- القدس / وكالات.. عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه إسماعيل هنية لقاء ثانيا في قطاع غزة، بعد اللقاء الذي جمعهما فجر أمس لبحث السبل الكفيلة بنزع فتيل التوتر والاقتتال الداخلي بالقطاع.وكان اللقاء الأول الذي أجري بواسطة حركة الجهاد الإسلامي قد انتهى إلى اتفاق الرجلين على نزع أسباب التوتر الداخلي في القطاع، والدعوة إلى الهدوء وسحب كافة المسلحين من الشوارع ونشر قوات الشرطة لوقف الاشتباكات الدامية بين أنصار حركتي (فتح) و(حماس).كما جرى الاتفاق على تشكيل لجنة قضائية مستقلة للتحقيق في الأحداث الدامية التي شهدها قطاع غزة في الأيام الأخيرة.وفيما يتعلق بموضوع الحكومة الوطنية أقر الطرفان بضرورة تشكيل لجنة الوفاق الوطني للحوار من أجل الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، والشروع في تشكيل وتفعيل مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس ومشاركة رئيس الوزراء.عمليا ساد أمس هدوء حذر مدن وشوارع القطاع، رغم تأكيد هنية استمرار حالة التصعيد الإعلامي، التي دعا الاتفاق إلى إنهائها.وشدد هنية بعد صلاة الجمعة في مخيم الشاطئ بغزة على ضرورة إنهاء التصعيد الإعلامي الذي قال إنه مازال مسموعاً، في إشارة إلى الإذاعات المحلية التابعة للفصائل التي تبث من غزة.وقال "علينا أن نعزز وحدتنا ونتحرك لوأد الفتنة وعدم ارتفاع لهيب النار"، وأوضح أنه يريد "مناخات أفضل للشروع في حوار شامل يناقش جميع القضايا بينما مازلنا نعاني من الاحتلال"، واستدرك قائلا "المعركة ليست داخلية إنما مع الاحتلال الإسرائيلي".وتنفيذاً للاتفاق حل المئات من رجال الشرطة والأمن الوطني في شوارع القطاع ومداخل المدن محل المسلحين، فيما بدا حجم الدمار الناجم عن الاقتتال بين حماس وفتح كبيراً على منازل القطاع وشوارعه. وتصاعدت حدة المواجهات في قطاع غزة بين مناصري فتح وحماس منذ دعوة الرئيس عباس إلى إجراء انتخابات نيابية لحل الأزمة السياسية التي تعود لتسلم حماس الحكومة.ووصفت حركة حماس دعوة عباس بأنها "انقلاب" على الحكومة التي شكلتها الحركة إثر فوزها في الانتخابات التشريعية مطلع 2006م .من جهة أخرى شارك آلاف الفلسطينيين أمس في جنازة سبعة من عناصر فتح بينهم المسؤول في جهاز الأمن الوقائي العميد محمد غريب الذين قتلوا في اشتباكات مسلحة بين أنصار حماس وفتح في القطاع.وارتفع عدد قتلى اشتباكات فجر أمس حيث أعلنت مصادر طبية فلسطينية وفاة اثنين من الجرحى متأثرين بإصابتهما.وفي تطور آخر أصيب 14 متظاهراً من بينهم متضامنون أجانب وإسرائيليون برضوض خلال اشتباكهم مع قوات الاحتلال الإسرائيلية التي حاولت منعهم من التظاهر ضد الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل على أراضي بلدة بلعين بالضفة الغربية.وقال شهود عيان إن نحو ألفي شخص شاركوا في هذه المظاهرة التي تصدت لها قوات الاحتلال بخراطيم المياه وقنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي.من جهة أخرى قالت الأنباء في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية بدأت الانسحاب من قرية عتيل التي اقتحمتها صباح أمس.مشيرة إلى أن قوات الاحتلال فشلت في اعتقال أحد نشطاء حركة الجهاد الإسلامي بعد أن حاصرت منزله ساعات عدة، وشنت حملة دهم واسعة في القرية.وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت أمس الأول مدينة رام الله بالضفة الغربية، مما أسفر عن سقوط أربعة شهداء وأكثر من 25 جريحاً.وفي تطور آخر أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الصاروخين اللذين أطلقا أمس من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، وقالت الأخيرة إنهما لم يسفرا عن سقوط إصابات.