- استطلاع/ نشوان دحان .. تتجه أنظار الملايين من الرياضيين العرب يوم الأربعاء القادم نحو العاصمة الإماراتية أبوظبي التي تشهد حفل افتتاح بطولة الخليج لكرة القدم في نسختها الثامنة عشرة بمشاركة دول الخليج العرب الست، الإمارات السعودية قطر عمان البحرين والكويت، إضافة إلى منتخب بلادنا الذي يشارك للمرة الثالثة في تاريخ المسابقة، والمنتخب العراقي العائد إلى البطولة بعد غياب خمسة عشر عاماً، وتحديداً بعد حرب الخليج الثانية عام 1990م.. تكتسب البطولة أهمية خاصة بين جميع البطولات العربية والآسيوية نظراً لقوة المنتخبات المشاركة، والتنافس الكبير بين منتخباتها التي يضم كل منها الكثير من المواهب واللاعبين المتألقين في ظل التقارب الشديد في المستوى الفني بين الفرق.وشهدت معظم المنتخبات المشاركة حالة استنفار قصوى تحسباً لهذا الحدث الهام من خلال المعسكرات الإعدادية وإجراء المباريات التجريبية مع منتخبات وفرق متعددة، أو من خلال استضافة بطولات ودية كتلك التي استضافها منتخب الإمارات وشارك فيها بعض الفرق الأوروبية القوية مثل بايرن ميونيخ الألماني وبنفيكا البرتغالي والمنتخب الإيراني وغيرها.«الجمهورية» حاولت من خلال هذه التناولة البسيطة أن تستطلع آراء بعض المحللين والخبراء الرياضيين حول هوية المنتخبات المرشحة للظفر بلقب النسخة الثامنة عشرة، من خلال وجهة نظر فنية.. وإذا استثنينا منتخبنا الوطني فإن معظم الترشيحات انقسمت وتوزعت بين بقية المنتخبات السبعة الأخرى وبنسب متفاوتة. - قطر الأوفر حظاً الأستاذ/حسين العواضي وزير الإعلام سابقاً يقول: أظن أن نظام المجموعتين نظام عادل يعطي الطموح والأمل لكل منتخب في تجاوز المرحلة الأولى والوصول إلى «السيني فاينل»، وإذا حاولنا أن نستقرئ البطولة من حيث الفرق الأوفر حظوظاً للترشح بالظفر باللقب من خلال مستوى هذه المنتخبات في آخر ظهور لها سواء في أولمبياد الدوحة أو تصفيات آسيا، يبدو أن المنتخب القطري المرشح الأقوى، فمستوى أدائه في الفترات الأخيرة كان مشرفاً اتسم بوجود مجموعة من العناصر الشابة التي تؤدي داخل الملعب بكل انسجام ومهارة، ومثله منتخب السعودية، كذلك المنتخب العراقي أتوقع أن يقدم عروضاً جيدة ويكون منافساً قوياً وحقيقياً.وأرى أن بقية المنتخبات تمر بمرحلة انتقالية «مرحلة تجديد» في العناصر باستثناء منتخبنا الذي ما زال ينقصه الكثير حتى يخرج من قوقعة المشاركة إلى رحاب المنافسة، ولعل اللقاء التجريبي أمام البحرين مؤخراً صفر/4 يثبت صحة الكلام، فقد رأينا هجوماً عقيماً لدى فريقنا، على عكس متطلبات البطولة التي تستوجب وجود هدافين ومهاجمين قادرين على صنع الهجمات والوصول إلى مرمى الخصم.. لذا أتوقع أن يحتل منتخبنا موقعاً متأخراً في لائحة الترتيب.لكن إجمالاً يمكن القول إن البطولة مفيدة لنا من حيث وجود التزام إقليمي سيعطينا فرصة الاحتكاك بمنتخبات قوية وعريقة من أجل تطوير مستوانا الفني. - التكهن صعب الخضر العزاني.. يرى أن البطولة حدث هام، والتكهن بالنتائج صعب.. فيقول: في الحقيقة بطولة الخليج من البطولات التي يصعب التكهن بنتائجها سلفاً نظراً لتقارب مستوى الفرق فيها بعد أن شهدت منتخبات البحرين وعمان قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى الكويت والسعودية والعراق التي يمتلك كل منها تاريخاً مشرفاً ليس على مستوى البطولة فقط وإنما على المستوى العربي والقاري، كذلك منتخب الإمارات مستضيف الحدث الذي يضم في صفوفه عناصر جيدة ولاعبين ذوي مهارات عالية.ربما منتخبنا يمثل استثناءً هنا نظراً للفارق الكبير فيما يتعلق بالإمكانات، وتفصله مسافات عن البطولة، فهو جديد عليها وهذه المشاركة الثالثة له، إضافة لهذا يشكل ضغط الجمهور عاملاً سلبياً على اللاعبين الذين يطالبهم الجمهور بالكثير قياساً بالظروف والإمكانات المتاحة أمامهم.