شذبان احدى القرى المطلة على مدينة إب والواقعة على ضفاف جبل بعدان الشامخ جاء منها المجني عليه/ فلاح محمد عبده مفرح البالغ من العمر(30)عاماً متزوج وله عدد من الابناء ويعمل عامل بالأجر اليومي “شاقي” متجهاً إلى عاصمة المحافظة إب للبحث عن رزقه اليومي من خلال الانتظار مع أمثاله العمال الذين تكتظ فيهم الشوارع بعد فجر كل يوم حتى يأتي من يحتاج لعمال لإنجاز عمل ما “بناء إعمار صب....” إلى أن استقر به مع اصحاب القلابات التي تحمل الخلاطات الخاصة بخلط الاسمنت ومتعلقات الصبة. وظل فلاح معهم وتحرك إلى جانبهم لإنجاز عمل في مديرية فرع العدين البعيدة جداً عن عاصمة المحافظة وتحرك فلاح إلى هناك يؤكد الحصول على عمل يجني منه رزقه المكتوب له ولأولاده الذين ينتظرون عودة أبيهم إليهم وإلى أمهم حاملاً في يديه ما تعودوا عليه كلما كان يعود من كل عمل يحصل عليه وينجزه ويحصل على المال...لكن هذه المرة قد لا يعود أبيهم فلاح اليهم ولايعرف ما يخبئ له القدر وصلت القلابات والخلاطات إلى مديرية فرع العدين وكذا العمال الذين عليها بما فيهم فلاح وتحديداً إلى مقر مستوصف المديرية الذي سيكون عملهم في هذا المستوصف...قضوا ليلتهم هناك إلى أن حان صباح اليوم التالي الثلاثاء 2010/1/5م صحا الجميع وكل في عمل ينجزه كما حدده لهم مقاول المبنى الجديد دور ثاني في حوش المستوصف نفسه.... نادى المنادي بصوت الحق وكان لصلاة الظهر والجميع يواصلون العمل والجهد ليتوقفوا لتناول وجبة الغداء فقد كانوا جائعين واتعبهم العمل كثيراً إلى أن أنهى جميع العمال من تناول وجبة غدائهم ليستمروا في ما كانوا قد بدأوا فيه منذ الصباح ولكن هذه المرة لم يبق منه سوى الشيء القليل وهو ما جعل من العمال أن يتفقوا أن يستريح بعضهم تارة ويعمل البقية منهم وتارة اخرى يستريح البقية ويعمل من استراح منهم وهكذا وفي تمام الساعة الثانية تقريباً ومن ظهر نفس اليوم واثناء ما كان فلاح وبعض زملائه من العمال يستريحون حسب اتفاقهم وكانوا يمضغون أوراق القات «مخزنين» على جانبي الحوش الشمالي إذا هم يتفاجئون بأصوات ودوي طلقات نارية متقطعة طلقة ثم طلقة وتعقبها بثوان طلقة ثالثة ثم رابعة إذا بصوت يتعالى من بينهم كان لفلاح يصيح ويتوجع لقد أصيب بطلقة نارية فهب من جانبه إلى سرعة أخذه وإسعافه قبل أن يفارق الحياة سمع الحاضرون جميعاً أصوات زملاء فلاح «الذين كانوا معه» وتوجع فلاح من الألم فاختلط الحابل بالنابل مع إسعاف المصاب إلى أقرب مستوصف وكان اسم «الصالح» كان فلاح قد فارق الحياة متأثراً باصابته... واصل المسعفون لفلاح مسيرهم على متن السيارة التي حاولوا فيها اسعافه ونقله وذلك باتجاه عاصمة المحافظة مدينة إب مسلمين أمرهم لرب العالمين وقبل وصولهم إلى مدينة العدين كان أحد المسعفين قد اتصل بوالد فلاح مبلغاً إياه أن ابنه انقلب واصيب بحادث انقلاب البابور «القلاب» وحالته جيدة...كان وصول الأب ليجد ابنه جثة هامدة بداخل السيارة لينقلوه جميعاً إلى مستشفى الثورة العام بمدينة إب.. أبلغ مندوب البحث الجنائي عمليات أمن المحافظة بالبلاغ واقعة القتل.. وأعقبه تحرك مناوب الأدلة الجنائية الخبير فهد الجبوبي وخالد الزمر إلى المستشفى لمعاينة الجثة وتصويرها وإيداعها ثلاجة المستشفى...وكانت توجيهات مدير أمن المحافظة العميد ناصر عبد الله الطهيف إلى إدارة البحث الجنائي بسرعة مباشرة الإجراءات اللازمة في القضية وكشف ملابسات حدوث مقتل المجني عليه فلاح والتواصل مع إدارة أمن الفرع لمعرفة مصير الجاني وهل تم كشفه وضبطه..كلف العقيد أنور عبدالحميد حاتم مدير البحث الجنائي بالمحافظة بالقضية العقيد عبدالعزيز علي الشعوي رئيس قسم الاعتداء والقتل. أثناء ذلك كان مدير أمن مديرية الفرع المقدم مطهر الزبيري وأفراده قد تمكن من ضبط الجاني وبحوزته السلاح المستخدم بالجريمة وتلفونه المحمول واعتبرت هذه الخطوة في القضية خطوة هامة وناجحة جداً لاسيما وأن الجاني كان ينوي الفرار فور عمله بإصابة أحد العمال المتواجدين في حوش المستوصف الذي اطلق النار إليه..وكون القضية باشر فيها الاجراءات لدى البحث الجنائي توجه المقدم مطهر الزبيري وبصحبته الجاني وبالحراسة الأمنية اللازمة المشددة إلى إدارة البحث الجنائي بالمحافظة مسلماً لهم القاتل والسلاح المضبوط...