يدعو على الأخشيدي {.. كان أحد الشعراء الشعبيين في زمن كافور الأخشيدي، ويُلقب «الجمل الصغير»، يطوف على حماره، فرأى الناس محتشدين لرؤية موكب الأخشيدي، فانسل إلى الجموع وسأل: - ما هذه الأشباح الواقفة، والتماثيل العاكفة؟ وأردف بصوت عال: - سلطت عليه عاصفة، يوم ترجف الراجفة، تتبعها الرادفة! فقال له رجل: إنه الأخشيدي ينزل إلى الصلاة. فصاح «الجمل الصغير»: - «هذا الأصلع البطين، السمين البدين؟.. قطع الله منه الوتين، ولا سلك به ذات اليمين.. أما كان يكفيه صاحب ولا صاحبان؟ ولا حاجب ولا حاجبان؟ ولا تابع ولا تابعان؟» وأردف: «لاقبل الله له صلاة، ولا زكاة، وعمر بجثته الفلاة..». حوار الأعراب {.. كان الحجاج قد ولى أعرابياً بعض النواحي، فأقام هذا مدة طويلة بعيداً عن دياره. وذات يوم جاءه أعرابي من حيه، فقدم إليه الطعام، وبدأ يسأله عن أهله. وكان هذا جائعاً، فراح يجيبه بكل أناة وتلطف فيما كان يواصل أكله.. سأل الوالي ضيفه: - ما حال ابني عمير؟ أجاب الأعرابي (الضيف): - على ماتحب، فقد ملأ الأرض والحي رجالاً ونساء. فما فعلت أم عمير؟ - صالحة أيضاً. فما حلّ بالدار؟ - عامرة بأهلها. وكلبنا إيقاع؟ - قد ملأ الحي نباحاً. فما حال جملي زريق؟ - على ما يسرك. وعندها، وبعد أن اطمأن الأعرابي (المغترب) إلى ما يهمه، مال إلى خادمه يأمره بأن يرفع الطعام. ولم يكن الإعرابي (الضيف) قد شبع بعد. وشاق الأول أن يسمع من جديد أخبار أهله وذويه، فراح يسأل: يامبارك الناحية، أعد ما ذكرت. - سل ما بدا لك؟ فما بال كلبي إيقاع؟ - مات وما الذي أماته؟ - اختنق بعظمة من عظام جملك زريق. أو مات جملي زريق؟ - نعم وما الذي أماته؟ - كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير؟ أو ماتت أم عمير؟ - نعم وما الذي أماتها؟ - كثرة بكائها على عمير. أو مات عمير؟ - نعم. وما الذي أماته؟ - سقطت عليه الدار. أو سقطت الدار؟ - نعم. عندها قام الأعرابي المنكوب إليه بالعصي يضربه، فولى المسكين هارباً.