حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرصاص العشوائي.. موت وخراب ديار
نشر في الجمهورية يوم 14 - 01 - 2007

أفراح تحولت إلى مآتم.. وأبرياء وقعوا ضحايا الجهل والعادات البالية
القضاء على الظاهرة يحتاج إلى توعية مكثفة وتعاون كافة أفراد ومؤسسات المجتمع
- تحقيق/ غمدان عدنان الدقيمي ..
على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء القرى في مختلف محافظات الجمهورية إلا أنك تجدهم في أيام معينة كأيام العيد يبتسمون ويضحكون بل وتمتلئ القرى بالوافدين إليها من داخل المدن لغرض الترويح عن النفس وشم الهواء العذب.
وفي هكذا مناسبات يجد فيها الشباب الوقت المناسب للزواج لأن أبناء القرية أو المنطقة كلهم متواجدون بعد أن فرقتهم المدينة وهمومها..
ولكن ثمة مشاكل كثيرة تحدث في هذه الأعراس أهمها إطلاق النار «الرصاص» بشكل عشوائي إلى الجو، الأمر الذي يؤدي إلى كوارث في الأرواح أو إصابات لاتشفى ولايمكن علاجها..
وهي عادة أو ظاهرة يمارسها أبناء القرى دون غيرهم.. ولأهمية الموضوع وخطورته سلطت صحيفة «الجمهورية» الضوء على بعض الضحايا والمصابين وألتقت أيضاً ببعض المهتمين والمسئولين من أعضاء المجالس المحلية وإدارة الأمن وخرجت بالحصيلة التالية:
في المناسبات والأعراس
والرصاصات العشوائية.
حتى أسلاك الكهرباء رغم رداءتها أيضاً كانت ضحية من ضحايا العادات والتقاليد ففي مديرية المسراخ استطاعت دفعة من العيارات النارية ان تصيب أسلاك الكهرباء الأمر الذي سبب ظلمة المنطقة بما فيها بيت العريس الذي قضى ليلة العمر في دياجير الظلام.
خاتمة المأساة
قصص وحكايات ابطالها أبرياء ومذنبون وحيوانات ومجانين واسلاك كهرباء نختتمها بمأساة «عزيزة مصلح في مديرية شرعب السلام والتي تناولت الغداء وخرجت لزيارة صديقتها تترقب أصوات الرصاص خوفاً فنالت منها رصاصة استقرت في عمودها الفقري بعد اختراق رأسها والمرور بأجزاء جسمها العلوية وعجز الأطباء حتى الآن عن إخراجها الأمر الذي كان سبباً في جلب المتاعب لها ولأسرتها حتى اللحظة.
عرس بدون رصاص بارد
أكرم القحطاني شاب يحب سماع صوت الآلي «الكلاشنكوف» وفي ذلك يقول: ما أجمل الأعراس عندما تكون مضيئة ليلاً في الجو بالرصاص «المضيء» ومن الضروري جداً أن يسمع العروس والعريس صوت الرصاص والألعاب النارية أثناء «الزفة» وعند دخولهم إلى بيت العروس أيضاً ولكن عندما يكون العرس بدون رصاص يكون بارداً ولايوجد طعم للعرس..
وأعتقد أن هذه الظاهرة لاتؤدي إلى مشاكل كثيرة بمعنى الكلمة وإذا كانت فعلاً تؤدي إلى مايقلق المواطن فيفترض أن يتم وقت العرس الضرب بالرصاص إلى جهة محددة يعني إلى داخل جبل أو ماشابه ذلك هذا طبعاً في الأرياف.
وسبب تمسكي بهذا الرأي أنه لاتوجد هناك قوانين تضبط هذه الظاهرة وتمنعها فإذا كانت العاصمة «صنعاء» يحصل فيها في بعض الأعراس إطلاق نار فكيف بالقرى فإذا تم ضبط الفاعلين في المدن فهنا يمكن أن تخف أو تنتهي هذه الظاهرة.
