حضرموت.. قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين قوات عسكرية ومسلحين    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    سلامة قلبك يا حاشد    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الأحزاب والمكوّنات السياسية تدعو المجلس الرئاسي إلى حماية مؤسسات الدولة وتحمل مسؤولياته الوطنية    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    المرتضى: تم التوقيع على اتفاق انتشال وتسليم الجثامين من كل الجبهات والمناطق    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    توافد شعبي وقبلي إلى مخيم الاعتصام بسيئون دعمًا لمطلب إعلان دولة الجنوب العربي    علماء وخطباء المحويت يدعون لنصرة القرآن وفلسطين    فتح ذمار يفوز على فريق 22 مايو واتحاد حضرموت يعتلي صدارة المجموعة الثالثة في دوري الدرجة الثانية    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    شباب عبس يتجاوز حسيني لحج في تجمع الحديدة وشباب البيضاء يتجاوز وحدة حضرموت في تجمع لودر    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    تحذيرات للمزارعين مما سيحدث الليلة وغدا ..!    الشيخ أمين البرعي يعزي محافظ الحديدة اللواء عبدالله عطيفي في وفاة عمه احمد عطيفي    مؤسسة الاتصالات تكرم أصحاب قصص النجاح من المعاقين ذوي الهمم    القاعدة تضع السعودية والإمارات في مرمى العداء وتستحضر حديثًا لتبرير العنف في أبين وشبوة    شبوة تنصب الواسط في خيمة الجنوب    الرئيس الزُبيدي: نثمن دور الإمارات التنموي والإنساني    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    أبناء العمري وأسرة شهيد الواجب عبدالحكيم فاضل أحمد فريد العمري يشكرون رئيس انتقالي لحج على مواساته    سوريا.. قوة إسرائيلية تتوغل بريف درعا وتعتقل شابين    مصلحة الجمارك تؤيد خطوات الرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب    الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من 20 عاما    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة الدكتور "بامشموس"    هدوء في البورصات الأوروبية بمناسبة العطلات بعد سلسلة مستويات قياسية    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    سياسي عماني: خيبة أمل الشرعية من بيان مجلس الأمن.. بيان صحفي لا قرار ملزم ولا نصر سياسي    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    حوادث الطيران وضحاياها في 2025    اختتام دورة تدريبية لفرسان التنمية في مديريتي الملاجم وردمان في محافظة البيضاء    تونس تضرب أوغندا بثلاثية    إغلاق مطار سقطرى وإلغاء رحلة قادمة من أبوظبي    قراءة أدبية وسياسية لنص "الحب الخائب يكتب للريح" ل"أحمد سيف حاشد"    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة الآثار: نقوش سبأ القديمة تتعرض للاقتلاع والتهريب    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    مستشار الرئيس الاماراتي : حق تقرير المصير في الجنوب إرادة أهله وليس الإمارات    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    صلاح ومرموش يقودان منتخب مصر لإحباط مفاجأة زيمبابوي    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرصاص العشوائي.. موت وخراب ديار
نشر في الجمهورية يوم 14 - 01 - 2007

أفراح تحولت إلى مآتم.. وأبرياء وقعوا ضحايا الجهل والعادات البالية
القضاء على الظاهرة يحتاج إلى توعية مكثفة وتعاون كافة أفراد ومؤسسات المجتمع
- تحقيق/ غمدان عدنان الدقيمي ..
على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء القرى في مختلف محافظات الجمهورية إلا أنك تجدهم في أيام معينة كأيام العيد يبتسمون ويضحكون بل وتمتلئ القرى بالوافدين إليها من داخل المدن لغرض الترويح عن النفس وشم الهواء العذب.
وفي هكذا مناسبات يجد فيها الشباب الوقت المناسب للزواج لأن أبناء القرية أو المنطقة كلهم متواجدون بعد أن فرقتهم المدينة وهمومها..
