الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهاجرون العرب..مضطهدون في بلاد الحرية!
نشر في الأضواء يوم 04 - 04 - 2013

الجنة الموعودة..والأحلام المفقودة!! المهاجرون العرب..مضطهدون في بلاد الحرية ! دمشق –خاص: من باسمة حامد اعتقادا منهم بأن الغرب يوفر لهم فرصاً أفضل للاستقرار والعيش بمستويات أحسن.. ترك آلاف العرب أوطانهم الأصلية وتوجهوا صوب أوربا و في أمريكا وكندا واستراليا ونيوزيلندا و البرازيل و الأرجنتين..و غيرها من الدول لأسباب ودوافع مختلفة يتعلق بعضها بتحسين الحالة الاقتصادية و الرغبة في البحث عن موارد أخرى للرزق و المال.. ويتعلق بعضها الآخر بأسباب سياسية و طائفية و دينية بحثا عن حرية الرأي و التعبير ..بينما تتعلق الأسباب الأخرى بالجانب التعليمي الذي كان السبب الأهم في هجرة القسم الأكبر من الشباب العربي من أجل الدراسة و التحصيل العلمي و المعرفي.. و في الحقيقة يواجه المهاجرون العرب صعوبات عدة في الاندماج مع مجتمعات تسمي نفسها "بالمتحضرة"و تنظر إلى هؤلاء بكثير من الريبة و القلق و العنصرية و تصنف أوطانهم في خانة المجتمعات البدائية المتخلفة.. فماذا عن التشتت الذي يواجه العرب في بلاد الاغتراب؟و كيف يتعامل هؤلاء مع التحديات التي تواجههم هناك بسبب اختلاف الثقافات ؟! المسلمون ..إرهابيون!! الحروب و الفقر و التخلف و الأمية بالإضافة إلى مصادرة الحريات و قمع الرأي و حقوق الإنسان..هي أبرز الدوافع التي تجعل الشباب العربي يحلم بالسفر إلى بلاد الغرب بحثا عن تحقيق أحلامه و طموحاته في العيش الكريم المستقر.. إلا أن المهاجرون العرب يواجهون تحديات عديدة هناك من أهمها مشكلات الاغتراب السياسي والثقافي والاجتماعي،وصعوبة الاندماج بالمجتمعات الغربية نظرا" للاختلاف الكبير في الثقافة والعادات و الأنظمة و القوانين و الأعراف و التقاليد.. فالمظاهر الإسلامية سواء في اللباس أو اللون أو المؤسسات بادية بوضوح في أوساط المغتربين مما عزز نظرة الغرب نحوهم و كرس مشاعر الاستعلاء و الكراهية خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة حيث أصبح العربي والمسلم في الفكر الغربي عبارة عن إرهابي و متسلط و مجرم و حقود و زير نساء!..على الرغم من أن معظم المهاجرين هم من النخبة و الكثير منهم أطباء و مهندسين و باحثين و يشهد لهم الغرب نفسه بالخبرة و الكفاءة في مجالات تخصصاتهم العلمية..و تسببت هذه النظرة المسبقة للمهاجرين العرب بفشلهم في التواصل مع البلدان التي هاجروا إليها سياسيا وثقافياً ودينيا..مما جعلهم يعانون من مشكلة "الهوية الثقافية" حيث يضيع المهاجر في المغترب بين هويتين : هويته الثقافية التي يحضرها معه من بلاده ،وهوية البلد الذي يلجأ إليه.. مما يؤدي إلى حالة من الضياع في أوساط المهجرين،و قد بدأت هذه المشكلة بالتفاقم في السنوات الأخيرة خصوصا مع ازدياد حجم الوجود الإسلامي في الغرب, واتساع نطاق التطرف الإسلامي في أوساط الجاليات العربية التي وضعتها أحداث 11 سبتمبر تحت الضوء و في دائرة الاتهام المسبق . ..و لذلك لم يحدث اندماج المهاجرين في المجتمعات التي هاجروا إليها بشكل لين وعفوي بسبب الفجوة الكبيرة بين الثقافتين و ظل الاندماج مقتصرا على مجالات محددة في الثقافة الشعبية كالموسيقا و الطعام حيث نجح المهاجرون فعلا بالتواصل مع الآخر عبر ترويج أنماط معينة من الموسيقا الشرقية و الطعام العربي مثلا بينما فشلوا فشلا ذريعا" في الوصول إلى اندماج سياسي و اجتماعي و ذلك بسبب تنصل الحكومات الغربية في مساعدة المهاجرين لتحقيق الاندماج الكامل مع المجتمعات المضيفة التي تطرح دائما نقاشا مستمرا في الدوائر السياسية والأكاديمية والإعلامية المتابعة