- فلسطين/ وكالات .. دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى وقف الاقتتال الداخلي الفلسطيني،وقال عباس في كلمة في رام الله بمناسبة ذكرى انطلاق حركة فتح ان "الدم الفلسطيني حرام وكل من يرتكب اعتداءات هو مجرم ولا يجوز ان تنكفىء البنادق الى انفسنا" في اشارة الى المواجهات الدامية الاخيرة بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة.اكد عباس امام نحو عشرة الاف فلسطيني احتشدوا في ساحة المقاطعة مقر الرئاسة الفلسطينية ان "اللغة الوحيدة التي يجب ان تسود هي لغة الحوار". وقال "لايجوز اطلاق النار على بعضنا البعض لا يجوز اطلاق النار على ابناء فصيل اخر.. وشرع عباس في قراءة خطابه من نص مكتوب بين يديه لكنه سرعان ما ترك النص وراح يرتجل.وقد تجمع اكثر من عشرة آلاف شخص في الساحة الرئيسية للمقاطعة تلبية لدعوة من حركة فتح للاحتفال بذكرى انطلاقتها الثانية والاربعين.وقال متحدثون ان عشرات آلاف اخرين لم يتمكنوا من الوصول رام الله بسبب الحواجز الاسرائيلية بين مختلف مناطق الضفة الغربية.. الى ذلك وصفت حركة حماس خطاب الرئيس محمود عباس في ذكرى انطلاقة حركة فتح بغير الواقعي والمليء بالشعارات الخالية من الدعوة للشروع العاجل في الحوارات لتشكيل حكومة وحدة وطنية . وقال د. اسماعيل رضوان الناطق باسم حركة حماس' ان خطاب الرئيس امتلأ بالشعارات التي ليس لها اثر على ارض الواقع والتي جاءت لتحسين صورة ما وصفهم بالانقلابيين داخل فتح'. واضاف رضوان في تصريح صحفي ' أن الخطاب اتسم بالشعارات حول الوحدة وحرمة الاقتتال والتذكير بالثوابت كالقدس واللاجئين والاستيطان ومنظمة التحرير الفلسطينية وهي الشعارات التي قال انه ليس لها اثر على ارض الواقع'. وتابع قائلاً:' خطاب ابو مازن جاء ليحسن صورة حركة فتح التي اهتزت من قبل خطاب الانقلابيين في غزة في احتفالهم الداعي للفتنة والقتل والحرب الأهلية وبعد الممارسات الإرهابية التي مورست بالضفة وغزة ضد قيادات وعناصر ومؤسسات حركة حماس'. وانتقد الناطق باسم حماس ما قال عنه خلو خطاب الرئيس من الدعوة للشروع في حوار لتشكيل حكومة الوحدة والإصرار على المضي في الانتخابات والبحث عن مدى قانونيتها.. على صعيد متصل وجهت القيادات الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي وقعت وثيقة الوفاق الوطني (الأسرى)، نداءً عاجلاً امس للشعب الفلسطيني في الوطن والمنافي، تدعو فيه إلى وحدة التلاحم ونبذ الفرقة والخلاف والانقسام في الشارع الفلسطيني. ودعا النداء الفلسطينيين للصيام يوم الأحد القادم تعبيراً عن رفض الاقتتال والاحتراب ولوأد الفتنة في مهدها، واعتباره يوماً للوحدة الوطنية، ترفع فيه أعلام فلسطين في كل مكان. كما دعا القادة إلى العودة الفورية إلى الحوار وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية فوراً على أساس وثيقة الأسرى. ووقع البيان عن حركة "فتح" النائب مروان البرغوثي، وعن حركة "حماس" عبد الخالق النتشة، وعن الجبهة الشعبية أحمد سعدات، وعن حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي، وعن الجهة الديمقراطية مصطفى بدارنة... ويأتي احتفال فتح بذكرى انطلاقتها وسط اجواء فلسطينية متوترة اثر المواجهات الدامية التي يخوضها عناصر من الحركة التي قادت النضال الفلسطيني على مدى اربعين عاما مع عناصر من حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية.. وفي سياق الازمة المتفاقمة بين حماس وفتح، فقد حمل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية الاحتلال الإسرائيلي و"الأطراف التي تحاصر الشعب الفلسطيني" مسؤولية الاحتقان والتوتر والصراع في الأراضي الفلسطينية.وأكد هنية في الاجتماع الأسبوعي لحكومته بغزة ضرورة تجنيب الشعب الفلسطيني أي صراعات فلسطينية. وشدد على أهمية ترسيخ لغة الحوار في حل الخلاف واستبعاد السلاح من لغة التخاطب.. كما حذر من أن حكومته لن تتوانى عن معاقبة العابثين بالأمن الداخلي وتقديمهم للعدالة. وجدد إصرار حكومته على العمل لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ الشراكة السياسية على أساس وثيقة الوفاق الوطني.ومن جانبه، قال رفيق الحسيني مساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن هذا في انتظار رد من وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام على قراره الداعي لدمج القوة التنفيذية في الأجهزة الأمنية من أجل تحديد كيفية التعامل معها. وأضاف أن من بين الخيارات التي يدرسها الرئيس في حال عدم الموافقة على دمج القوة التنفيذية في الأجهزة الأمنية عزل عناصرها دون أن يتحدث عن تفصيلات.. وإضافة إلى ذلك أشار الحسيني إلى أن عباس مع بدء حوار وطني، لكن في إطار ما اتفقت عليه القوى الوطنية، وأضاف "إذا ما تعذر هذا الحوار فإن قرار الرئيس بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لا رجعة عنه.. وإذا ما فشل الحوار فالرئيس سيبحث الخيار المناسب.. وفي احتجاج فلسطيني على استمرار الاشتباكات بين حماس وفتح، اعتصم رئيس وأساتذة وموظفو وطلاب جامعة بيرزيت داخل الحرم الجامعي مطالبين بتحريم الدم الفلسطيني. وقد سبقت الاعتصام مسيرة دعت إليها التشكيلات الطلابية بمن فيها ممثلو حركتي فتح وحماس في الجامعة.. وفي الاثناء، رحب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد بمبادرة الجامعة العربية لإرسال وفد إلى الأراضي الفلسطينية في محاولة لإنهاء الأزمة الداخلية.وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس عن استعداده لإرسال وفد رفيع لتهدئة الاحتقان.وفي القاهرة دعا وزيرا خارجية كل من مصر والأردن الفلسطينيين إلى توحيد الصف ووقف الاقتتال الداخلي، وذلك بعد القمة التي جمعت الرئيس المصري حسني مبارك بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء في القاهرة وتناولت إمكانيّة قيام البلدين باتصالات مباشرة مع الأطراف الفلسطينية لوقف التدهور الأمني في الأراضي الفلسطينية. وتعقد هذه القمة قبل جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في الشرق الأوسط. الى ذلك، قللت اسرائيل والولايات المتحدة من شأن تصريحات زعيم حماس خالد مشعل التي اقر فيها بوجود اسرائيل كأمر واقع، معتبرتين انها لا تستحق التوقف عندها ولا تدل على حدوث تغير في موقف الحركة الاسلامية من الدولة العبرية.