غير ضرورية
وعن رأي أحد الشباب الذين عقد قرانهم التقينا الأخ/ فهمي سيف والذي قال:
ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي ظاهرة خطيرة وتسبب الكثير من المشاكل إلى جانب أنها لاتعتبر ظاهرة متحضرة ويجب أن نحاربها بمختلف الوسائل لكي نتخلص منها فأنا شخصياً ضد هذه الظاهرة ولا أعتبرها ضرورية في «العرس» بل هي مخسرة بالجانب المادي لأن سعر الرصاص يرتفع يوماً بعد يوم ولاداعي لها وهناك ألعاب نارية يمكن استخدامها بدلاً عنها وهي حقاً جميلة ورائعة.
متسلح بالنار.. لا المعرفة
قائد دحان تحدث عن الظاهرة وأسبابها والمسئولين عنها فقال:
ظاهرة استخدام الأعيرة النارية كالرصاص والمفرقعات المؤثرة هو نتاج لثقافة قديمة تأثرت بالعادات والتقاليد مروراً بالهنجمة والقبيلة وانتهاء بحصد أرواح الكثير من البشر فهذه الظاهرة التي يتباهى بها الناس أصبحت لها مردود سلبي وخاصة في «الأرياف» فالناس يستخدمون الأسلحة بشكل عشوائي مما يؤدي إلى إصابات ومشاكل نحن في غنى عنها.. أعرف شخصاً يعول أسرة كاملة في سن الشباب حقاً إنه شاب لكنه اليوم أصبح مشلولاً وسبب ذلك هو تلك الثقافة السائدة في هذا المجتمع المتسلح بالنار لا بالمعرفة.. وآخر أيضاً شاب لم يتزوج بعد ذو وجه جميل تشوه بعد ذلك بفعل الأعيرة النارية.
وبكل صراحة أن الثقافة السائدة اليوم في المجتمع اليمني ثقافة «ماحصل واجهناه» وليس هناك توعية بالخطورة التي قد تحدث جراء هذه الظاهرة وغيرها أيضاً مستقبلاً..
والإعلام وراء ذلك لإنه لايقوم بدوره الكامل في توعية المجتمع بشكل صحيح فالصحافة مثلاً لاتصل إلى الأرياف والتلفزيون يبث فيها ليلاً فقط وكثيراً مانجده يهتم بأشياء هامشية لذلك يتوجب على وسائل الإعلام وقيادات الرأي والجهات المعنية بذل أقصى الجهود الممكنة لمواجهة هذه الظاهرة والتوعية بمخاطرها والعمل على القضاء عليها بشكل مبرم.
الوجه الأكثر بشاعة
ويقول عبدالرب علي ناجي :
إن اطلاق الرصاص في الأعراس عادة سلبية يعاني منها المجتمع اليمني الذي يركز على المظاهر التي ستجلب له المزيد من المدح والثناء باعتبار أن عرسه الشخصي أو عرس ابنه أو أحد اقاربه لايكون مشهوداً له الا من حيث كميات الرصاص المضيئة في الجو في الليالي المظلمة أو من حيث كمية المبلغ الذي دفع من أجل ابراز هذا الجانب بل ان الجانب الأكثر بشاعة هو الشرط المبدئي الذي يضعه أقرباء العروس في هذا المضمار بحيث لايقال عنهم كلمات تدل على الحقارة أو الضعف.
واطلاق الرصاص «العشوائي» هو مظهر متخلف وغير راق ويدل أن المجتمع لم ينصهر بشكل كامل مع معطيات العصر الحديث كما أن الخسائر قد تكون أحياناً مادية وأحياناً بشرية من خلال مايمكن أن يصنعه بندق «كلاشينكوف» سقط من يد شخص في ليلة عرس في وسط زحام الناس فإن الضحايا سيكونون كثر كذلك الطلقات التي تكون قريبة من حيث الشخصيات التي تقوم بهذا العمل أو الرصاص الساقط من الجو على بعض المنازل.
