في ظل الحاجة الى إعلام مرئي فاعل يهتم بقضايا شباب الوطن العربي، قرر الفنان راشد الماجد إطلاق قناة جديدة اختار (ونّاسة) إسماً لها، وبحسب تصريحات الماجد لعدد من وسائل الإعلام فإن القناة الجديدة، والتي ستديرها مجموعةmbc ، سوف تقدم أحدث أغاني الفيديو كليب، وبرامج الموسيقى، والمنوعات، بالاضافة إلى برامج تفاعلية ستمثل (نقلة) نوعية في مفهوم التلفزيون الشبابي. * لكن إلى أي مدى يمكن لراشد الماجد، أو لغيره ممن يعتزمون إطلاق قنواتهم الجديدة، أن ينجح في تحقيق هدفه في ظل الاعتماد على أغاني الفيديو كليب كأساس لقناته الجديدة (ونّاسة)..؟!، بل وكما يعرف الجميع أن أغلب القنوات الموجودة على الساحة تعتمد على أغاني الفيديو كليب كأساس لجذب الشباب إليهم..؟! * اللافت للنظر أن العرب وفيما هم يهتمون بإطلاق قنوات جديدة، أغلبها غنائي الطابع، تهتم دول أجنبية بإطلاق قنواتها باللغة العربية قلمّا تجد فيها الأغاني المساحة الأساسية على خارطتها، بل تجد فيها من البرامج ما هو متنوع بين الثقافة، والرياضة، والسياحة، والاقتصاد وفي السياسة بطبيعة الحال كهدف رئيس من اطلاق هذه القنوات بما يتوافق وسياسة هذه الدول بلا ريب، والأفكار التي تروّج لها أو تسعى للترويج لها..! والناظر الى كلا المثالين، يجد أن ثمة أهداف يحاول القائمون على هذه القنوات تحقيقها، فالقنوات العربية الغنائية، والمفترض أنها شبابية، ولنقل أغلبها، وهي بالمناسبة كثيرة العدد بشكل لافت، تسعى الى تحقيق ربح مادي من خلال أغاني الفيديو كليب التي تعتمد على الترفيه والتسلية والرقص والرقص العاري كأساس لرسالاتها الإعلامية، بل قُل لأدائها الإعلامي، فيما القنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية، مثل الحرة الأمريكية، وفرانس 24 الفرنسية،، وروسيا اليوم الروسية، وDW الألمانية، وفي الطريق قنوات أخرى، تعتمد على بث أخبار حية وبرامج مختلفة نوعية تخاطب العقل أولاً وإن أتت في المحصلة الإجمالية تتوافق واستراتيجياتها في المنطقة العربية، وبالتالي تتوافق ومصالحها أيضاً، وثقافاتها، وعاداتها، وهي التي تتضاد مع ثقافات وعادات الشعوب العربية في عملية أشبه بغسيل الأمخاخ..! * لكن هل الشباب العربي، الذي يشاهد هذه القنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية، يثق بما تبثه..؟! يقول محمد سيد، وهو شاب إماراتي، في تحقيق نشرته إحدى المجلات العربية التي تهتم بشئون الشباب: في بعض الأحيان أشاهد قناة (الحرة) ولكني لا أؤمن كثيراً بما تقوله، فهي قناة تعرض وجهة النظر الأمريكية فقط، وهي دائماً ما تساند في تقاريرها الحرب الأمريكية على العراق على سبيل المثال، وتبالغ في آرائها ضد المقاومة العراقية، وتخفي بعض الحقائق عن المشاهد العربي. أما مواطنه أحمد هاشم فيرى أن هذه القنوات إخبارية وسياسية، وتأثيرها كبير خصوصاً على الحقائق التاريخية، وممكن أن تعمل على تغييب وعي الشباب بما تقوله وتهدد الانتماء لديهم، وتقودهم إلى تغيير طريقة تفكيرهم ناحية الغرب، خصوصاً من الناحية السياسية.