رمضان .. هذا الشهر الفضيل شهر القرآن والعبادة .. الشهر المفضل عند الله سبحانه وتعالى شهر الصوم ركن الإسلام الرابع .. نعم إنه الشهر الذي تتصف به كل معاني السمو والاخلاق وكل معاني الخير وبه يزداد الاحساس بكل معاني المحبة والتسامح. تتغير في شهرنا الكريم هذا حياة الإنسان المسلم يطغى عليه الحب والمودة وفعل الخير .. ومع كل ماتقدم وكل ما يمكن أن يقال عن هذا الشهر سواء ما جاء في القرآن الكريم أو عبر الأحاديث النبوية الشريفة .. نجد أنفسنا نقف حائرين من بعض الظواهر الشاذة الخارجة عن عادات وتقاليد مجتمعنا المسلم .. ولكي أكون أكثر تحديداً سوف أذكر بعضاً من هذه الظواهر .. فمثلاً وللأسف هناك بعض الأشخاص من يجاهرون بالفطر في نهار رمضان ونرى أحياناً وفي الشوارع البعض من الشباب من يقومون بشرب الماء أو العصير أو تدخين السجائر أمام الناس دون مراعاة لأحاسيس الصائم وكأنهم وللأسف الشديد يتفاخرون بما يفعلون رغم أنهم مسلمون ولسنا نقول لهم ولأمثالهم سوى اتقوا الله في أنفسكم ولتكونوا في أبسط الأمر مثل المسيحيين في بعض الدول العربية والذين يستحقون أن يفطروا جهاراً برغم أن دينهم يختلف وذلك لأنهم يراعون مشاعر المسلمين من حولهم فلتكونوا على الأقل مثلهم .. ومع العلم بأنه يمكن لهذه الظاهرة أن تنتهي بمجرد إنزال أي عقوبة قانونية علىمثل هؤلاء الناس وأنا على يقين بأنهم سوف يرتدعون إذا أحسوا بأن هناك من سيعاقبتهم على أفعالهم .. والظاهرة الآخرى هي غياب بعض الموظفين والمدراء عن مكاتبهم أو تأخرهم الدائم أو انصرافهم المبكر عن الدوام بسبب الصيام فبدلاً من أن بكون الصوم حافزاً للعمل يصبح العكس ولو كانت عندك معاملة في أي دائرة حكومية ستجد من الصعوبة بمكان انجازها بسبب الغياب المتكرر للموظفين أو قد تجد الموظف المعني يصلي صلاة الظهر وبدون أن ترى نهاية لصلاته وتظل تنتظر بدون جدوى .. فهل هذه التصرفات تليق بهذا الشهر فبدل أن تتحسن سلوكياتنا تزداد سوءاً .. أو جدلاً عن العمل تزداد نوماً ..ومع مثل هذه الظواهر ستجد أن بعض الناس تزداد أخلاقهم سوءاً ويزداد جدة في طبعه وعندما تسأله الهدوء أو التعقل يتحجج لك بأنه صائم وكأنه يرمي باللائمة على الصوم .. فهل يصلح هذا ؟ أعتقد أن أهم فوائد الصوم تهذيب النفس ولكن للأسف نجد العكس .. وليس لي في الأخير إلا أن أقول لمن انطبق عليه قولي السابق فلتكن كما أرادنا إسلامنا وحبيبنا الرسول الكريم مقتدين ولو حتى بالشيء اليسير من بعض اخلاقه وصفاته .. ولكم في الرسول الكريم وصحابته قدوة وأسوة يا أولي الألباب // وتقبل الله صومنا وقيامنا برحمته تعالى وليغفر لنا ولاتنا إنه التواب الغفور.