ولكن ثمة مشاكل كثيرة تحدث في هذه الأعراس أهمها إطلاق النار «الرصاص» بشكل عشوائي إلى الجو، الأمر الذي يؤدي إلى كوارث في الأرواح أو إصابات لاتشفى ولايمكن علاجها..
وهي عادة أو ظاهرة يمارسها أبناء القرى دون غيرهم.. ولأهمية الموضوع وخطورته سلطت صحيفة «الجمهورية» الضوء على بعض الضحايا والمصابين وألتقت أيضاً ببعض المهتمين والمسئولين من أعضاء المجالس المحلية وإدارة الأمن وخرجت بالحصيلة التالية:
في المناسبات والأعراس
والرصاصات العشوائية.
حتى أسلاك الكهرباء رغم رداءتها أيضاً كانت ضحية من ضحايا العادات والتقاليد ففي مديرية المسراخ استطاعت دفعة من العيارات النارية ان تصيب أسلاك الكهرباء الأمر الذي سبب ظلمة المنطقة بما فيها بيت العريس الذي قضى ليلة العمر في دياجير الظلام.
خاتمة المأساة
قصص وحكايات ابطالها أبرياء ومذنبون وحيوانات ومجانين واسلاك كهرباء نختتمها بمأساة «عزيزة مصلح في مديرية شرعب السلام والتي تناولت الغداء وخرجت لزيارة صديقتها تترقب أصوات الرصاص خوفاً فنالت منها رصاصة استقرت في عمودها الفقري بعد اختراق رأسها والمرور بأجزاء جسمها العلوية وعجز الأطباء حتى الآن عن إخراجها الأمر الذي كان سبباً في جلب المتاعب لها ولأسرتها حتى اللحظة.
عرس بدون رصاص بارد
أكرم القحطاني شاب يحب سماع صوت الآلي «الكلاشنكوف» وفي ذلك يقول: ما أجمل الأعراس عندما تكون مضيئة ليلاً في الجو بالرصاص «المضيء» ومن الضروري جداً أن يسمع العروس والعريس صوت الرصاص والألعاب النارية أثناء «الزفة» وعند دخولهم إلى بيت العروس أيضاً ولكن عندما يكون العرس بدون رصاص يكون بارداً ولايوجد طعم للعرس..
وأعتقد أن هذه الظاهرة لاتؤدي إلى مشاكل كثيرة بمعنى الكلمة وإذا كانت فعلاً تؤدي إلى مايقلق المواطن فيفترض أن يتم وقت العرس الضرب بالرصاص إلى جهة محددة يعني إلى داخل جبل أو ماشابه ذلك هذا طبعاً في الأرياف.
وسبب تمسكي بهذا الرأي أنه لاتوجد هناك قوانين تضبط هذه الظاهرة وتمنعها فإذا كانت العاصمة «صنعاء» يحصل فيها في بعض الأعراس إطلاق نار فكيف بالقرى فإذا تم ضبط الفاعلين في المدن فهنا يمكن أن تخف أو تنتهي هذه الظاهرة.
غير ضرورية
وعن رأي أحد الشباب الذين عقد قرانهم التقينا الأخ/ فهمي سيف والذي قال:
ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي ظاهرة خطيرة وتسبب الكثير من المشاكل إلى جانب أنها لاتعتبر ظاهرة متحضرة ويجب أن نحاربها بمختلف الوسائل لكي نتخلص منها فأنا شخصياً ضد هذه الظاهرة ولا أعتبرها ضرورية في «العرس» بل هي مخسرة بالجانب المادي لأن سعر الرصاص يرتفع يوماً بعد يوم ولاداعي لها وهناك ألعاب نارية يمكن استخدامها بدلاً عنها وهي حقاً جميلة ورائعة.
