إشراقات شاهر محمد العبسي يقول الله تعالى : «والذي جاء بالصَّدق وصدَّق به أولئك هم المتقون»(33) الزمر فالذي جاء بالصدق هو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكل من صدَّق بما جاء به وعمل موقناً دخل في زمرة المتقين ، والذين أعدّ الله تعالى لهم في الجنة غرفاً من فوقها غرف مصداقاً لقوله جل وعلا (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد» (20) الزمر. وعندما أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صحابته رضي الله عنهم ومن بعدهم أمته بقوله : (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل مابينهم). عن أبي سعيد /أخرجه / أحمد/ البخاري/ مسلم أعتقد الصحابة رضي الله عنهم أن تلك هي مراتب الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ، فأخبرهم أن الله تعالى أعدها لرجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ، وهذه بشارة ودعوة للثبات على الحق ، والحرص على الصدق في المعاملة ، واليقين بصدق وعدالله تعالى. ولقد كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يقول ما يقوَّل ، فالقرآن وحي من الله تعالى والحديث علم«علمه الله جل وعلا ، ولذا بين لصحابته رضي الله عنهم ومن بعدهم أمته ليعلموا ما هم مقدمون عليه من خير إن هم أحسنوا ومن شرِّ إن هم أساءوا ، ولقد وقفنا مع الحديث القدسي الذي بيَّن أحوال الناس في الموقف ، وأن أول أمة تقدم لفصل الحساب هي أمة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وأن ذلك الفزع الذي أصاب الناس عند سماعهم عن بعث النار (999) وواحد إلى الجنة ، مرده الخوف من الوقوع فيها ، وهم قد رأوا أتونها وعظيم اضطرامها وأنها تكاد تميز من الغيظ .. ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم فقد بشر أمته بما أعد الله تعالى لهم من فداء وأن ذلك العدد من أهل النار هم من يأجوج ومأجوج ، وضاعف لهم البشرى بذكر عددهم نسبة إلى أهل الجنة من مؤمني الأمم السابقة وأنهم ربع أهل الجنة في أول دخول أهلها إليها ، وبمن فيهم السبعون ألفاً والذين يلونهم وهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، ثم يتوالى دخول أبناء أمته إلى الجنة بعد أن يمحصوا ومنهم من لا يرد النار إلا تبرئة للقسم (وإن منكم إلاّ واردها كان على ربك حتماً مقضيا»(171) مريم وكذلك هناك من يتجاوز الله تعالى عنهم لما أسلفوه من عمل وما اتصفوا فيه من خلق .. وإن خالط ذلك كله ذنوباً شابت حياتهم ، ولكن ما ميزهم أنهم لم يكونوا من المصرين على المعاصي فتدركهم الرحمة فيدخلون الجنة ، ومنهم من تدركه شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهؤلاء هم الذين اتبعوا سنته بإحسان ، ولم يقولوا عليه وعلى صحابته رضي الله عنهم إلا الحق ، وإن من أسباب نيل شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم هو في قوله (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليَّ ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة) عن ابن عمرو اخرجه / مسلم. والحديث الآخر : (من صلى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة).. عن أبي الدرداء /أخرجه/ الطبراني/. وفي حديث ثالث يقول صلىَّ الله عليه وآله وسلم : (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أشفع لمن يموت بها) عن ابن عمر / أخرجه الترمذي. ومعنى الاستطاعة هنا هو حب جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والصلاة مع الجماعة في مسجده ، واتخاذ المدينة المنورة وطناً لايفارقه إلاّ ليعود إليه ، ومما يشفع للمسلم من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إخوانه المؤمنون ، فيقولون : ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار، وهذا الحديث الصحيح يدلنا على فضل العبادة مع جماعة المسلمين. قضية الجمعة خطاب التكفير وأثره في هدم الدين والدنيا الشيخ/ قاسم عقلان .. من أهم أسباب هدم الدين الحق خطاب التكفير والتحريم والتأثيم الشائع بين جميع الطوائف الإسلامية، حتى غدا الجميع واقعاً في المشكلة وداخلاً في أزمة الفكر ، ترى وتسمع جميع الطوائف إلاّ ما ندر منها تكفرَّ وتبدَّع وتؤثم وتحرَّم وتفسق غيرها لأسباب مختلفة، مع أن التكفير والتحريم والتأثيم حكم شرعي لا يصح لأحد إضافته لأحد لأنه من الأمور الخطيرة فإنه : (من كفرَّ مسلماً أو مؤمناً معصوماً ، فقد كفر). إن أصل المشكلة هو أن هذه الطوائف فهمت نصوص الكتاب والسنة في التكفير والتحريم والتأثيم فهماً خاطئاً ، فمثلاً قوله صلى الله عليه وسلم : (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب) .. فهم خطأ أنه خطاب يشمل كل مشرك وجد في أرض العرب عموماً ، ولا يُستثنى منهم أحد اذ هو عموم كلي استغراقي ، مع أن الحقيقة أنه خطاب عام أريد به الخصوص قطعاً ،فهو خطاب بخصوص حال عين منهم، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإخراجهم وليس كافتهم ، وهم الذين حاربوه وآذوه ونقضوا عهودهم معه وقاتلوه وحرصت على قتاله القبائل العربية كلها التي في بلاد أم القرى ومن حولها، إن هذا الحديث من أهم أسباب قيام الجماعات المسلحة بمقاتلة الناس في بلاد الجزيرة واعتبارهم غير مؤمنين ومسلمين لعدم مقاتلتهم المشركين وخاصة قادة بلدان الجزيرة، وهذا عين المرج للدين والهدم له. وقوله صلى الله عليه وسلم: «لايجتمع دينان في جزيرة العرب»، يراد بالدينين: الملتين والشرعيتين، وليس مجرد أفراد يوجدون هنا وهناك، مواطنين أو مستأمنين مطلقاً، فلا يشملهم حكم الرسول صلى الله عليه وسلم لأن المقصود بالدين أن توجد أمة من الناس مشتركة وقوية ولها شوكة ودولة، أما مجرد أفراد مشتركين مواطنين أو نحو ذلك، فإن لهم عهداً وذمة، لايجوز إخراجهم من بلاد جزيرة العرب، أما إذا صار لهم حضور سياسي كبير يوازي حضور المسلمين في بلاد الجزيرة، فيلزم إخراجهم عملاً بالحديث، فهو خطاب قصد به خصوص مشركين معينين وليس عاماً عموم شمول واستغراق، فهو خصوص حال وليس خصوص عين. إن أهم أسباب مرج الدين وهدمه ذلك الفكر التكفيري الاستحلالي لدماء الناس وأعراضهم وأموالهم بناءاً على فهم نصوص قرآنية ونبوية أسيء فهمها، فظن التكفيريون أنه يلزم إخراج كل مشرك من بلاد الجزيرة بمن فيهم أهل الكتاب، وهذا خطأ فاحش وقعوا فيه قطعاً، فإن أهل الكتاب لايطلق عليهم المشركين البتة بل اسم أهل الكتاب، الذي خاطبهم الله به في آيات كثيرة، وطالبهم على لسان رسوله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم أن يعملوا بما أنزل عليهم من ربهم بواسطة رسلهم موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام في التوراة والإنجيل، فتلك كتبهم الخاصة بهم ومافيهما شرعاً عاماً، فهو شرع لهم ولنا قطعاً. قال الله تعالى: «قل يا أهل الكتاب لستم على شيءٍ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم» سورة المائدة الآية «68» فدلت صراحة أن أهل الكتاب عموماً ليسوا على شيء من الدين الحق حتى يعملوا بما في كتابهم المنزل عليهم بواسطة رسلهم، فإذا قاموا