وتم استلام ذلك منه من قبل الضابط المناوب حينها المقدم محمد سيف وتم ايداع الجاني السجن وتحريز المضبوطات. مباشرة قام العقيد عبدالعزيز الشعري بمباشرة اجراءاته في القضية من خلال تحريره لمحضر ضبط بالسلاح نوع إلى معدل وتحديد ما بقي فيه من طلقات نارية حية وذلك رسمياً مشيراً إلى ضبطه بحوزة المدعو ف ص ج الذي وقع على المحضر ووقع فيه الشهود على تحريره وصحته اعقب اجراءاته هذه فتح محضر جمع استدلال وتحر مع المتهم الذي من بداية إجابته عن السؤال الأول تظاهر بعدم معرفته بشيء منكراً علمه وقيامه بما ذكره له المحقق الشعري الذي حاول معه في نقاش خارجي شخصاً بشخص دون فائدة إلى أن استخدم العقيد الشعري حنكته في مثل هذه الأمور كون المتهم لم يكن بالسهل ويظهر عليه الغموض لأشياء تجعله بحكم المجرم وهذا ما سيتضح في الأخير ظل المحقق يناقش المتهم بما لديه من معلومات والتمثل عليه أنه سيقف إلى جانبه حال ما أفصح له عن الحقيقة مطمئناً اياه أن المصاب الذي اصابته احدى الطلقات النارية التي اطلقها باتجاه المستوصف في صحة جيدة وأن من أحضره للعمل بالمستوصف يتحمل علاجه والمسئولية إلى أن أوقعه في الشباك بقوله الارضية التي بني عليها المستوصف حقي أنا واثنين آخرين تبرعنا بها للدولة قبل سنوات... ومدير المستوصف يريد بناء دور آخر عكس ما تم الاتفاق عليه وحاولت منع العمال فلم يستجيبوا لي وانهم لن يستجيبوا إلا لمدير المستوصف...؟ هنا بدأت الحقيقة في الظهور وأثناء ماكان المحقق العقيد الشعري يدون أقوال المتهم بالمحضر طلب منه أن يكمل فواصل المتهم اعترافه إلا أنه بعد رفض العمال الاستجابة له تحرك للمنزل واحضر سلاحه آلي معدل واتجه إلى أمام المستوصف وأخذ من منطقة تبعد عن المستوصف ب600متر تقريباً ووجه سلاحه وأطلق صوب المستوصف أربع طلقات حتى تم إلقاء القبض عليه من قبل مدير أمن المديرية والسلاح معه... بالنسبة لأسباب قيامه بمنع العمال من العمل في المستوصف الحكومي ومن ثم اطلاق النار باتجاه المستوصف والعمال وكما يدعي أن أرضية المستوصف تابعة له ولابن عمه المغترب بالسعودية الذي اخبره وكلمه بمنع البناء عندما كان هو في المعسكر وتحرك من المعسكر لهذا الغرض... بينما ومن خلال اقوال الشهود والمقاول أكدوا أنه لم يحدث أي منع من قبل المذكور باستثناء ما ذكر أنه حضر إلى عند حارس المستوصف وحذره من العمل في المستوصف مهدداً ومتوعداً.. المقاول الذي لم يكن موجوداً وإنما أبلغه ابنه المتواجد مع العمال بما حدث ذكر أنه على مدار عام وبضعة شهور يعمل في هذا المستوصف لم يحدث وأن أتى أخذ ومنع العمل ولايدري كيف قام المتهم بجريمته مستغرباً ما يدعيه وما ذكره في التحقيق.. اقفل المحقق عبدالعزيز الشعري المحضر وبحضور شاهدين وقع الجميع عليه، وكون الاجراءات القانونية تتطلب تقديم ادعاء ومحضر ادعاء من أولياء دم المجني عليه فقد وصل والد القتيل فلاح وتم أخذ أقواله الذي رغم كبر سنه إلا أنه كان عاقلاً ومتفهماً واطلق عبارات اشعرتنا بالحزن مفادها “نحن حالتنا المادية صعبة جداً وابني كان شاقياً يوم يعمل واسبوع بدون عمل فذهب للعمل مكان ماقتل فيه هذا مكتوب فوضت أمري لله أما ابناء القتيل سأضمهم إلى جانب أولادي واشقي عليهم إلى متى ما أراد الله” وهكذا ختم كلامه الذي يثلج الصدور وتقشعر له الاجساد بحسرة وألم شديدين... أقفل المحقق المحضر وكاتب المحضر المساعد جابر عبدالكريم سبأ ووضع الأب ابهامه على محضر اقواله... مقدماً طلب دفن الجثة الذي تم رفع طلبه لنيابة البحث والأمن والسجون ووافق الوكيل ومنح الأب أمر دفن لجثة ابنه فلاح.. الجدير ذكره إلى الأوليات التي أوصلها مدير أمن الفرع إلى الأخ مدير البحث الجنائي العقيد أنور عبدالحميد حاتم جميعها تؤكد أن المتهم بالقتل يعد من ارباب السوابق ومن الاشخاص الخطرين ويعتبر فاراً من وجه العدالة في قضايا جنائية اغلبها اطلاق نار والاعتداء على الممتلكات العامة والخدمية” ملعب كرة قدم ماطور ومولد كهرباء المنطقة المستوصف” والفرار وسيلته كل مرة إلى أن أرتكب جريمته الاخيرة وراح ضحيتها المجني عليه فلاح. أخيراً تم الاستكمال في القضية وارفاق القضايا السابقة بملف واحد وأحيل المتهم مع الأوليات والمضبوطات النيابة العامة بحسب توجيهات العميد ناصر الطهيف مدير أمن إب.