متسلح بالنار.. لا المعرفة
قائد دحان تحدث عن الظاهرة وأسبابها والمسئولين عنها فقال:
ظاهرة استخدام الأعيرة النارية كالرصاص والمفرقعات المؤثرة هو نتاج لثقافة قديمة تأثرت بالعادات والتقاليد مروراً بالهنجمة والقبيلة وانتهاء بحصد أرواح الكثير من البشر فهذه الظاهرة التي يتباهى بها الناس أصبحت لها مردود سلبي وخاصة في «الأرياف» فالناس يستخدمون الأسلحة بشكل عشوائي مما يؤدي إلى إصابات ومشاكل نحن في غنى عنها.. أعرف شخصاً يعول أسرة كاملة في سن الشباب حقاً إنه شاب لكنه اليوم أصبح مشلولاً وسبب ذلك هو تلك الثقافة السائدة في هذا المجتمع المتسلح بالنار لا بالمعرفة.. وآخر أيضاً شاب لم يتزوج بعد ذو وجه جميل تشوه بعد ذلك بفعل الأعيرة النارية.
وبكل صراحة أن الثقافة السائدة اليوم في المجتمع اليمني ثقافة «ماحصل واجهناه» وليس هناك توعية بالخطورة التي قد تحدث جراء هذه الظاهرة وغيرها أيضاً مستقبلاً..
والإعلام وراء ذلك لإنه لايقوم بدوره الكامل في توعية المجتمع بشكل صحيح فالصحافة مثلاً لاتصل إلى الأرياف والتلفزيون يبث فيها ليلاً فقط وكثيراً مانجده يهتم بأشياء هامشية لذلك يتوجب على وسائل الإعلام وقيادات الرأي والجهات المعنية بذل أقصى الجهود الممكنة لمواجهة هذه الظاهرة والتوعية بمخاطرها والعمل على القضاء عليها بشكل مبرم.
الوجه الأكثر بشاعة
ويقول عبدالرب علي ناجي :
إن اطلاق الرصاص في الأعراس عادة سلبية يعاني منها المجتمع اليمني الذي يركز على المظاهر التي ستجلب له المزيد من المدح والثناء باعتبار أن عرسه الشخصي أو عرس ابنه أو أحد اقاربه لايكون مشهوداً له الا من حيث كميات الرصاص المضيئة في الجو في الليالي المظلمة أو من حيث كمية المبلغ الذي دفع من أجل ابراز هذا الجانب بل ان الجانب الأكثر بشاعة هو الشرط المبدئي الذي يضعه أقرباء العروس في هذا المضمار بحيث لايقال عنهم كلمات تدل على الحقارة أو الضعف.
واطلاق الرصاص «العشوائي» هو مظهر متخلف وغير راق ويدل أن المجتمع لم ينصهر بشكل كامل مع معطيات العصر الحديث كما أن الخسائر قد تكون أحياناً مادية وأحياناً بشرية من خلال مايمكن أن يصنعه بندق «كلاشينكوف» سقط من يد شخص في ليلة عرس في وسط زحام الناس فإن الضحايا سيكونون كثر كذلك الطلقات التي تكون قريبة من حيث الشخصيات التي تقوم بهذا العمل أو الرصاص الساقط من الجو على بعض المنازل.
حراك توعوي
وعن كيفية القضاء على هذه الظاهرة أضاف ناجي بالقول:
القضاء على مثل هذه الظاهرة لايستلزم الالتزام فقط بالقوانين واتخاذ القوانين الصارمة التي تحد من هذه المشكلة وتقلل من آثارها بل يجب أن يكون هناك حراك
توعوي يوصل إلى المثقفين والمتعلمين من أجل القيام بالدور المطلوب للقضاء على هذه الظاهرة التي تعتبر سلبية وأمر غير ضروري ويستوجب إيجاد بدائل أخرى مفيدة ومسلية فالارتباط بالجانب القبلي الذي يعتز بالبندقية لم يعد مطلوباً أو مرغوباً والزواج لم يعد بالرصاص سواء في الزواج أو اثناء الدخلة أو في الأعياد.. فالصمت أحياناً أكثر دلالة على الرضاء لو فهم البعض هذه القيمة ثم أن المجتمع الذي يستطيع القضاء على مثل هذا الموروث فهو صاحب الثقافة الأسمى والأقوى والأجدر في الثبات.
