أشم رائحة دخان يتصاعد.. يا ترى أين مبعث هذه الرائحة?, أبحث بجَلَد عن مصدرها: أين يكون؟ لعله القلب الذي طالما نكئت جراحاته. أم لعله الوجدان الذي كثيراً ما تنكب خطاه كل ما مضى أم يا ترى يكون المصدر هو المشاعر التي استنفدت جميع وسائل ماء الوجه أمام من لا يفهم لها قيمة أو وزنا. لست أدري.. كل ما أدريه أن هناك نيراناً والدخان يتصاعد عنها بكثافة مطلقة وأبخرة رمادها يغطي سماء الروح الشفيفة التي اعتادت التحلق في أجواء السماحة والرضا؛ لا لأنها لا تملك شيئاً سواه؛ بل لكونها ترتفع سمواً ورُقّياً أن توضع في مجال مقارنة بما هو أدنى وأقل أو ربما هو زبد يذهب جفاء، الروح المؤمنة تأبى وبكل إصرار ان ترضخ لرجس النكاية وزيف المكايدة الملفوف بجنون الوهم، لأنه ليس كل ناصع البياض.. أو حنطي اللون يكون لون قلبه بالضرورة كمثل بشرته وليس كل غامق في بشرته يكون داكناً في مشاعره، فالتواصل بين اللون الخارجي.. واللون الداخلي للجسد يكاد يكون أحياناً معدوماً فما أكثر من يبهرك لونهم الناصع النقي ولكن تصدمك حقيقتهم من الداخل، رغم أننا نؤمن أن الغد والمستقبل في علم الغيب، وأن هناك أموراً قد لا نعرف حسابها من منطلق أن الغد مجهول، ولكن هذا لا يمنع الفرد من أن يخطط لمستقبله وغده، وهذه من مميزات الإنسان المنظم العاقل الذي ينظر إلى الحياة من منطلق الوعي والإدراك. كل فرد في المجتمع له تطلعات لخدمة أمته، عندما يرسم خططه المستقبلية بعقلانية فإنه يسير على خطى ثابتة تحددها معالم جلية وواضحة لا تقبل الطيش ولا تعرف العشوائية أو التخبط في متاهات الدروب. يوليو: عبقرية الزمان والمكان ونحن نحتفل بذكرى ال17 من يوليو المجيد وما يحمله من زخم حقيقي للثورة اليمنية وارتباطه بالزعيم/علي عبدالله صالح الذي يقتنص اللحظات التاريخية ليصنع منها مجداً سامياً، يتذكر اليمانيون بالعرفان هذا القائد الوحدوي لكل الإنجازات العظيمة التي حققها في كل نواحي الحياة. ولكن على وجه الخصوص سنذكره بالربان الماهر الذي حقق الوحدة وحماها من مؤامرة الانفصال، وبروح المحبة والعفو ،الذي تعامل مع كل من أساء إليه وأساء إلى الوطن من قوى ظلامية ومتطرفة، وقد أنهى بالحوار الحواجز النفسية التي كانت قائمة بين السلطة والقوى الفكرية والسياسية المعارضة، وأثرى بالحوار التجربة الوطنية وعزز الجبهة الداخلية وأتاح فرص الانسجام والامتزاج بين مختلف الوان الطيف السياسي واخرج الوطن من عالم النسيان والذل والهوان إلى عالم الوجود والتحرر والعنفوان، وهذه المواقف ستخلده كقائد استثنائي يمثل عبقرية الزمان والمكان عكس ضمير شعبه وقيمه الدينية والأخلاقية وحضارة تضرب في أعماق التاريخ، وهو لكل هذه الصفات صمام الأمان ليمن الحكمة والإيمان. ٭ عميد كلية التربية زبيد