- افتهان الزبيري ..لا أحب شرب الشاي، لكني أشربه في المناسبات، نشيط جداً، أنهض باكرا، أقوم بأعمال كثيرة ولا أهمل رياضتي كل صباح، أحب عملي جداً ومن حولي .. ونفسي.. كان يعرفني على شخصه حين طلبت له كوب الشاي الأحمر!! ساد صمت عجيب متحدث .. متحرك.. مخنوق، لعبت بين السطور بالحبر بعشوائيتي المعتادة، الخطوط حددت أني لا أقوم إلا بعملية هروب ممن أمامي. سألني: من أنتي؟ لم أجب.. سبق لك أن رأيتني لا مرتبطة لا أكمل.... لكني لم أفهم! مايدور برأسه صعب فهمه.. وعشوائيتي المتنكرة خلف هالة النظام تساعد الظلام بالتسلل إليّ. تسلل إلى داخلي شيء خلته اضطراب، ربما شيء آخر.. هربت من اضطرابي وواقعي إلى نفسي الأخرى. سألتها: من تكونين؟ فضّلت الصمت.. سألتها مرة أخرى.. لكنها تجاهلت إلحاحي واستغلت حاجتي لمعرفة الرد. ولذتُ إلى السكون أنا الأخرى... ماذا تريد؟ ماذا تريد مني؟ أريد الزواج بك. ضحكت،، استرسلت، أنشأت أبيات من الشعر ومقاطع من الموسيقى الصاخبة خالطتها مع ضحكتي المتقطعة المنهارة.. المشوشة..الباكية. الزواج بي. مالك تضحكين .. أنا بالفعل أريد الزواج بك. ألعاب نارية .. سقطت بالخطأ على معصمي المكسو بالسلاسل الذهبية الرائعة فعجزت يداي عن الحركة. عجزت كتابة أحرف من نار ألقيها في وجه هذا المعتوه الذي يستغل لباقته في هتك من يريد وكيفما يريد دون رادع. أنت كاذب . لا كاذب،لا أريد أن أسمع صوتك مرة أخرى، أذهب للعب في مستنقعات تليق بك.. أما في بحيرتي الصافية فهيهات. أذهب وابحث عن نساء الهوى وتبادلون ألفاظكم المتشابهة وكتاباتكم المتشابهة أما في أرضيتي الرملية فلا سبيل لوجود الماء الراكد.. ولاسبيل إلي. حديثي الذي استدرج ثورة الدهاء وأطاح بها أرضاً واستبدلت ذلك الصمت العاجز!! بأسئلة دارت في مقل الجنون لتدمع ذلك الماء المالح الذي سبب لجرحي النكي احتراقاً أكبر،، سمحت لسيل عباراتك الهاتكة لجزيئات دهشتي لتسير إلى مسمعي.. لا أعرفك أكثر يا ليتني ما عرفتك ما استمعت إليك ليت صورتك الناصعة في مخيلتي ظلت كذلك، وياليتك ماخاطبتني. صوت الهاتف ينادي مرة أخرى.. نفس الرقم نفسيتي الرافضة أسلوب.. وشخصية تسكن كنف المرض المستعصي على العلاج أيّ علاج.. تركته يصرخ.. نغماته تؤذي مسمعي. تركته يغني.. نغماته توخز أجزائي لكنني بل فضولي أصر على الإجابة.. ألو ألو أهنتيني ،، لوثتي معنى كل ما أردت قوله لك ،، طعنت بغرورك كبرياء حديث الراكع في معبد عينيك. ماذا تريد؟ أخبرتك سلفا. أقفلت الخط.. اشمئزاز فضيع غطى مكاني.. رغبة قوية في قتل تلك الدقائق من ذاكرتي،، لماذا يلعب في كل مكان.. لما كل ما رأى امرأة حاول غزوها بأسلوب ماكر، حسب وضع معين وتماشيا مع ظروف لائقة بها. لن أسمح لجهل عشوائي من عاطفة خاطفة، ونزوة أنانية وفضول يصر على كشف ستار محضور، أن يتدخل في شؤوني. ماتوقعك كذلك! لماذا تكسرت، وتلاشيت ، وانتهيت ، حلم جميل اختلط مع فزع أصوات ايقضت دهشة الجنون من سبات الأحلام الخاطئة المكسوة ألواناً لا وجود لها.. رن صوت الهاتف امعنتُ النظر في ذلك الرقم المجهول .. الغير غريب على نفسيتي الساخطة.. ألو ألو ممكن أكلمك؟ لا عرفت الصوت .. شر قادم من شرر البرق، وغضب الرعد، واحتراق البراكين إثر اهتزاز الكرة الأرضية من أقصى الأرض إلى أقصاها، حقيقة زائفة، جمال قبيح وفاء غادر، انتماء لعوالم الشتات. لماذا؟ ...... أنت جنون أحبك كيف وأين ومتى ولماذا؟ رأيتك وأعجبت بك... ضحكت سخريتي المليئة بفقاعات الكلمات!! تطاول عقلي على اعماقي الذي يكاد يصدق أقوالاً وحسب غرست أظافر الرفض في وجه كل حرف حتى سالت دماء الوجوم على أرضية لينة، تساقطت مفاهيم الحقائق قشوراً، لتظهر المعالم الأخرى التي اختفت خلفها بألوان الدم والعتمة. ما الذي أعجبك بي.. أسلوبك ،حديثك ،نظراتك، ابتسامتك، وجهك....... ابتسمت، عرفت أنه كاذب، ولايعني مايقول، وصياد ماهر، لكني لن أكون فريسة لإنسان يعشق الصيد .. يأكله وينام، ثم يصطاد ويأكل وينام. كيف أسلوبي وحديثي ونظراتي وابتسامتي ووجهي. أسلوبك مميز.. حديثك طري نقي عميق.. نظراتك تقتنصني، ترميني في بحارها تأخذني لعالمك المليء بابتسامتك الخلابة، وجهك يسحرني يجذبني يهديني باقات بقاء بقربك.. لسماعك، للحديث معك أكثر ،، ما أجمل تعبيره الأخّاذ الآسر.. لكن أسري صعب، فكرت أكثر، اقتربت من حديثه أكثر من أحاسيسه الكاذبة أكثر، استدرجته أكثر.. سخرت من نبرته واشمأزت كل شراييني لكني تحملت لأعرف. أنت تبالغ. لا أقول غير ما أرى .. وهذه نظرتي فيك. إلهي .. كيف يتقن اللعب، شكراً لله أنني أعرفه،، لم أعر حديثه سوى اللا اهتمام. لكن رؤيتك نحوي خيالية رومانسية جداً أحبك. سخطت عليه لأنه يستخدم أرقى الكلمات للوصول إلى غايات.. كتمت صوت كرهي لهذا الأسلوب، تمازجت في صحرائي الكثبان وألوان السراب وأوراق النخيل وحبات الرذاذ التي لاتستطيع أن تشرب منها أكوام الرمال.. وماتفعله سوى صعود دخان إثر احتراق حبات الماء في حرارة الرمال. لماذا تحبني ؟ لا أعرف. ماذا تريد مني؟ أريدك أنتي. أغمضت عيني .. تساقطت تلك المياه على خدي المليء بالأسف، لم يكن يعرف أني أعرفه،وأنه على علاقة مع إحدى قريباتي، وقد عرف جارتي، وهو عينه من شاهدته مرات يتمشى مع سكرتيرته الجميلة وزوجته الطاعنة في الانتظار تبحث عن وميضه المعتم في أوراق المساء.