نتائج طيبة
وعن الدور الذي يقوم به أعضاء المجالس المحلية في مواجهة الظاهرة يقول الشيخ عبدالرحمن البحيري عضو المجلس المحلي الدائرة «37» المركز «ه»:
تعتبر ظاهرة اطلاق النار «الرصاص» العشوائي في الأعراس أو غيرها ظاهرة سيئة وغير حضارية إلى جانب أنها تستنزف المال وتهدد المواطنين من ناحية خطورتها سواءً الرصاص الراجع أو المباشر.
ونحن في المديرية استطعنا أن نضبط هذا الجانب إلى حد أن الظاهرة اختفت تقريباً وأصدرنا في المجلس المحلي بالمديرية بالتنسيق مع إدارة الأمن تعميماً إلى كافة العقال والمشائح وأخذنا منهم تعهدات لغرض محاربة هذه الظاهرة ومنع اطلاق النار بشكل عام وتوصلنا إلى نتائج طيبة ومقنعة وتجاوب الجميع في المديرية..
وننصح المواطن أيضاً أن يتخلى نهائياً عن هذه الظاهرة في مختلف الأرياف والمديريات في الجمهورية اليمنية ويجب أن يلجأ الشباب في الأعراس إلى استخدام الألعاب النارية المسموح بها والتي ليست خطيرة فهي تعطي للعرس جماله بعكس الرصاص الذي تحول الفرح إلى مأتم... ويجب أن نستغل المبالغ التي تصرف للرصاص في جوانب أخرى مفيدة كإعطائها للعروس «الشاب» فهنا تكون الفرحة أكبر والتعاون أجمل.
أما الأخ/ عبدالتواب شرف أنعم عضو المجلس المحلي بالدائرة «70» المركز «ط» مديرية حيفان محافظة تعز أكد من جانبه بالقول:
تعد ظاهرة استخدام الرصاص العشوائي في المناسبات والافراح من أكبر المشاكل التي يجهل المواطنون في الأرياف عواقبها فتجدهم يستخدمون هذه الظاهرة بشكل كبير وتقليدي وهذا يتوجب الوقوف عليه ومناقشته من قبل أعضاء المجلس المحلي بمديرية حيفان ومن ضمن اجتماعات المجلس المحلي المنعقدة في تاريخ 3/12/2006م تم مناقشة الجانب الأمني في المديرية خرج الاجتماع باقرار الجميع بمنع ظاهرة استخدام الأعيرة النارية «الرصاص» سواءً في المناسبات «الأعياد» أو في الأعراس أو غير ذلك.
ونحن كأعضاء مجلس محلي داخل الأرياف نرفض هذه الظاهرة كونها غير حضارية وتؤدي إلى الكثير من المشاكل.
وبصفتي عضواً في المجلس المحلي وجهت ثلاث
رسائل إلى الثلاث المدارس الموجودة في المنطقة لغرض إعلانها عبر مكبرات الصوت إلى كافة الأهالي بمنع استخدام الرصاص منعاً باتاً وذلك حسب ماخرج به اجتماع المجلس المحلي بالمديرية بتاريخ 3/12/2006م ومن يخالف سيتحمل كافة الإجراءات الصارمة التي ستتخذ ضده.
ويأتي هذا «المنع» حفاظاً على سلامة المواطن ولتحقيق الأمن والأمان داخل هذه الأرياف... كما نسعى من خلال عملنا في المجلس المحلي إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي تصب في مصلحة المواطن على وجه الخصوص.