بإمتثال أوامر الله ونواهيه في التوراة والانجيل، فهم على شيء من الدين والشرعة صحيح، فمتى أقاموها فقد أقاموا الدين وصاروا من جملة عباد الله المؤمنين قطعاً، دماؤهم معصومة وأموالهم محرمة وإيمانهم مقبول عند ربهم، والآيات في هذا كثيرة جداً، لكن هذا المفهوم اختلط والتبس عند كثير من الطوائف حينما اعتبروا أن أهل الكتاب كفار ومشركون حتى يدخلون في دين محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا غلط فاحش ومرج وهدم للدين قطعاً، فأهل الكتاب خاطبهم الله تعالى بأنهم مؤمنون ومسلمون فعلياً أو حكمياً، وأن المطلوب هو تصديقهم بما أنزل على الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم والعمل والتطبيق بما أوحي إليه عنهم فالقرآن أنزل مصدقاً لما معهم من التوراة والإنجيل، وليس ناسخاً ورافعاً لهما بل مصدقاً ومبيناً لهم كثيراً من الأحكام التي أشكلت وتعذر عليهم فهمها، فالقرآن جاء ليبين ويفهم الناس حقيقة ما نزَّل عليهم في التوراة والإنجيل، لا لينسخهما ويرفعهما، والقاعدة الأصولية: شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يثبت نسخة ورفعة. إن قضية تكفير أهل الكتاب عموماً من أخطر الأمور التي التبس فهم الناس فيها، ووقع المرج فيها، فصار أمراً شائعاً أن اليهود والنصارى كفار ومشركون، وأن المطلوب منهم هو الدخول في دين وشرعة الأمة المحمدية والحقيقة غير ذلك، فهم مخاطبون ومكلفون بما معهم من كتاب الله تعالى المنزل على رسلهم ومحاسبون على أعمالهم المطلوبة منهم في ضوء شريعتهم العامة لهم ولنا والخاصة بهم دون سواهم من الأمم، ولهذا قال الله تعالى: «وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون» سورة المائدة، الآية «47»، وكذلك خاطب اليهود بأن يحكموا بالتوراة «إنا أنزلنا التوراة فيها هدىً ونورٌ يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء» سورة المائدة، الآية «44»، ولو كانوا مكلفين أن يدخلوا في ديننا ما أمرهم الله تعالى أن يقيموا أو يحكموا بكتابهم قطعاً، والآيات القرآنية في هذا كثيرة جداً. حقيقة العلاقة مع أهل الكتاب في ضوء القرآن الكريم: ü قال تعالى: «ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمةٌ مقتصدة وكثيرٌ منهم ساء مايعملون» سورة المائدة «الآية «66». وقال: «ومن قومِ موسى أمةٌ يهدون بالحق وبه يعدلون» سورة الأعراف الآية «159». üوقال: «لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيما» سورة النساء، الآية «162». üوقال: «وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حُكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين» سورة المائدة، الآية «43». üوقال: «ولكل أمة جعلنا منسكاً يذكُروا اسم الله على مارزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إلهٌ واحدٌ فله اسلموا وبشر المخبتين» سورة الحج الآية «34». üوقال: «ولكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادعُ إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم» سورة الحج الآية «67». üوقال: «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمةٌ قائمةٌ يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون» سورة آل عمران الآية «113». üوقال: «ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يُجز به ولايجد له من دون الله ولياً ولانصيرا» سورة النساء الآية «123». üوقال: «ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني اسرائيل