حراك توعوي
وعن كيفية القضاء على هذه الظاهرة أضاف ناجي بالقول:
القضاء على مثل هذه الظاهرة لايستلزم الالتزام فقط بالقوانين واتخاذ القوانين الصارمة التي تحد من هذه المشكلة وتقلل من آثارها بل يجب أن يكون هناك حراك
توعوي يوصل إلى المثقفين والمتعلمين من أجل القيام بالدور المطلوب للقضاء على هذه الظاهرة التي تعتبر سلبية وأمر غير ضروري ويستوجب إيجاد بدائل أخرى مفيدة ومسلية فالارتباط بالجانب القبلي الذي يعتز بالبندقية لم يعد مطلوباً أو مرغوباً والزواج لم يعد بالرصاص سواء في الزواج أو اثناء الدخلة أو في الأعياد.. فالصمت أحياناً أكثر دلالة على الرضاء لو فهم البعض هذه القيمة ثم أن المجتمع الذي يستطيع القضاء على مثل هذا الموروث فهو صاحب الثقافة الأسمى والأقوى والأجدر في الثبات.
نتائج طيبة
وعن الدور الذي يقوم به أعضاء المجالس المحلية في مواجهة الظاهرة يقول الشيخ عبدالرحمن البحيري عضو المجلس المحلي الدائرة «37» المركز «ه»:
تعتبر ظاهرة اطلاق النار «الرصاص» العشوائي في الأعراس أو غيرها ظاهرة سيئة وغير حضارية إلى جانب أنها تستنزف المال وتهدد المواطنين من ناحية خطورتها سواءً الرصاص الراجع أو المباشر.
ونحن في المديرية استطعنا أن نضبط هذا الجانب إلى حد أن الظاهرة اختفت تقريباً وأصدرنا في المجلس المحلي بالمديرية بالتنسيق مع إدارة الأمن تعميماً إلى كافة العقال والمشائح وأخذنا منهم تعهدات لغرض محاربة هذه الظاهرة ومنع اطلاق النار بشكل عام وتوصلنا إلى نتائج طيبة ومقنعة وتجاوب الجميع في المديرية..
وننصح المواطن أيضاً أن يتخلى نهائياً عن هذه الظاهرة في مختلف الأرياف والمديريات في الجمهورية اليمنية ويجب أن يلجأ الشباب في الأعراس إلى استخدام الألعاب النارية المسموح بها والتي ليست خطيرة فهي تعطي للعرس جماله بعكس الرصاص الذي تحول الفرح إلى مأتم... ويجب أن نستغل المبالغ التي تصرف للرصاص في جوانب أخرى مفيدة كإعطائها للعروس «الشاب» فهنا تكون الفرحة أكبر والتعاون أجمل.
أما الأخ/ عبدالتواب شرف أنعم عضو المجلس المحلي بالدائرة «70» المركز «ط» مديرية حيفان محافظة تعز أكد من جانبه بالقول:
تعد ظاهرة استخدام الرصاص العشوائي في المناسبات والافراح من أكبر المشاكل التي يجهل المواطنون في الأرياف عواقبها فتجدهم يستخدمون هذه الظاهرة بشكل كبير وتقليدي وهذا يتوجب الوقوف عليه ومناقشته من قبل أعضاء المجلس المحلي بمديرية حيفان ومن ضمن اجتماعات المجلس المحلي المنعقدة في تاريخ 3/12/2006م تم مناقشة الجانب الأمني في المديرية خرج الاجتماع باقرار الجميع بمنع ظاهرة استخدام الأعيرة النارية «الرصاص» سواءً في المناسبات «الأعياد» أو في الأعراس أو غير ذلك.
ونحن كأعضاء مجلس محلي داخل الأرياف نرفض هذه الظاهرة كونها غير حضارية وتؤدي إلى الكثير من المشاكل.
وبصفتي عضواً في المجلس المحلي وجهت ثلاث
رسائل إلى الثلاث المدارس الموجودة في المنطقة لغرض إعلانها عبر مكبرات الصوت إلى كافة الأهالي بمنع استخدام الرصاص منعاً باتاً وذلك حسب ماخرج به اجتماع المجلس المحلي بالمديرية بتاريخ 3/12/2006م ومن يخالف سيتحمل كافة الإجراءات الصارمة التي ستتخذ ضده.
ويأتي هذا «المنع» حفاظاً على سلامة المواطن ولتحقيق الأمن والأمان داخل هذه الأرياف... كما نسعى من خلال عملنا في المجلس المحلي إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي تصب في مصلحة المواطن على وجه الخصوص.
