تساءل مثقف سوداني الجنسية لماذا ينزح الشباب العربي عن أوطانهم حتى لو كانت مناطقهم زاخرة بالأمن؟ لم تعد الهجرة في اوساط الشباب هروباً لدوافع أمنية أو إشكالات ,حتى لو أن الجانب الأمني وواقع الاقتصاد في المنطقة هو الجانب التأثيري جدا والسبب الرئيس لانتشار هجرة الشباب ككل. بعض التقارير الى الآن تشير الى عدم مرئية الأسباب التي تدفع الشباب المهاجر الى ترك تراثه وثقافته , ولأن الشباب اكثر إنفتاح من أي فئة اخرى بسبب عولمة الاتجاهات , وتأتي مؤشرات الهجرة المتزايدة .بمعدل 15 الى 25 عاماً من الشباب المهاجرين بمفردهم حسب رسالة الحالة السكانية ل2006م . تَعتبر المنظمات الحقوقية الشباب المهاجر ,حالة اضافية تصب في خانة المعاناة التي تسببها المجتمعات , وخاصة في الشرق الأوسط , مما يجعل منها حالة مستوية مع الكوارث التي تخشاها المنظمات الحقوقية. وعلى ذكر المنظمات سلفاً تساءل أحد الكتّاب عن دور هذه المنظمات التي تأتي كرديف اخر للتوعية الى جوار المجتمع المدني الذي يغيب دوره في هذا الجانب, وما إذا كانت المنظمات هي الاخرى .دافعة للتحفيز لهجرة الشباب بعيدا عن ما هو شاق ,غرس ثقافة التبشير وما دونها من ثقافات. ومثلما تمثل هجرة الشباب خطراً كبيراً على الدول الفاقدة لهم وطاقتهم يعد مكسباً آخر للدول المستقبلة لتلك الطاقات ،حتى وإن لم يكونوا دون السن المحددة ,فقيمتهم تنعكس سلباً للدولة بتلك الآثار السلبية على الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ,نتيحة لتبعثر الأسر وتغيير التركيبة والنسيج والبُنى المجتمعية . هناك اوضاع متعارف عليها لم تكن هي السبب الفعلي لهجرة الشباب ,فهناك من عاشرناهم واقعياً ,تركوا مجتمعاتهم وهم في نعيم الاسترخاء وأكثر استقراراً..إلا أن الرغبات تقف هي الاخرى بصف المهاجرين كإرادة مدفوعة ..فقد حكى ملحق الشباب الصادر عن صندوق الأمم المتحدة حكاية فرص حقيقية أتيحت لشبان وشابات تأثروا بالهجرا ت الدولية ومنهم اداما لاعب كرة القدم الآن..كما ورد في رسالة صندوق الشباب الصادر من الأمم المتحدة2006م. أسباب واقعية ومتداولة وردت على اعتبار أنها الأقرب من حيث التحليل والدراسات التي أجريت على شريحة من المهاجرين .كانت واضحة المفهوم ومرئية.. واكثر حدوثاً في الشرق الأوسط والدول النامية والأقل احتكاماً للعمليات الديمقراطية.. اهما..” فشل المجتمعات والمؤسسات المتمثلة بالسياسية والاقتصادية والأجتماعية والثقافية وحتى الدينية ,والحقوقية في استثمار طاقة الشباب وتحويلهم الى العمل الإبداعي ,حتى انعدمت رؤيتهم للمستقبل حسب تقرير كتبه الناشط العراقي روند بولص عن هجرة شباب مدينة عنكاوا بعد احتلال العراق”. إضافة الى ذلك أنانية الأحزاب في وضع الشباب بمراكز متقدمة في القيادات , ومكامن التثقيف وفتح افق ثقافي يلجأ إليه الشباب بعيداً عن التطّيف والإقصاء!. ولعل السبب المعياري للهجرة الشبابية الى المهجر وربما دون عودة الى الوطن الأم ,هي البطالة فالكثير منهم اقتفاء العمل كان دافعه الأول..لأن معدل البطالة في العالم