ساقني القدر أن أزور عدن في عز الحر المستعر مع اشتداد حمى التهافت المحموم على المراكز الصيفية التي سبق، وان اشبعناها رغي وحكي أكثر مما قاله مالك في الخمرة.. إلى درجة انه كان يخال لي ان مراكز صيف هذا العام ستعيدنا إلى التذكير ماقالته سندريلا الشاشة ابلة سعاد «الجو بديع والدنيا ربيع» والتكويش ياله من فظيع.. سرح بي الخيال عندما كنا نتجاذب اطراف الحديث عن مراكز الصيف على افكار معجونة سياسة ومخاطر ومعالجة تهدد السلام المجتمعي وتحد من الاحتباس الحراري المسكون بقضايا التطرف والعنف، الذي بلاشك وقوده الشباب وايدلوجيته الممارسة الخاطئة.. كنت يومها على قناعة ان هدف المراكز الصيفية فيما لو تحقق قدر ضئيل من التوعية، لكن دخلنا أرقام جينيس في بعثرة الاموال على بطال بشهادة صندوق النقد والبنك الدولي كأول دولة تتكلم أكثر مماتفعل على غرار استراتيجيات طويلة النظر وبعيدة المدى على طريقه رزق الهبل على المجانين والمانحين.. مررت في مراكز الوهم بعدن.. ومارست هناك هواية العد كطالب مستجد، واجمعوها معي.. فقد خصصت لعدن «38» مركزاً مع كامل المخصصات المالية، بمافيها «اللحقة» وتبعاتها.. ثم قلصت المراكز إلى «32» بقرار «محلي» وشوفوا ماذا وجدت ؟! فقط بين «10» إلى «12» مركزاً فعلياً فيه النوعي والعام، والبقية مجرد «وهم» مراكز مغلقة بالضبة، وأخرى بمفتاح علي بابا على حد تعبير الاعلانات المتلفزة «يماني يماني مع اطيب الاماني.. ».. وعرجت إلى تعز ولم اجد فيها أي عز سوى ان القائمين اكلوا بعقل الوزير حلاوة وعملوا من جبال صبر طحينة. وبالحق لم أجد من مراكز الصيف أكثر من «وهم» ساخن جداً وكل ماجناه الشباب قريب من مطلع أغنية لجدتي العجوز، بقولها موتعملي به كله جشائب قالت عسنه ولا الغلائب. - رئيس اللجنة الاعلامية للمراكز الصيفية