- الأصبحي الصغير زعيم المستقبل والموهبة الخرافية القادمة يكفي أن تعرفوا أن نجم خط وسط الوحدة الصنعاني شهاب الكهالي الوحيد من نجوم القلعة الزرقاء الذي بقي كالسيف فرداً ولم تنل منه الإغراءات المادية، وحين تقاطرت أندية كبيرة لتخطب وده اكتفى بدبلة الزعيم إلى الأبد. إنه آخر عناقيد الوفاء في زمن المادة، وآخر نجوم القيم والأخلاق في عصر اندثار القيم والأخلاق، ولكم أن تتخيلوا أن يصل الوفاء بالشهاب إلى تأجيل موعد زفافه الذي تم تحديده، لأن نتائج الزعيم تراجعت ويرفض أن يفرح وغصة الفريق الأزرق تتخثر في حلقه، بل أنى له أن يفرح ودمه أزرق خالص..؟! إنه ببساطة يجسد معنى الانتماء الحقيقي الذي يحول المرء إلى صخرة تتحطم عليها كل معاول الإغراءات المادية، ويثبت أن الذهب الصافي لا يتغير بمرور الأيام.. ولست مبالغاً إن قلت إن شخصية رياضية ونجماً متميزاً حافظ على مستواه وموهبته ونجومية أخلاقه وقيمه، لجدير بأن تسلط عليه الأضواء وتدرس حياته الرياضية للأجيال القادمة كي يضاء لهم السلم الذي يصعدونه بضوء الشهاب الساطع الذي غمرنا فجأة فاستوقفناه على عجالة وخرجنا منه بالحصيلة الآتية: - كابتن شهاب.. جرح الزعيم لم يتعافَ بعد، كيف تشخصه؟ - يا عزيزي.. بداية الجرح كما تعلم ويعلم الجميع أن 99% من نجوم الزعيم تفرقوا شذر مذر، ولو التفت إلى الماضي القريب لاندهشت أن جميع اللاعبين غادرونا، ولو عددت لك الأسماء لاستغرقنا وقتاً طويلاً.. وأنت تدري ماذا يعني ذهاب فريق بأكمله وربما لو كان فريق آخر لما استفاق ونهض إلا بعد فترة من الزمن لكننا بجهود الشباب استطعنا العودة ونصارع من أجل البقاء وسنبقى بإذن الله، وفي هذا الموسم حاولنا مداواة الجرح بجلب محترفين، كون الفريق يمر بمرحلة تجديد وأغلبه من الشباب الذين ليس لديهم خبرة وأصبنا بخيبة في مستوى المحترفين، وأعتقد أن طريقة جلب المحترفين خاطئة وتعاني منها أكثر الأندية، فالنادي ينفق أموالاً طائلة عليهم وفي البحث والسفر لجلبهم وفي الأخير يذهب المال والجهد أدراج الرياح ولا تتم الفائدة، وإن شاء الله بجهود الشباب سنبقى في الممتاز. - كابتن .. الجميع من أبناء جيلك غادر وبقيت أنت، هل أنت الاستثناء في زمن المادة؟ - يا أخي ظروف الحياة أصبحت صعبة للغاية، ولا ألوم اللاعب الذي يبحث عن مصدر رزق أفضل خصوصاً حين تكون كرة القدم هي مصدر الرزق الوحيد، والعتب على سياسة الأندية التي ينبغي أن تبحث عن حلول ومصادر للتمويل ،ومهما كان الضغط على بقاء أبناء النادي وحقق نجاحات فهي موقتة لأنه مهما تغلب ابن النادي على ظروفه وأعطى فترة فلا يستطيع أن يواصل عطاءه لأنه بشر وتتغلب عليه ظروف الحياة.. وربما أكون استثناءً لأنني عاطفي وشفاف جداً، وهي حالة تخصني ربما لأنني عايشت أفراح الزعيم وأتراحه وبكيت وفرحت وبالتالي لا أستطيع أن أتنفس كرة القدم خارج أسوار النادي الوحداوي، وقد عشت الفترة الأخيرة في وضع نفسي متأزم حيث تم تحديد موعد زفافي في السابق وتزامن مع تراجع نتائج الفريق الأخيرة، ولأنني لن أستطيع أن أفرح وبيتي الأزرق في وضع شبيه بالمأتم، أجلت الزفاف لأرضي ضميري، وليس بإمكاني تغيير لون دمي الأزرق. - يقال إن غيابك في لقاء الهلال كان سبباً للهزيمة بالأربعة. - لا، ليس إلى هذه الدرجة وإن كان عامل القيادة له دور مهم في الملعب.. وعلى العموم غيابي كان بسبب الحمى التي انتابتني أثناء سفرنا لأداء المباراة.. والحمد لله على كل حال، وقد تماثلت للشفاء. - ختاماً .. ما الذي تريد أن تقوله؟ - أقول للاعبي الوحدة وإدارته: «في الزمن الصعب يظهر معدن الرجال»، الزعيم يمر بظروف استثنائية غاية في الخطورة وينبغي علينا أن نواجهها بشجاعة.. وللجمهور ساندونا فإننا لن ندخر قطرة عرق في سبيل إسعادكم.. وللجماهير اليمنية أزف بشرى سارة بميلاد الزعيم الوحداوي الصغير هشام الأصبحي.. إنه موهوب ويمتلك مهارات خرافية.. احفظوا الاسم جيداً، وانتظروه في المستقبل القريب.. ولك ولصحيفة الجمهورية شكري وتقديري.