يمسك بها بشدة وحرص ، عيناه مازالتا في شرودهما القديم ، لم يطمئن لمكان جلوسه ، مما زاده خوفًا عليها، أقبل عليه الطبيب مستفهمًا .... .. هل أوراقك كاملة ؟ قدمها له بصمت ، استلمها وتفحصها ورقة ورقة بدقة ، مرت هنيهة ثم أشار إلى غرفة قريبة وطلب منه الدخول ، أجلسه على كرسي يتحول إلى سرير، طلب منه الاسترخاء بهدوء ، حاول الطبيب طمأنته كي يأخذها منه ويبدأ بتركيبها في مكانها ، ربت على كتفه ، مد يده نحوها وأمسك بها ، تمعنها بعد أن قلبها يمنة ويسرة ... * اعتقد أنها عالية التكلفة والتقنية ، لكن ستخدمك كثيرًا !! لم يجبه فمازالت عيناه في شرودهما القديم ، انشغل الطبيب في تجهيزها وانهمكت ذاكرته تحفر بعيدًا مع عينيه الشاردتين ، استعان الطبيب بعد اتصالات متواصلة بأطباء آخرين ، اجتمعوا حوله للمرة الخامسة ، استغرق كل واحد منهم بتخصصه ، كانت الدهشة متشبثة به ، وحالة الانتظار مرتسمة على ملامحه ، التفتوا جميعًا إليه ، جاءه الصوت .... * صراحة وبعد عدة محاولات وتجارب ، وجدنا أن ذراعك هذه لن تتطابق معك ، وتحتاج إلى إعادة تأهيل ، كي يتطابق برامجها مع مقدرتك ، نأمل أن تثق بنفسك قبل ذلك !! امتدت يده الأخرى إلى كتفه القاصرة ، وراحت تمسح عليها ببكاء يتجدد دومًا ، فلم يقطع شرود بصره ، حيث كان متوقفًا عند حادث الطفولة وقد انتزع ذراعه كاملة !! أرق أحمد الخوربي آه على قلق السنين والعمر يمضي بعضه أرق من يهزم الأشواق حلم الصد؟! أم صحو الحنين؟! يا أيها الليل المشعّ ضراوة أشعلت في قلبي الحريق غرّبت في خطي الطريق مزقت ما أبقت ليَ الأيام من ألقٍ وأطفأتَ البريق **** خذ ما تشاء من الفرح واشنق على شفتيّ أول بسمة هي آخر الإشراق من عمر المرح لاتتئد ما كنت أول من جرح