ومع هذا نقول: إن القائمين على شئون الكرة في بلادنا مطالبون بتجاوز العجز من خلال التقييم السليم والموضوعي لمشاركات المنتخب بكل جدية حتى نتمكن من اللحاق بركب الأشقاء في دول الخليج الذين قطعوا شوطاً لا يستهان به رياضياً، لأن بطولة الخليج تشكل فرصة حقيقية لنا للاستفادة ورفع مستوانا عربياً وقارياً، ونتمنى التوفيق لمنتخبنا الوطني. - نجوم السعودية سيخطفون اللقب الكرة السعودية قوية عربياً، بالإضافة إلى أنها ذائعة الصيت والشهرة، ويتوقع جمهور الأخضر السعودي حصوله على اللقب الخليجي للمرة الرابعة.. هذا ما أراد توضيحه الشيخ/أحمد محمد العديني نائب رئيس مجلس إدارة نادي شعب إب حيث أشار بالقول: أنا أتوقع حصول منتخب السعودية على المركز الأول في البطولة، وبخاصة أنها تحاول تجديد الصورة عند جمهورها في المملكة بصورة خاصة وجمهورها العربي بصفة عامة.فالسعودية من الفرق التي تخوض بطولات لاسيما الخليجية بجدية وروح عالية، حيث يمتلك فريقها أكثر من نجم يعرف كيف يتعامل مع المسابقات الرسمية بمسئولية وروح الجماعة للدفاع عن شعار المملكة. وفيما يخص منتخب بلادنا قال: هناك أسباب كثيرة تجعل فريقنا خارج حسابات النقاد والمحللين الرياضيين، لكن الأمل بتجاوز ذلك مستقبلاً، والأهم أن يقدم منتخبنا صورة طيبة بخلاف الدورتين الماضيتين لئلا نكون صيداً سهلاً وجسر عبور لبقية المنتخبات فقط. - حساسية البطولة لا تعطي ترشيحات دقيقة الكابتن/حسن عبدالحميد كان له تحليله ورأيه الخاص فقال: في كرة القدم عموماً دائماً ما تكون المفاجآت واردة وحاضرة، ولأن كأس الخليج بالذات له خصوصيته وحساسيته فإن المقاييس والمعطيات ومستويات الفرق أثناء فترات الإعداد لا تعطي بالضرورة ترشيحات صائبة، حيث تنقلب الموازين تماماً معظم الأحيان مع انطلاق صافرة البداية، فترى منتخباً مرشحاً يظهر بمستوى متذبذب، وآخر لم يكن بالمستوى الذي يجعله مؤهلاً يقدم عروضاً أكثر من رائعة. لكن من وجهة نظر فنية أعتقد أن السعودية تاريخياً مؤهله لإحراز اللقب، ويمتلك لاعبوها من الخبرة ما يمكنهم من حسم الجدل.. في حين أن قطر منافس قوي أيضاً، ومنتخبها يعيش فترة ازدهار نوعي وحالة من الانتعاش التي لم يشهدها من قبل، ولعل إحراز الأولمبي القطري لأولمبياد الدوحة مؤخراً دليل واضح على ذلك.. كذلك المنتخب العراقي الذي يعرف عنه امتلاكه نجوماً ومواهب زاخرة رغم كل الصعوبات والمعوقات التي يمرون بها من حروب وغيرها. بينما أرى من خلال متابعتي لاستعداد المنتخب الإماراتي أن المستوى لم يكن بالشكل المطلوب خاصة في اللقاءات الأخيرة أمام إيران التي خسرها أمام إيران على أرضه «2/1»، لكن ربما يشكل عامل الأرض والجمهور دافعاً معنوياً لهم في طريق تحقيق أول لقب في تاريخهم.. أما منتخب الكويت الذي فاز مؤخراً على فريق «المقاولون العرب» المصري 3/صفر، يبدو مستبعداً من الحسابات، فمعسكراته الإعدادية ونتائجه ليست دليلاً على قوته نظراً لضعف مستوى الفرق التي لعب معها ودياً. - اللقب لن يبتعد عن فرق المجموعة الأولى الكابتن/جمال الخوربي عضو الاتحاد اليمني لكرة القدم يصف المنتخب السعودي بالأقوى، ويتمنى أن يخلع لاعبونا ثوب الانهزامية، فيقول: من خلال متابعتي لمسيرة الإعداد التي شهدتها المنتخبات أرى أن منتخبي السعودية وقطر هما الأبرز والأوفر حظوظاً من بقية الفرق.. ولا أقلل هنا من مستوى المنتخبات الأخرى التي ربما يكون إحداها حصان البطولة ويحقق مفاجأة.. وباعتقادي أن المجموعة التي تضم العراق قطر السعودية البحرين هي الأقوى، واللقب لن يخرج عن هذه الفرق. ويضيف الخوربي قائلاً: منتخبنا في هذه المسابقة مطالب بالابتعاد عن روح الانهزامية والاستسلام التي كانت أبرز سماته في النسختين السابقتين، وتقديم أداء قتالي بروح الفريق الواحد المنظم، لأنهم يمثلون وطن وسمعة اليمن.وأنا أدرك أن اللاعبين يعون ويتفهمون هذا جيداً، فالجمهور الرياضي هنا لا يطالبهم بتحقيق المستحيل والقفز على الواقع، إنما هي طموحات مشروعة، وهو مستعد لتقبل الهزيمة المشرفة غير المذلة التي يشعر الشخص أمامها أن هناك فريقاً كان نداً بمعنى الكلمة، أدى ما عليه في المستطيل الأخضر، «دافع وهاجم، لعب وقاتل، حاول ولم يتخاذل» وهذا الأمر لا يحتاج إلا إلى الجدية والمثابرة واستشعار المسئولية.
