشهور وأخرى لأسابيع إلا أن طاولة الحوار كانت المكان الطبيعي بعد كل ما دار وكانت الحوادث تمثل الحل الأمثل والطبيعي لكل الخلافات التي أدت إلى اشتعال كل تلك الحروب الكونية الإقليمية والأهلية ومع كل ذلك وإدراك الجميع لأهمية الحوار والتفاهم وأنه الفيصل لكل خلاف ينشب ألا أن الحروب استمرت ولا زلنا نشهد الكثير منها في مختلف بلدان العالم ،وحقيقة ذلك أن وراءها البعض ممن يرون مصالحهم في إشعال الحروب فيظلون دائماً ينفخون حتى لا تنطفئ وفي عالمنا العربي ومنها اليمن أن الحروب قد طالتها وكانت لهذه الحروب أثاراً مدمرة دفعت ثمنها الشعوب العربية من عرقها ودمها حتى أنها انعكست عليهم فقراً وتشريداً ودماراً لكل ما بني خلال عشرات السنين ، ولو كان هناك عقلاء في أمتنا ودرسوا التاريخ الإنساني والقومي والوطني لأدركوا جيداً بان الحروب التي خاضوها ولا زالوا يخوضونها فيما بينهم وكذا الحروب الأهلية التي تشتعل من حين لآخر مآ لها في الأخير طاولة الحوار هذه الطاولة التي ستجنب الكثير من الويلات والمآسي ، وعلى المتحاربين أن يدركوا أيضاً بان الجلوس على طاولة الحوار لابد أن تكون هناك ندية وأن لا يتعالى فريق على الآخر مهما كانت قوته وان يرفع الجميع شعار الوطن هو الهدف وأن يتناسى الجميع المصالح الحزبية والقبلية والمناطقية والمذهبية والتي كانت وما زالت هي الأساس في تدمير البلاد والعباد علينا كعرب واليمنيين خصوصاً ، أن نعي جيداً بان الحل لكل خلاف هو الحوار وحده ولا سبيل غير ذلك لأنه الأسلوب الحضاري في حل أي خلاف وقد أثبتت التجارب السابقة وهي كثيرة عدم جدوى الحروب وعدم جدوى أي أسلوب يراد من خلاله قهر الآخر لذا فإننا نرى اليوم بأن البلد تنهار أمام أعيننا ونحن السبب في ذلك فلو كان هناك عقلاء من كل الأطراف لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه وحفظ الله اليمن من كل مكروه .