للمرأة التهامية ذوقها الفني البديع في حياكة فساتينها المعشقة بالجوديات القطنية التي تطرز بها زيّها بتلك التفاصيل الدقيقة الرائعة الجمال لتصنع ثوبها التقليدي بمغريات فن الحياكة اليدوية الرافضة كل مغريات الآلة الميكانيكية الحديثة حيث تعتمد في الصنعة على الأنامل والإبرة وخيوط النسيج القطنية والصوفية أو الحريرية لتنفرد بصنع زيها التهامي بمدرسة موضة هي الوحيدة التي لا تقدر على منافستها حتى اليوم دور الموضة الباريسية. وفي هذا تعرفنا الأخت/ ليلى فتيني عن الألوان التي تعشقها المرأة التهامية فتقول: النيلي والسوسني ودم الغزال والسماوي الألوان التي تعشقها في ملبسها الشفاف أكان من الجرجيت أم من تلك الأقمشة الحريرية المغرية التي تتذوقها نساء تهامة أو نساء الساحل في اليمن على إمتداد شواطئ البحر العربي والبحر والأحمر بذلك الأحساس الذوقي المعلن روعة المفاتن في زي امرأة تهامية.. حيث بهذا الذوق تأتي جماليات الأنوثة لهذا الزي من قبل أن تصنع مطرزاته ببواطن القطع الداخلية البيضاء الحاجبة للبدن من جميع مطرزات فستانها السحري الحاضن هامتها من القدم وحتى العنق والصدر فتصفو بحجاب السلام روعة البدن والملبس كعروس لا يطوله سن أو عمر معّين بل ينتسب لعمر مفاتن هذا القميص من المطرزات الموجودة في التصميم وبقية التفاصيل إذا جاز التعبير. الحكاية والحياكة ثم تواصل الحديث الأخت/ سعاد محمد صغيري فتقول: الحكاية والحياكة هنا في الملابس القطنية البيضاوية لمكونات زي المرأة التهامية تبدأ مثل قاعدة الجملة الاسمية والفعلية ولا تنفصلان مطلقاً عن بعضهما من حيث التصميم والتفصيل الدقيق لمشغولات هذه الملابس والمكونة أساساً قبل فستانها الفرائحي وفستان السهرة أو الحياتي من قطعتين الأولى تحجب الكتفين مع الصدر وحتى الخصر والثانية تكمل الخصر حتى القدمين بمصافحة رحاب الأرض ومن هذه المكونات تزهو أو تأتي القطعة الثالثة التي تُسمى أو تعرف بفستان الساري والدرع أو الزنة التهامية، والحكاية في هذا هي الآية الجمالية التي تضيف لمساتها المرأة التهامية على زيها التقليدي، ولها دلالة عظيمة في قدرتها على الحفاظ على الموروث العريق لهذه المنطقة الزاخرة بكنوز الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي والإنساني المتنوع. ملبس.. وثقافة أمة من جانبها الأخت/ حمودة الدحن- رئيسة جمعية زبيد النسوية تحدثت عن تفصيل وتصميم الزي النسائي التهامي وإرتباطه بالحياة قائلةً: - حقيقة الحرف والمشغولات اليدوية في تهامة مرتبطة بحضارة وثقافة إنسانية لها مدلول كبير على حياتنا بهذا التنوع الذي نملكه من الموروث وتحافظ عليه المرأة التهامية عن طريق مشغولاتها اليدوية والحرفية.. وتكاد هي المرأة اليمنية الوحيدة التي مازالت تصنع ملبسها وتهتم بزينتهاعن طريق ما تطرز أناملها بتلك الحرف والمشغولات اليدوية. مكونات زي المرأة التقليدي أما إذا تحدثنا عن مطرزات ومكونات الزي التقليدي للمراة التهامية طبعاً هو زي بشكل عام متنوع وليس بشكل أو تصميم معين وهو أكثر من زي وهو يتكون من الجود القديم بجانب الخيوط الصفراء الذهبية وغيرها من الخيوط اللماعة وذلك لتزين القميص التهامي النسائي، ليكون ملفت للنظر بمزيد من البهاء مما يجعله يضيف لزينة الملبس فتنة للمرأة، ومن حيث التصميم لهذا الزي يختلف اختلافاً كبيراً عن ما تلبسه المرأة مثلاً في عدن أو المهرة يعني يختلف تماماً عن «الدرع». مهارة دقيقة بالنسبة للتصميم الحاضر وبالنسبة لما هو موجود من زي للمرأة في الأسواق فالقماش طبعاً مستورد، وهناك تدخل من المرأة التهامية لتكيف هذا القماش ليكون بتلك الخصوصية التهامية من حيث المطرزات النسيجية والاضافات الجودية، وهي بالعادة من الجد الطبيعي أي القطن الصافي 100% وهناك ثلاثة أو أربعة ألوان تحب المرأة التهامية أن تكون في صدرية الفستان وهذه الألوان لها رمزية يتحدد منها عمر المرأة الصبية أو الشابة أو المتزوجة. يعني هناك مهارة دقيقة لهذه الإضافات إذ يبدأ التصميم بمراحل مختلفة ابتداءً من جانب الصدر والإكتاف، ومن ثم الخصر والظهر وهذا الجانب هو المرحلة الأولى وهي الأصعب والتي تعتمد بشكل أساسي على التطريز بتلك المعشقات النسيجية التي تبرز وتميز زي المرأة التهامية عن بقية أزياء النسوة في جميع مناطق اليمن.