الكتاب هدى وذكرى لأولي الألباب» سورة غافر، الآيتان «53 - 54». üوقال: «إن هذا القرآن يقص على بني اسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة لمؤمنين» سورة النمل، الآيتان «76-77». üوقال: «ولقد آتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين» سورة الجاثية، الآية «16». üوقال: «لكلًّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً» سورة المائدة من الآية «48». üوقال: «أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين» سورة الأنعام، الآية «90». وإن من أهم وأعظم المشكلات في الفكر التكفيري والتحريمي هو اعتقاد أصحابه أنه لاعهد ولاذمة إلا للمسلمين الموالين لهم، أما غير المسلمين فلا ذمة لهم ولاعهد، والحقيقة أن كل إنسان ولد على فطرة التوحيد وبموجب تلك الفطرة والعهد والميثاق السابق للوجود البشري، فقد جعل الله لكل إنسان ذمة يستحق بها عصمة نفسه وماله ووطنه، فهي ذمة الله تعالى فمن هدمها وانتهكها فقد تسبب على نفسه بذنب عظيم، يستحق عليه عقوبة منتهك وهادم ذمة الله لعباده، فعندما تهدم ذمة الله تعالى يقع التسليط والحصار والمنع، فمن نقصَّ ذمة الله وخلعها عن صاحبها واستباح دمه أو عرضه أو ماله فقد أدخل نفسه في شر عظيم وسلط الله الناس عليه يمنعون مافي أيديهم من أسباب. مروحياته أسقطت كرات قدمٍ عليها جملتا الشهادتين الجيش الأمريكي يعتذر عن الإساءة للمسلمين بأفغانستان أتهم زعماء قبائل وسكان إقليم خوست جنوب شرقي افغانستان قوات الاحتلال الأمريكي بالإساءة للإسلام والمسلمين بعد أن وزعت كرات قدم بالإقليم كتب عليها لفظ الجلالة «الله» واسم النبي «محمد» صلى الله عليه وسلم !! ،وإزاء مشاعر الغضب بين الأفغان ، بادر الجيش الأمريكي للاعتذار عن هذه الإساءة باعتبارها غير مقصودة، حيث كانت الكرات تحمل أصلاً علم السعودية الذي تكتب عليه جملتا الشهادتين.. وتظاهر أفغانيون مسلمون في مدينة خوست عاصمة الإقليم احتجاجاً على الكرات التي أسقطتها عليهم مروحيات الجيش الأمريكي في وقت سابق ، حسبما ذكر الموقع الالكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» وتحمل هذه الكرات صور العديد من بلدان العالم ومن بينها علم المملكة العربية السعودية الذي يكتب عليه جملتا الشهادة «لا إلا إلا الله.. محمد رسول الله ، مما تسبب في اغضاب سكان إقليم خوست الذين يرفضون كغيرهم من سائر المسلمين أن يكتب لفظ الجلالة أو اسم الرسول صلى الله عليه وسلم على أي شيء يوطأ بالأقدام أو يركل بها. وقال عضو البرلمان الأفغاني ميروايس ياسيني : إن استخدام ألفاظ قرآنية على أي شيء يركل بالقدم يمثل إهانة في أي بلد إسلامي حول العالم .. وأتهم رجال الدين الأفغان «الملالي» القوات الأمريكية بعدم التعامل بحساسية مع الشئون الثقافية والدينية في افغانستان.. ومن جانبه اعتذر الجيش الأمريكي في أفغانستان عن هذه الإساءة ، مشيراً إلى أنه كان يهدف إلى منح الأطفال هدية.يستمتعون بها ، دون أن يعرف أنها قد تتسبب في إساءة للمسلمين. وقالت متحدثة عسكرية : إن الجيش الأمريكي بذل جهوداً كبيرة للعمل مع الزعماء المحليين والملالي وشيوخ القبائل لاحترام ثقافتهم. يذكر أن السعودية تقدمت في وقت سابق بشكوى للجنة المنظمة لكأس العالم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم ، بسبب طباعة علمها الذي يحمل لفظ الجلالة فوق كرات القدم.