تدابير أمنية
وتحدث إلينا من الجانب الأمني : الملازم أول/ عبدالباسط عبدالله محمد عبدالجليل نائب مدير الأمن بمديرية حيفان حيث قال:
ظاهرة اطلاق النار «الرصاص» بشكل عام خاصة داخل الأرياف بحكم طبيعة عملنا لايمكن أن نسمح أو نتهاون بها فهي ممنوعة بتوجيهات وزارة الداخلية.. وتقريباً على مستوى مديرية حيفان انتهت هذه الظاهرة خلال العامين الماضيين.. فمثلاً في العام الماضي وجهنا تعميماً إلى كافة أعضاء المجالس المحلية والعقال في القرى للوقوف ومنع المواطنين من اطلاق الرصاص في الأعراس أو غيره.. وكان التجاوب ملموساً ومقبولاً من جانب المواطن لذلك كانت النسبة في اطلاق الرصاص قليلة جداً وهذا العام أيضاً وجهنا نفس التوجيهات بل أشد وكلفنا أعضاء المجالس المحلية برصد النتائج والإبلاغ عن أي مخالفات أولاً بأول.. ومن جانبنا في الأمن نقوم بالنزول إلى كافة المناطق والقرى المخالفة.
ونستطيع القول ان أبناء المديرية دائماً يتفهمون ويتجاوبون لكل القرارات التي نقوم بتعميمها خاصة في هذا الشأن والاشخاص أو المواطنون الذين يقومون باطلاق الرصاص دائماً هم من الضيوف أو الزوار الوافدين من المحافظات الأخرى أو المناطق الأخرى للمشاركة في عرس أو ماشابه.. أما أبناء المنطقة «المديرية» فقليلون من يقومون بهذا العمل.
وفي الأخير لايمكنني إلا أن أطلب من الاخوة المواطنين أن يتفاعلوا معنا للوقوف ضد هذه الظاهرة الخطيرة التي تتحول أحياناً من فرح إلى حزن إلى جانب أنها تضر بالمصلحة العامة للمواطن إذا لامست الطلقات النارية «اسلاك الكهرباء» وبالتالي هذه ستؤدي إلى كارثة لايحمد عقباها.
ونحن في إدارة الأمن حريصون على إزالة كل ماتبقى من هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية.
في الأخير لايمكنني إلا أن أسأل من المسؤول عن هذا العبث داخل الأرياف هل هو المواطن أم إدارات الأمن أم أعضاء المجالس المحلية واجمالاً لا هذا ولا ذاك بل كلنا كمجتمع مسؤولين عن هذا العبث فقلة أو عدم الوعي عند المواطن الريفي هو السبب الرئيسي حيث أصبح الشباب هم الفئة الأكثر استخداماً للأسلحة أوقات الأعراس والمناسبات والقضية ومافيها تحتاج إلى بذل المزيد والمزيد من الجهد من كل الفئات بداية بمنع دخول الأسلحة إلى هذه المناطق وانتهاءً بدور المجالس المحلية داخل القرى حتى وإن كلف هذا استصدار قوانين صارمة فأهم مافي الأمر ان تنتهي الظاهرة ومشاكلها وما أريد التركيز عليه أيضاً هو الجانب التوعوي لكافة الفئات من أطفال وشباب وشيوخ إذ يفترض على المدرسة أن تخصص وقتاً للأطفال لتوعيتهم في مثل هذه المخاطر والشباب أيضاً كما يجب أن يلعب الإعلام دوراً كبيراً في هذا الجانب من خلال عرض برامج من شأنها توعية المواطنين بمثل هذه المخاطر وما تسببه من اضرار أيضاً على الأمن داخل المدن وأن يدقق النظر في كل من يحمل سلاحاً داخل المدن الرئيسية فلم تنته الظاهرة قط فلازال الكثير من الناس يتخبطون داخل المدن حاملين أسلحتهم وهذا منظر ليس حضارياً ولايليق بنا كبلد ديمقراطي.
