1 فاطمة، فتاة من وصاب، كانت طفولتها ساحقة بكل ما في الأنثى من سحق, لم تعرف اللعب أناملها إلاّ على تكسير أغصان الشجر للوقود و حين استطاعت استيعاب ( المفرس و المجرفة ) بين يديها زوجها أبوها بشخص كان في عمر جدها , كانت تناديه ( يا حاج علي ) لكنهم أرغموها أن تناديه ( يا حبيبي ) و اكتشفت حين بزغت ثمارها أنها تعيش مع رجل عاجز عن ( الفلاحة ). سعيد , يتيم من تعز عاش مع خاله في ذمار حيث كان الخال يملك مطعماً ( للتميز ) و كان ينام مع خاله في نفس المطعم بجوار أكياس الفاصوليا و الرز و البصل , كان يدرس في المدرسة و أنهى دراسته العامة و الجامعية و توظف مدرساً في وصاب , في نفس قرية فاطمة. 3 كان سعيد يسكن في غرفة ملحقة بالمدرسة. بينما كانت فاطمة تعيش في بيت زوجها العجوز. كانت تمضي على سعيد ليالٍ قاسية حيث كان يسامر الذباب و البعوض و أخشاب السقف و الجدار العاري و مصباحه البنزيني يبحث في كل هذا عن أنثى يخاطبها , يشم رائحتها , يموت على ضفافها لكن هيهات فتكاليف العرس خيالية في كل مكان. و كانت فاطمة تبحث كل مساء عن أي شيء ذكر لتضمه إلى صدرها و لكن هيهات وهي متزوجة من هذه الجثة. كان هو يلعن الزمن و المجتمع و البشرية جمعاء لأنه لا يستطيع الزواج. و كانت هي تلعن الزمن و المجتمع و البشرية جمعاء لأنها لا تستطيع النوم في حضن رجل . كان يصر على أن أعظم جريمة في البشرية هي أن شاباً لا يستطيع الزواج. و كانت تصر على أن أعظم جريمة في البشرية هو أن فتاة لا تستطيع أن تمارس أنوثتها. هو من حقه أن تبيت في حضنه امرأة و هي من حقها أن تبيت في حضن رجل. كانت عيناه رغماً عنه تلتقط صوراً لكل فتاة تمر أمام ناظريه و تعيد استعراضها في هذه الليالي القاسية. و كانت عيناها رغماً عنها تلتقط صوراً لكل رجل يمر أمام ناظريها و تعيد استعراضها في هذه الليالي القاسية. عيناه التقطتها و عيناها التقطته . هو،كل يوم يلتقط لها صوراً و هي , كل يوم تلتقط له صوراً . هو ،كان يستعرضها و هي , كانت تستعرضه هو ،قرر أن يكلمها و هي , قررت أن تحبه. هو ،كلمها و هي , ردت عليه. هو ،أحبها و هي , هامت به. هو ،قرر الهروب معها و هي , قررت الموت من أجله. هو ،هرب معها و هي , هربت معه. هما ,,,, أطهر منكم.