تتزايد أهمية الاعلام التربوي والحاجة إليه في عصرنا الحاضر،خاصة مع التطورات التكنولوجية والثورة المعرفية والمعلوماتية، إلى جانب ماتواجهه مجتمعاتنا من مشكلات من أهمها تزايد عدد السكان واختلاف توزيعهم الجغرافي، وارتفاع نسبة الأمية، وتدني نسبة الالتحاق بالتعليم، فهناك 40% من الفئة العمرية «6 14» مازالت خارج اطار المدرسة،مما يشكل عبئاً كبيراً على وزارة التربية والتعليم في توسيع التعليم وانتشاره،وتوفير كافة الخدمات التعليمية لكل مناطق الجمهورية لاسيما الريفية والنائية. وإذا كانت وزارة التربية والتعليم قد وضعت الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي،والاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي،واستراتيجية محو الأمية وتعليم الكبار، فإنها بحاجة ماسة لتفعيل وتوسيع دور الاعلام التربوي ليكون رديفاً لها في تنفيذ السياسة التعليمية،وتحقيق أهداف النظام التعليمي، وتوفير التعليم للجميع بحلول العام «2015». ولايقتصر الاعلام التربوي على القنوات الفضائية رغم دورها وأثرها الواسع فهناك المواقع التربوية المتنوعة على الشبكة العنكبوتية «الانترنت»،والصحف،والمجلات، والأنشطة التربوية المخططة والمنظمة كالندوات، والمحاضرات،والبحث التربوي وغيرها، وقد بدأت وزارة التربية والتعليم بأولى الخطوات في إنشاء قناة تعليمية فضائية ستبدأ بثها قريباً، ويأمل جميعنا أن تتبع هذه الخطوة خطوات متقدمة وحثيثة في مجال الاعلام التربوي. والاعلام التربوي ليس محصوراً على جهود أو أنشطة وزارة التربية والتعليم فقط وإن كان ذلك من ضمن المهام المناطة بها لكنه واجب وطنياًمن الضرورة أن تتكاتف وتتضافر جميع الجهود في تنفيذ أنشطته وبرامجه من قبل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، والاندية الثقافية والرياضية، والمؤسسات الاعلامية «المرئية،المقروءة، المسموعة»،والمساجد،القطاع الخاص. ويمكن الاشارة إلى ماقامت وتقوم به مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر من دور متميز في الاعلام التربوي من خلال «طباشير»كملحق مكون من صفحتين يصدر أسبوعياً عبر صحيفة الجمهورية، ويتناول كثيراً من المشكلات ويضع حلولاً لها،ويرصد ويبرز الأنشطة التربوية، ويعمم الرؤى المتطورة،والأفكار الناضجة، والتجارب والخبرات الناجحة ليستفيد منها جميع العاملين في الحقل التربوي. وأخيراً نضع بين يدي وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر مقترح كثير من المتابعين والمهتمين والتربويين في تطوير ملحق «طباشير» وتوسعته ليصبح مجلة تربوية أو ملحقاً أسبوعياً كبقية الملاحق المتميزة الصادرة عن صحيفة الجمهورية،ليتناسب مع أكبر وأهم قطاع اجتماعي يرفد كل قطاعات المجتمع الاخرى بالموارد البشرية.