تدابير أمنية
وتحدث إلينا من الجانب الأمني : الملازم أول/ عبدالباسط عبدالله محمد عبدالجليل نائب مدير الأمن بمديرية حيفان حيث قال:
ظاهرة اطلاق النار «الرصاص» بشكل عام خاصة داخل الأرياف بحكم طبيعة عملنا لايمكن أن نسمح أو نتهاون بها فهي ممنوعة بتوجيهات وزارة الداخلية.. وتقريباً على مستوى مديرية حيفان انتهت هذه الظاهرة خلال العامين الماضيين.. فمثلاً في العام الماضي وجهنا تعميماً إلى كافة أعضاء المجالس المحلية والعقال في القرى للوقوف ومنع المواطنين من اطلاق الرصاص في الأعراس أو غيره.. وكان التجاوب ملموساً ومقبولاً من جانب المواطن لذلك كانت النسبة في اطلاق الرصاص قليلة جداً وهذا العام أيضاً وجهنا نفس التوجيهات بل أشد وكلفنا أعضاء المجالس المحلية برصد النتائج والإبلاغ عن أي مخالفات أولاً بأول.. ومن جانبنا في الأمن نقوم بالنزول إلى كافة المناطق والقرى المخالفة.
ونستطيع القول ان أبناء المديرية دائماً يتفهمون ويتجاوبون لكل القرارات التي نقوم بتعميمها خاصة في هذا الشأن والاشخاص أو المواطنون الذين يقومون باطلاق الرصاص دائماً هم من الضيوف أو الزوار الوافدين من المحافظات الأخرى أو المناطق الأخرى للمشاركة في عرس أو ماشابه.. أما أبناء المنطقة «المديرية» فقليلون من يقومون بهذا العمل.
وفي الأخير لايمكنني إلا أن أطلب من الاخوة المواطنين أن يتفاعلوا معنا للوقوف ضد هذه الظاهرة الخطيرة التي تتحول أحياناً من فرح إلى حزن إلى جانب أنها تضر بالمصلحة العامة للمواطن إذا لامست الطلقات النارية «اسلاك الكهرباء» وبالتالي هذه ستؤدي إلى كارثة لايحمد عقباها.
ونحن في إدارة الأمن حريصون على إزالة كل ماتبقى من هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية.
في الأخير لايمكنني إلا أن أسأل من المسؤول عن هذا العبث داخل الأرياف هل هو المواطن أم إدارات الأمن أم أعضاء المجالس المحلية واجمالاً لا هذا ولا ذاك بل كلنا كمجتمع مسؤولين عن هذا العبث فقلة أو عدم الوعي عند المواطن الريفي هو السبب الرئيسي حيث أصبح الشباب هم الفئة الأكثر استخداماً للأسلحة أوقات الأعراس والمناسبات والقضية ومافيها تحتاج إلى بذل المزيد والمزيد من الجهد من كل الفئات بداية بمنع دخول الأسلحة إلى هذه المناطق وانتهاءً بدور المجالس المحلية داخل القرى حتى وإن كلف هذا استصدار قوانين صارمة فأهم مافي الأمر ان تنتهي الظاهرة ومشاكلها وما أريد التركيز عليه أيضاً هو الجانب التوعوي لكافة الفئات من أطفال وشباب وشيوخ إذ يفترض على المدرسة أن تخصص وقتاً للأطفال لتوعيتهم في مثل هذه المخاطر والشباب أيضاً كما يجب أن يلعب الإعلام دوراً كبيراً في هذا الجانب من خلال عرض برامج من شأنها توعية المواطنين بمثل هذه المخاطر وما تسببه من اضرار أيضاً على الأمن داخل المدن وأن يدقق النظر في كل من يحمل سلاحاً داخل المدن الرئيسية فلم تنته الظاهرة قط فلازال الكثير من الناس يتخبطون داخل المدن حاملين أسلحتهم وهذا منظر ليس حضارياً ولايليق بنا كبلد ديمقراطي.