بلاغة الكلمة في التعبير القرآني تذكير وتأنيث وصف لفظه «نخل» قال الله تعالى في سورة القمر : «كذَّبت عادٌ فكيف كان عذابي ونُذُر ، إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحسٍ مستمر ، تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر،» وأما في سورة الحاقة فقال الله تعالى : «وأما عادٌ فأهلكوا بريح صرصرٍ عاتية ، سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية». فذكر صفة كلمة «نخل» في آية القمر فقال : «نخلٍ منقعر» وأنثها في الحاقة فقال : «نخلٍو خاوية» فما سبب ذلك ؟ وهل يصح وضع إحداهما في مكان الأخرى ؟ أوضح ذلك الدكتور/ فاضل صالح السامرائي في كتابه «بلاغة الكلمة في التعبير القرآني» فقال : (لقد ذكر علماء العربية والمفسرون أن النخل اسم جنس يذكّر نظراً للفظ ، ويؤنث نظراً للمعنى ، وإنما وضع كل صفة بمكانها مراعاة للفاصلة) .. والذي أراه أن ذلك مراعى فيه المعنى أيضاً وليس الفاصلة وحدها ، وإن كانت الفاصلة تقتضي أن تكون كل لفظة بمكانها .. ويتضح من سياق الآيات في السورتين مايأتي : 1) إنه قال في سورة القمر : (إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً» وقال في سورة الحاقة : «بريحٍ صرصرً عاتية» فزاد في وصف الريح فقال «عاتية» فهي أشد مما في سورة القمر ، وإذا كانت كذلك كان تدميرها أكبر وأبلغ واقتلاعها أكثر. 2) قال في سورة القمر : «في يوم نحسٍ مستمر» وفي الحاقة قال «سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوما» فذكر في القمر أنه أرسلها عليهم في يوم ، وذكر في الحاقة أنه سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام ، فزاد في وقت التدمير والعذاب .. ولاشك أن طول المدة يقتضي تدميرا ً أكثر وأبلغ .. فالريح تقتلع وتدمر في سبع ليال وثمانية أيام أكثر مما تفعله في يوم فزاد في النخل المقتلع في سورة الحاقة. 3) ولما زادت الريح عتواً وأمداً في الحاقة ذكر أنها استأصلتهم كلّهم فلم تبقِ منهم أحداً، فقال : «فهل ترى لهم من باقية» ولم يقل مثل ذلك في القمر. 4) إن النخل المنقعر معناه المنخلع عن مغارسه، الساقط على الأرض .. ومعنى «خاوية» : خربة . وقيل : خلت أعجازها بلى وفساداً ، وقيل : الخاوية معناها معنى المنقلع . وقيل لها إذا انقلعت : خاوية ، لأنها خوت من منبتها التي كانت تنبت فيه ، وخوى منبتها منه». فالنخل الخاوية تشمل النخل المنقعر وزيادة ، فكل نخل منقعر هو خاوٍ ، وليس كل نخل خاوٍ منقعر .. فأنَّث كلمة (الخاوية) لأنه أكثر من المنقعر ، وأن دماره أبلغ ، وجعلها في سياق الدمار الشامل .. فأنت ترى أنه لو لم تكن الفاصلة بين الآيات تقتضي ما وضع لاقتضاه المعنى ، فزاد حسناً على حُسن ، فلا يصح وضع إحداهما مكان الأخرى .. والله أعلم. حديث قدسي عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «قال الله تعالى : «أنا خلقت الرحم ، وشققت لها اسماً من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها قطعته ، ومن بتّها بتته». حديث صحيح أخرجه أحمد والبخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ، قالت : بلى .. قال : فذلك لكِ .. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اقرأوا إن شئتم «فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعَّوا أرحامكم ، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم» حديث متفق عليه. فتاوى يجيب عنها الداعية الإسلامي الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ التبرع بالأعضاء لإنقاذ الآخرين هل يجوز أن نتبرع بالأعضاء بدون مقابل فقط لوجه الله أو لإنقاذ نفس من الهلاك مثل التبرع بالكلية وبدون أن تشكل خطراً على حياة المتبرع ؟ { يكون هذا التبرع جائزاً على وجه ، لأن الأصل في ملك أعضاء الإنسان لله تبارك وتعالى وإنما يملك الإنسان الانتفاع بها ، فله الانتفاع بها بما أباحه الله تبارك وتعالى له ، أما أن يهبها لغيره أو أن يقطعها ويخرجها فلا يجوز لإنسان أن يقطع أذنه ولا أن يقطع يده ولا أصبعه ويخرجها لغيره. إذا علمنا ذلك فإنه في بعض الحالات وهي أمن الضرر على من يتبرع مع وجود حاجة شديدة ملحة عند المتبرع له وخصوصاً إذا كان والداً أو والدة أو ذا رحم كما مثل بالكلية مع إقرار الطب أنه يمكن أن يحيا حياة سليمة وينقذ المتبرع أيضاً الذي هو أبوه أو أخوه أو أخته أو ابنه أو عمه أو نحوه فتنقذ حياته بواسطة هذه الكلية ويحيا كل منهما سليماً فهنا النظر في مثل هذه المسألة ، أما إطلاق القول بجواز التبرعات فلا يتفق مع قواعد الشريعة وأن الأصل في أعضاء الإنسان أنها ملك لربه سبحانه وتعالى لا له ، إنما يملك الانتفاع بها على الوجه الذي شرعه سبحانه وتعالى. ربا النساء .. أنا شاب حرفي أعمل في مهنة صياغة الذهب والرجل الذي أعمل عنده عندما يبيع البضاعة للتجار أصحاب الوجاهات يعطونه نصف المبلغ وفي يوم آخر يدفعون له بقية المبلغ هل في هذا ربا ؟ وإذا كان فيه ربا ، ما حكم الأجر الذي يعطيه لي مقابل صياغة للأشياء التي يبيعها ؟ { هذا الذي يسم ربا النساء ، وهو عدم التقابض في المجلس مع التأخير ، والنقد نقد إذا بيع بالنقد لابد فيه من التقابض والحلول فلا يجوز أن يكون مؤجلاً . فالشبهة قائمة في المسألة التي ذكرتها وأما ما تستلمه أنت من الأجرة فلا يتعين أن يكون من هذا الربا إلا إذا كانت كل معاملته أو أكثرها كما ذكرت ، أما إن كان له معاملات أخرى وهي الأكثر أن يبيع نقداً بنقد من دون نسيئة فذلك يجعل ما تأخذه أنت من جملة ذلك حلالاً لأن ما له فيه معاملة حلال .. أما إن كانت جميع معاملاته كما ذكرت أو بعضها كما ذكرت والقليل منها ليس كما ذكرت فإن كان الأكثر كما ذكرت أو كلها دخلت الشبهة عليك إن كان يعطيك من نفس المال الذي يستلمه بالربا ولا يعطيك من موضع آخر ، وهناك فرق أيضاً بين ان تباشر بنفسك البيع مؤجلاً فتأثم وبين أن تصيغ ولكن هو الذي يباشر البيع فيكون عليه الإثم ، ثم إن كان أكثر معاملته كما ذكرت أو كلها دخلت عليك الشبهة إن كان يسلمك من نفس ما يستلم وإن له دخل آخر ومعاملات صحيحة أخرى ليست الأكثر هي المحرمة فما تستلمه من مرتب لك حلال لا شيء عليك فيه. ادخار الأراضي بنية التجارة.. عليها زكاة عندي قطعة أرض اتخذتها لغرض التجارة ، فكنت أخرج عنها الزكاة سنين والآن تغيرت ظروفي فهل أخرج عنها الزكاة أم ماذا أفعل ؟ { إن انصرفت نيُتك عن اتخاذها للتجارة أي للبيع والشراء انتهت وخرجت عن مال الزكاة ، وإلا فما دمت تهيؤها لحصول الفرصة لبيعها فهي مازالت من مال التجارة ، ومال التجارة يلزمك الزكاة فيه ، سواء ربحت أم خسرت ، وسواء كان الربح كثيراً أم قليلاً ، فكل ما اتجرت فيه فعليك الزكاة فيه وإن رأيته منقصة من المال فهو مثراة لمالك من حيث لا تشعر ، وهو سبب للبركة لك ، فالأرض إن كنت تأخذها وتبيعها .. واشتريتها بنية بيعها من أجل الربح، فهذا مال تجارة ، فإذا حال الحول عليها قومها وأخرج الزكاة عنها ، أو أن تصرف نيتك عن التجارة ، فتعزم أن تجعلها في مدخراتك لحاجة تطرأ عليك في بناء لك أو لولدك وغيره ، تخرج بذلك عن التجارة ، أما مادامت مطروحة ومأخوذة لقصد الاتجار مترقباً فرصة البيع ، فلا تزال تلزمك فيها الزكاة.