القذارة هي أن يتخذ البعض إخفاء الوقود والغذاء والكهرباء للانتقام من الشعب وحصاره. هنا يثبت أن هذا الصنف من الناس لا يرتبط بهذا الشعب إلا كخصم. هناك من يخفي الوقود ويمنع وصوله إلى المدن كنوع من الانتقام وهي دناءة تنسلخ من الوطنية والرحمة وكل القيم، فلا يوجد في العالم توحش يعاقب عامة الناس لأنه يحاصره في زاوية ضيقة بسوء تدبيره وتهوره، وسنن الله تقول بأن هؤلاء منقرضون ولا بقاء لهم لأن عدالة السماء تردي الأردأ من الناس ومن يخاصمون الأبرياء والنساء والأطفال والعجاوز. حتى البهائم ينتقم الله لها من العابثين، وقد استحقت امرأة النار بسبب هرة حبستها لاهي أطلقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض فما بال هؤلاء الذين يحاربون عامة الناس ويحاصرونهم في قوتهم وحياتهم ومأكلهم ومشربهم ويدعون أنهم أمناء على الشعب ومنقذوه وحكامه المثاليون. هل انعدام الكهرباء والماء والغاز والوقود والغذاء هو المنجز الذي بشرونا به في دولتهم العادلة.؟. ضربت الكهرباء أو ماتبقى منها لتعود حليمة لعادتها القديمة وهي بالحقيقة علامة هزيمة وإفلاس شامل وقبل هذا وبعده سقوط أخلاقي. وللعلم ستنتهي الأزمة وسينقشع الغبار ربما سينسى الناس كل شيء، وستبقى جريمة إخفاء الوقود والغذاء والكهرباء عمداً في ذاكرة الأجيال كلعنة تتابع الفاعلين وتكشف سقوطهم المريع في حقدهم وبشاعتهم وسوء أعمالهم. لقد عرفنا عبر التاريخ أن للحروب أخلاقاً ولم نشاهد انتزاع الأخلاق بهذا الشكل إلا في هذا الزمان، حيث ينعدم من الخارطة فرسان الحروب وشهامة الرجال. التقطع للدقيق والوقود مسؤولية من يحكمون ويسيطرون على الأرض الذين يبدو أنهم فقدوا كل شيء ليعاقبوا الشعب بهذه الطريقة البشعة. [email protected]