رصاصة مجهولة
في البداية كان لنا لقاء مع أحد أقارب «أم مروان» مديرية حيفان محافظة تعز الذي حكى لنا قصتها فقال: هذه المرأة في السبعينيات من العمر وفي إحدى الليالي من عيد الأضحى المبارك، كانت جالسة على سطح منزلها تشم الهواء وتتحدث إلى أبنائها الذين تجتمع بهم في المناسبات «كالأعياد».. وفجأة أحست بشيء يوخزها كالطعنة في الجانب الأيمن من الصدر لم تكن تعلم حينها أنها إحدى «الرصاصات» الراجعة من الجو فأدخلها أبناؤها إلى داخل الغرفة ليتأكدوا ماالذي حدث فوجدوا دماً فوق قميصها ولكنها مازالت على قيد الحياة فأسعفوها مباشرة إلى محافظة «عدن» وعند الفحص من قبل الطبيب أثبت أنها «رصاصة» لكنه قال أنها لن تؤثر عليها أو على صحتها في ذلك الوقت وبعد فترة قام أبناؤها بإعادتها إلى الأطباء لإجراء عملية لاستئصال الرصاصة لكن كل العمليات باءت بالفشل فإلى هذا اليوم والرصاصة مازالت تسكن جسد هذه المرأة المسكينة فإلى أي حد ستؤثر عليها مع مرور الوقت وماهو مصير الفاعل ومن هو ياترى «أسئلة لاتستطيع الحصول على إجابتها» لأن ظاهرة اطلاق الرصاص العشوائي في القرى والأرياف لاتخلو منها أي محافظة من محافظات الجمهورية..
لغة الموت
وحول هذه الظاهرة أو المشكلة تحدث الأخ/ أياد أحمد عبده البحيري من مديرية شرعب السلام محافظة تعز قائلاً:
ظاهرة اطلاق الرصاص أياً كان نوعها ظاهرة سلبية معيقة للحضارة والتنمية في المجتمع، ولايمكن تخيل حجم الدمار الذي تتسبب به هذه الظاهرة فهي تؤدي إلى خراب الديار وتيتيم الأبناء وأرملة النساء وازعاج المرضى والأصحاء وقلب الموازين رأساً على عقب بحيث يصبح الفرح حزناً وينام الحبيب وهو يشم روائح ثياب محبوبه بعد أن يسجن البريء ويفر المذنب وتكثر الروائح الكريهة التي تسببها لغة الرصاص.
فالأعراس التقليدية التي مازالت ترتدي رداء التخلف والتمسك بالعادات والتقاليد الزائفة سبب رئيسي لكل ماذكر سابقاً.. فالعرس بدون رصاص عيب وعار بمفهوم القبيلة وتكثر هذه الظاهرة في الأرياف اليمنية التي لم تنل حظاً ولو مقبولاً من التحضر والركوب في مؤخرة سفينة التقدم والمدنية.
ضحايا وإصابات في شرعب السلام
الطفلة «ع ن» التي كانت تحاكي دميتها بجانب دارها استقرت في رأسها رصاصة طائشة اردتها قتيلة مضرجة بدمائها البريئة وقد صافحت الموت بعد الإصابة بثوانٍ.
العم قائد أيضاً لم يكن بعيداً عما يحدث فقد سكنت في كتفه إحدى رصاصات الموت التي منعته من مواصلة حراثة أرضه التي كانت كل شيء بالنسبة إليه.
نجت بأعجوبة
أيضاً الأخت «س.م» من مديرية قعطبة كان لها حكاية مع لغة الرصاص كانت عاكفة على نفحات وروائح خبز التنور حيث كانت بصدد اعداد وجبة للعائلة وبينما كانت صيحات الأبناء تتردد في الأجواء لاشتداد الجوع وانتظاراً للخبز حال غضب السماء دون وصول الخبز وإكمال الفرحة، حيث أصابتها رصاصة طائشة ومن لطف الله بها ورحمته بأطفالها أمكن علاجها ونجت بأعجوبة.
حتى المجانين واسلاك الكهرباء
المجانين أيضاً لم يكونوا بمنأى عن هذه اللغة فقد كان علي جعبة من مديرية شرعب السلام أحد ضحايا الأعراس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.