لأوضاع وموقع المهاجرين في البلاد حول كيفية التعامل مع المسلمين و الجاليات العربية في بلدانهم.. و لا بد من الإشارة هنا طبعا أن أوضاع المهاجرين العرب في أمريكا اللاتينية تشكل استثناءا باعتبار أن دول أمريكا اللاتينية كالأرجنتين و البرازيل هي ( جنة العرب) لأنهم تأقلموا جيداً في المجتمعات التي استقروا فيها و خصوصا السوريون و اللبنانيون الذين تدفقوا إلى هذه الدول إبان حكم الإمبراطورية العثمانية، و شكلوا حقبة هامة من تاريخ الهجرة إلى أمريكا اللاتينية رغم قلة أعدادهم أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين،، مما أهّلهم لشغل مناصب هامة في هذه الدول و على كافة المستويات الرسمية و الشعبية في مجالات الاقتصاد والثقافة والسياسة، ومن أبرزهم شفيق حنظل الذي كان منافساً قوياً في الانتخابات الرئاسية، مؤخراً، في السلفادور، وكارلوس منعم، الرئيس الأرجنتيني الأسبق..و غيرهما. اضطهاد و إلغاء و تهميش!! لقد جعلت مجمل هذه الظروف مجتمعة" الشباب العربي المهاجر..يعيش غربة ثقافية و عقائدية و قيمية و مكانية،و للبحث في نوعية المشاكل و الصعوبات و التحديات التي يواجهها شبابنا العربي في المغتربات.. لا بد أولا من إلقاء نظرة متأنية على طبيعة الأنظمة القانونية في بعض الدول الغربية التي يتوزعون فيها هؤلاء.. ففي بريطانية مثلا نجد أن الحكومة في هذا البلد تبنى سياسة التعددية الثقافية إزاء المهاجرين و لم يكن هاجسها تحقيق الاندماج الكامل بل صيغت العلاقة معهم في إطار الحقوق القانونية والواجبات ومنحوا حق المواطنة حسب القانون. مما أضفى على التجربة البريطانية تميزا" و خصوصية كونها تركت الجاليات الإثنية على حالها الثقافي من دون تدخل أو محاولة لإلغاء خصوصياتها الدينية أو الثقافية.. لكن التجربة البريطانية المميزة مع المهاجرين لم تحد من دائرة التطرف الذي أخذ يتسع أكثر في أوساط الجاليات المسلمة. و في النمسا يحظى الإسلام باعتراف قانوني يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر كنتيجة لسيطرة النمسا على مناطق البوسنة المسلمة مما دفعها إلى الاعتراف بالدين الإسلامي بوقت مبكر مما أتاح للجاليات العربية هناك انخراط إيجابي في المجتمع النمساوي.. أما في فرنسا التي شهدت شوارعها احتجاجات و مظاهرات واسعة من قبل المهاجرين العرب، فالوضع مختلف إلى حد ما حيث يواجه المهاجرون العرب هناك مجموعة من المشاكل الكبيرة و منها الوضع القانوني والاعتراف السياسي بهم وبموقعهم في المجتمع وخاصة فيما يتعلق بمسألة المواطنة والإقامة والعمل.و تعتبر هذه المشاكل من أهم التحديات التي يواجهها الجيل الشاب من المهاجرين في فرنسا خصوصا و أن هذا الجيل يُعامل بطريقة لا تخلو من عدائية و نظرة عنصرية ضيقة فإن كان عاملا يُنظر إليه على أنه يسرق مكانا ليس من حقه و إن كان عاطلا عن العمل فينظر إليه على أنه عالة على المجتمع الفرنسي كونه يعتاش على ما تقدمه الحكومة من إعانات يعتبرها الفرنسي حق له.. و في إسبانيا و بسبب عدم توافر فرص العمل أمامهم نجد الكثير من الشباب و الفتيات من ذوي الأصول المغربية يتورطون بكثافة في أعمال مشبوهة كبيع المخدرات و الدعارة و الجريمة المنظمة و السرقة انطلاقا" من مقولة خطيرة مفادها أن سرقة المسلمين " للكفار" واستباحة ممتلكاتهم هي أمر مبرر شرعا و أخلاقيا و في ساحة كاتالونيا، كبرى الساحات في مدينة برشلونة الاسبانية التي اقترن اسمها تاريخيا بفناني الرسوم الجنسية والشعر الإباحي ..