رصاصة مجهولة
في البداية كان لنا لقاء مع أحد أقارب «أم مروان» مديرية حيفان محافظة تعز الذي حكى لنا قصتها فقال: هذه المرأة في السبعينيات من العمر وفي إحدى الليالي من عيد الأضحى المبارك، كانت جالسة على سطح منزلها تشم الهواء وتتحدث إلى أبنائها الذين تجتمع بهم في المناسبات «كالأعياد».. وفجأة أحست بشيء يوخزها كالطعنة في الجانب الأيمن من الصدر لم تكن تعلم حينها أنها إحدى «الرصاصات» الراجعة من الجو فأدخلها أبناؤها إلى داخل الغرفة ليتأكدوا ماالذي حدث فوجدوا دماً فوق قميصها ولكنها مازالت على قيد الحياة فأسعفوها مباشرة إلى محافظة «عدن» وعند الفحص من قبل الطبيب أثبت أنها «رصاصة» لكنه قال أنها لن تؤثر عليها أو على صحتها في ذلك الوقت وبعد فترة قام أبناؤها بإعادتها إلى الأطباء لإجراء عملية لاستئصال الرصاصة لكن كل العمليات باءت بالفشل فإلى هذا اليوم والرصاصة مازالت تسكن جسد هذه المرأة المسكينة فإلى أي حد ستؤثر عليها مع مرور الوقت وماهو مصير الفاعل ومن هو ياترى «أسئلة لاتستطيع الحصول على إجابتها» لأن ظاهرة اطلاق الرصاص العشوائي في القرى والأرياف لاتخلو منها أي محافظة من محافظات الجمهورية..
لغة الموت
وحول هذه الظاهرة أو المشكلة تحدث الأخ/ أياد أحمد عبده البحيري من مديرية شرعب السلام محافظة تعز قائلاً:
ظاهرة اطلاق الرصاص أياً كان نوعها ظاهرة سلبية معيقة للحضارة والتنمية في المجتمع، ولايمكن تخيل حجم الدمار الذي تتسبب به هذه الظاهرة فهي تؤدي إلى خراب الديار وتيتيم الأبناء وأرملة النساء وازعاج المرضى والأصحاء وقلب الموازين رأساً على عقب بحيث يصبح الفرح حزناً وينام الحبيب وهو يشم روائح ثياب محبوبه بعد أن يسجن البريء ويفر المذنب وتكثر الروائح الكريهة التي تسببها لغة الرصاص.
فالأعراس التقليدية التي مازالت ترتدي رداء التخلف والتمسك بالعادات والتقاليد الزائفة سبب رئيسي لكل ماذكر سابقاً.. فالعرس بدون رصاص عيب وعار بمفهوم القبيلة وتكثر هذه الظاهرة في الأرياف اليمنية التي لم تنل حظاً ولو مقبولاً من التحضر والركوب في مؤخرة سفينة التقدم والمدنية.
ضحايا وإصابات في شرعب السلام
الطفلة «ع ن» التي كانت تحاكي دميتها بجانب دارها استقرت في رأسها رصاصة طائشة اردتها قتيلة مضرجة بدمائها البريئة وقد صافحت الموت بعد الإصابة بثوانٍ.
العم قائد أيضاً لم يكن بعيداً عما يحدث فقد سكنت في كتفه إحدى رصاصات الموت التي منعته من مواصلة حراثة أرضه التي كانت كل شيء بالنسبة إليه.
نجت بأعجوبة
أيضاً الأخت «س.م» من مديرية قعطبة كان لها حكاية مع لغة الرصاص كانت عاكفة على نفحات وروائح خبز التنور حيث كانت بصدد اعداد وجبة للعائلة وبينما كانت صيحات الأبناء تتردد في الأجواء لاشتداد الجوع وانتظاراً للخبز حال غضب السماء دون وصول الخبز وإكمال الفرحة، حيث أصابتها رصاصة طائشة ومن لطف الله بها ورحمته بأطفالها أمكن علاجها ونجت بأعجوبة.
حتى المجانين واسلاك الكهرباء
المجانين أيضاً لم يكونوا بمنأى عن هذه اللغة فقد كان علي جعبة من مديرية شرعب السلام أحد ضحايا الأعراس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.