أعلنت سلطنة عمان حالة طوارئ بين قوات الشرطة والجيش، لمواجهة مخاطر إعصار "غونو" الذي وصل إلى سواحل عمان خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ويمكن أن يتسبب في رياح سرعتها بين 185 و205 كيلومترات في الساعة، وأمواج بعلو 10 أمتار. جاء ذلك في وقت قللت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية من مخاطر الإعصار، الذي توقعت بعض مواقع الانترنت وصوله إلى الرياض يومي الجمعة والسبت المقبلين. أما في الإمارات، فاعتبر مسؤول مركز التنبؤات في إدارة الأرصاد الجوية في أبوظبي أن حالة الهلع من الإعصار في الخليج مبالغ فيها، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها، وبالتالي فهو ليس جديداً. وكانت العديد من المواقع الأجنبية المتخصصة في الأعاصير والطقس، ومنها موقع البحرية الأمريكية، تحدثت عن عاصفة استوائية على بحر العرب تتجه للتحول إلى إعصار من الدرجة الأولى، أطلق عليه اسم "غونو" Gonu. وتشير حركة الإعصار إلى مروره في مناطق شمال وشمال غرب نواحي عُمان عند الخامسة من فجر أمس الثلاثاء 5-6-2007م. وتشير التوقعات إلى أن الإعصار سيتحول مرة أخرى إلى عاصفة استوائية عند ضربه السواحل العٌمانية، وقد يتجه شمال شرق الإمارات، ثم يزداد قوة على الخليج العربي قبل أن يصل إلى المنطقة الشرقية من السعودية. في حين أشارت مواقع أخرى إلى ضربه الربع الخالي ووصوله إلى الرياض يومي الجمعة والسبت المقبلين. وفي مسقط، أعلن المفتش العام للشرطة والجمارك، ورئيس اللجنة الوطنية للدفاع المدني الفريق مالك بن سليمان المعمري أن السلطنة ستتأثر خلال الأيام الثلاثة المقبلة بالإعصار القادم من غرب القارة الهندية، مشيراً إلى أن سرعة دورانه الآن أكثر من 200 كيلومتر في الساعة، بينما سرعة اقترابه من أراضي السلطنة تبلغ 18 كيلومترا في الساعة. وأشار المعمرى إلى أن هناك "مناطق منخفضة في السلطنة سوف تتأثر بالإعصار، من بينها جزيرة مصيرة والمناطق الممتدة من رأس مدركة إلى رأس الحد، حيث يقطن الكثير من المواطنين، موضحا أن أكثر من ثلثي جزيرة مصيرة عبارة عن مناطق مسطحة مأهولة، ويتوقع أن تكون هناك خطورة في ظل احتمالات أن يصل ارتفاع الأمواج إلى 10 أمتار". وتابع: "نشجع المواطنين على الانتقال من المناطق المعرضة للخطر نتيجة الإعصار، خاصة جزيرة مصيرة وجزر الحلانيات، إلى مناطق أكثر أمنا"، مشيراً إلى أن الشرطة ستتولى تأمين المأوى والغذاء للنازحين طوال فترة مرور الإعصار. وأشار المعمري إلى أنه تم إعلان حالة الطوارئ في قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية، وبقية الجهات الأخرى، موضحا أن الشرطة نشرت سيارات الدفاع المدنى في المناطق المتوقع تعرضها للأضرار. استبعاد وصوله الإمارات أما في الإمارات، والتي يفترض أن تكون المحطة الثانية للإعصار، فاعتبر مسؤول مركز التنبؤات في إدارة الأرصاد الجوية بأبوظبي سلامة حشاد أن هذا الإعصار "ليس الأول ولا الأخير في هذه المنطقة، فهو قوي ويتولد أسبوعيا أو كل أسبوعين بمعدل مرة في الفترة من نصف مايو حتى آخر يونيه، على بحر عمان وينتهي هناك، وبالتالي فهو ليس جديدا. وشرح حشاد أن الإعصار المتوقع يتكون على مسطح مائي كبير من خط الاستواء وخط عرض 15 وإذا حصل ووصل أحد هذه الأعاصير إلى الساحل العماني، فكم منها لديه القوة بأن يتحرك فوق الصحراء ويصل إلى الإمارات؟ وتابع بأن الإعصار يتحرك الآن على مسافة من 500 إلى 700 كم من جنوب شرق الساحل العماني، وبسرعة من 10 إلى 15 كم في الساعة في اتجاه الغرب والشمال الغربي، ولو استمر بهذه المعدلات فمن الممكن أن يصل الساحل العماني مساء الثلاثاء 5-6-2007 أو صباح الأربعاء.. وحتى ذلك الحين لا يستطيع أحد أن يقول إنه سيضرب الإمارات بالشكل المتداول الآن والمبالغ فيه أو أنه سيصل إلى الرياض. وأضاف حشاد بأن الحديث عن وصول الإعصار إلى الرياض كلام غير علمي ولا أساس له مطلقا. وأوضح أن الإعصار قد يغير اتجاهه ويعود فلا يؤثر حتى على عمان نفسها، ولكنه في حركة دورانه وتغيير اتجاهه من الممكن أن يؤثر ببعض السحب والرياح النشطة على جنوب الإمارات والمناطق الشرقية، إنما ليس بالشكل الذي يسبب هذا الهلع. وبرر الاستعدادات التي اتخذتها سلطنة عمان لكونها الساحل الشرقي المعرض لهذا الإعصار أو أول دولة ستتأثر به، فمن المعروف أن الأعاصير تضرب السواحل الشرقية للقارات. وقال: لذلك من الطبيعي أن تتوقع سلطنة عمان أن يضرب الإعصار سواحلها وأن تتخذ احتياطاتها لكي تتفادى أية خسائر ممكنة. وعن عمر الإعصار قال حشاد: ليس له فترة زمنية، لكنه ما دام بدأ تحركه فعمره فوق الماء بين 48 ساعة إلى 5 أيام، ومن الممكن أن تزيد قوته ويطول عمره، وسيقطع مسافة 500 كم ليبلغ الساحل العماني، وخلال هذه الفترة الزمنية سيكون تحت المتابعة والدراسة من حيث سرعته وتغييراته، ومن ثم فلا داعي لأي هلع في الإمارات أو غيرها. من جهة أخرى جدد المركز الوطني للأرصاد بصنعاء أمس تحذيره من خطر الإعصار المداري " جونو " في البحر العربي الذي زادت سرعته أمس إلى 90 عقدة متوجهة نحو المنطقة الجنوبية الشرقية إلى الشمالية الشرقية من البحر العربي. وأوضح المسؤول المناوب بالمركز الوطني للأرصاد لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن الزيادة في سرعة الرياح يترتب عليها اضطراب البحر وارتفاع الأمواج من 6-12 قدماً. وأكد أن المركز يتابع باستمرار تحرك الإعصار ويقوم بإصدار النشرات الجوية الخاصة به أولا فأولاً. وكان المركز الوطني للأرصاد قد أرسل تقريرا لوزارة الثروة السمكية أمس حول اضطراب حالة البحر وتأثيره على السفن والبواخر في المياه اليمنية بالبحر العربي ليتم تعميم التطورات الجارية للإعصار وتوخي مخاطره وتجنب اضراره على الملاحة والأقاليم البحرية اليمنية. وقد اكد الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة المهرة سالم عبدالله نيمر أنه تم وضع الاستعدادات الكاملة على السواحل في المحافظة وكذا تحذير الصيادين من الاصطياد على امتداد الخط الساحلي ، وأنه يتم التواصل مع فرق الدفاع المدني بهذا الصدد. وقد ظهر أمس إعصار "جونو" في البحر العربي قادماً من جهة الجنوب متجهاً نحو المياه الجنوبية الشرقية للبحر العربي ومياه عمان ..