تنتشر بائعات الهوى و أغلبهن من المغرب العربي على الرصيف وأغلبهن من المغرب العربي، و لذلك تسعى الجمعيات المهتمة بشؤون المهاجرين التركيز على هذا الجانب لمساعدة هؤلاء في الحصول على فرص عمل مناسبة عن طريق حملات التوعية و تحريم السرقة قانونيا ودينيا لتقليص هذه الظواهر قدر الإمكان خصوصا و أن الحكومة الإسبانية تتشدد إزاء المهاجرين وبصفة خاصة مع المغاربيين مما يدفع بمئات الشباب الذين نجحوا في مغامرات التسلل إلى أسبانيا إلى تنظيم مظاهرات تندد بالحكومة و تطالبها بتغيير قوانين الهجرة وإلغاء تأشيرة الدخول بمساعدة بعض اليساريين والنقابيين الإسبان.. مرددين : " نريد أوراقا .. كفانا تهميشا ..غيروا قانون الهجرة "!! .و في هولندا نجد أن قضية الوجود الإسلامي قد طُرحت بقوة في السنوات الأخيرة،فهذا البلد الذي يعيش فيه نحو مليون لاجئ عربي و مسلم مازال يعاني من عدم تحقيق اندماج فعلي من أبناء الجاليات المسلمة التي تعبر عن رفضها الكلي للانخراط في المجتمع الأوربي بطرق شتى لعلها ظهرت بوضوح في قضية مقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ على يد شاب مغربي مسلم العام الماضي بسبب فيلمه "الخضوع" الذي تناول من خلاله مظاهر العنف المرتكبة ضد المرأة المسلمة بشكل اعتبره الكثير من المسلمين- الذين يشكلون 5.5 % من إجمالي السكان - مستفزا و مسيئا و مهينا لهم،و ترك هذا الحادث آثارا سلبية على الجاليات المسلمة في أوربا قد تؤدي إلى تغيير في النظم والسياسات في الدول الأوربية تجاه حقوق الأقليات ..خاصة و أن العديد من البلدان الأوربية شهدت موجة عنف واسعة بعد الحادث تمثلت في الاعتداءات الكثيرة على أبناء الجاليات العربية و إحراق عدد من المساجد هناك كردة فعل على ما يسمى ب"التطرف الإسلامي" الذي قالت الحكومة الهولندية أنها تدرس اتخاذ إجراءات هامة لمكافحته في أعقاب قتل المخرج السينمائي فان جوخ.. صعوبات على أكثر من صعيد!! و يواجه المهاجرون العرب تحديات من نوع آخر تتجسد في صعوبة تمثيلهم في مؤسسات رسمية تدافع عن مصالحهم و حقوقهم و مشاكلهم و قضاياهم و تتحدث باسمهم مع الدول المعنية. وفي هذا المجال لا يملك المهاجرين أي تنظيمات مؤسسية تمتلك الإمكانيات المادية والإدارية والتقنية اللازمة لتحمل المسؤولية، أو جزء من المسؤولية في عملية دعم وتحسين أوضاع المهاجرين..خصوصا في ظل التنافس الكبير بين أعضاء الجاليات الذين يمثلون قطبين متنافرين : الأول مقرب من الحكومة و يريد أن يعمل لدمج أبناء الجالية في المجتمع المضيف ضمن سياسة معتدلة.. و الثاني يرفض هذا النمط من الاندماج رفضا مطلقا كونه يملك مفهوما خاصا حول الانخراط في المجتمع و يتشدد إزاء الحفاظ على الهوية الثقافية منعا للإلغاء و الانصهار التام في المجتمع الغربي المتحرر.. و في هذا السياق تبقى الدولة المضيفة حائرة في أمرها لأنها لا تعرف مع من ستتعامل بدقة و لا تستطيع في الوقت نفسه أن تغض الطرف عن الوجود الإسلامي الذي يتنامى يوما بعد يوم على أراضيها،و يبقى السؤال الأكثر قلقا لدى الدولة يدور حول كيفية التعاطي مع الإسلام كإيديولوجيا ..بينما يبقى السؤال عن الهوية هو الأكثر أهمية عند أبناء الجاليات في ظل الضعف الذي تعاني منه السياسة الخارجية للدول العربية وغياب التنسيق في ما بينها ، خاصة في ما يتعلق بمواطنيها الذين يعيشون في المهجر.. و هنا يمكن الإشارة إلى أن الشباب العربي في بلاد المغترب يعاني من مشاكل كثيرة و على أكثر من صعيد، و هي تتلخص في النقاط التالية : 1-صعوبة التأقلم و الاندماج مع المجتمعات الغربية و قوانينها الجديدة و فقدان الهوية و عدم توفر فرص عمل مناسبة . 2-العزوف عن الزواج و عدم تكوين عائلات مستقرة بسبب اختلاف الثقافة في البلد الأم عن الثقافة في البلد المضيف ،حيث يصطدمون بواقعهم الحياتي في بلاد المهجر كونهم وصلوا إلى تلك البلاد و هم معتقدون أنهم تخلصوا من كل مشاكلهم بالهجرة إلى " جنة الأحلام" لكنهم سرعان ما يواجهون مشاكل اجتماعية كثيرة يتعلق بعضها بالتعليم المختلط و الانحلال الأخلاقي السائد و صعوبة استيعاب مفاهيم الحياة الغربية.. و تبدو هذه المشاكل مختلفة تبعا لاختلاف أصول المهاجرين وطبقاتهم ومستوياتهم الثقافية والتربوية و الدينية.. 3-التمييز العنصري و الملاحقات المستمرة و الاعتقال و الاعتداء و الإهانة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر ثم تفجيرات لندن و مدريد و أخيرا التداعيات الحاصلة بعد أزمة الرسوم المسيئة للإسلام.. 4- في ظل الغياب التام للمؤسسات الرسمية الفاعلة التي تمثلهم من جهة و حياد الدور الرسمي الحكومي من جهة أخرى .. يضطر المهاجرون تحمل مسؤولية حل مشاكلهم و تذليل الصعوبات التي تعترضهم نظرا لعدم وجود وطن بديل يحتضنهم،خصوصا و أن هبات المحسنين والمساعدات الحكومية الرمزية لا تساهم في حل المشاكل الكثيرة التي يواجهها هؤلاء. 5-ضعف الروابط الاجتماعية في المجتمع الجديد مما يؤدي إلى معاناة الشباب من أزمات نفسية كالقلق و عدم الرضا و الشعور بالهزيمة و الفراغ و الاستسلام و التوتر و الاضطراب.. رغم حضورها الملموس من الناحيتين المادية
والاجتماعية،لكن ذلك لا ينفي أن الحضور الملموس للجمعيات الخيرية الإسلامية من الناحيتين المادية والاجتماعية ساهم في كثير من الأحيان على استيعاب المهاجر الجديد ومحاولة توجيهه وتنويره بالقوانين والضوابط السائدة في المجتمع الجديد بغية تجنيبه الخطأ و بالتالي التخفيف من حالة الخوف و التوتر عنده. 6-الاضطهاد الديني و عدم الحرية في ممارسة الشعائر الدينية بسبب النظرة العدائية في الغرب للإسلام ،حيث المجتمعات التي استقر بها المهاجرون المسلمون محكومة بضوابط وقوانين تنظم الحياة وفقا للرؤى العلمانية المتناقضة تماما مع الرؤية الإسلامية المحافظة . 7- يعاني المهاجرون العرب من مشكلة الترحيل من البلاد الغربية خصوصا و أن الجاليات العربية أصبحت مستهدفة من قبل السلطات في معظم دول المهجر مع مطلع الألفية الثالثة حيث أصبح الحديث عن الإرهاب مقترنا بالعرب و المسلمين بشكل علني،و لذلك تبدو قرارات الترحيل في تلك الدول تعسفية و مسيّسة في معظم الأحيان،رغم أن الآلاف منهم نددوا بالإرهاب و وقعوا عرائض تستنكر كل أشكال الإرهاب،و بذلك تعيش الجاليات المسلمة التي تركت أوطانها الأصلية بحثا عن حياة أفضل بين مطرقة التعسف الإداري وسندان صعوبة الحياة اليومية. 8-مشكلة البطالة حيث يضطر الشباب المهاجر للعمل في مهن شاقة مع أن قسم كبير منهم يتمتعون بمؤهلات علمية عالية،و على وجه الخصوص في الفترة الأولى للهجرة و قد تمتد هذه الفترة إلى عدة سنوات قبل أن يجد المهاجر نفسه في مكانه المناسب. 9-التحامل الإعلامي على المسلمين بقصد التشهير بهم و ذلك عن طريق إعطاء معلومات عارية عن الصحة للرأي العام يتم على أساسها التعامل مع المهاجرين على أنهم إرهابيون و قتلة و مشتبه بهم. 10- تزايد جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول و تفجيرات لندن و مدريد بسبب التيارات المناهضة للإسلام في المغتربات و التي تنشط لتشويه صورة المسلمين لدى الرأي العام. 11-الخوف من ضعف الدين و اللغة الأم والقلق من احتمالات الانحراف في المجتمع الجديد. 12-العلاقات الاجتماعية بين الشباب في المهجر غالبا ما تتأسس على أسس قومية أو قبلية أو طائفية أو دينية،مما يثير مخاوف المهاجرين أنفسهم خاصة في ظل الحديث المتزايد حول كابوس الفتنة الطائفية الذي زرعت بذروه واشنطن في المنطقة العربية انطلاقا من النظرية القائلة بالقتل النظيف و الفوضى الخلاقة!! الأضواءنت

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.