مع تعارض الرغبات واختلاف الأجناس وبين تنمية العقل..وتأهيل سلوك الفرد تظهر الكثير من الأخطاء التربوية "الأسرية" والتعليمية "المدرية"..فحين يتحول طلاب العلم الى أعداء للعقل..وزعماء للإنحراف..الذي سببه العقاب من يؤثر في عقول الطلاب قبل أجسادهم..بأفكار سلبية تشجع على الإنتقام وبضرورته القصوى..وبالمقابل يخلق قطيعة البيت عن المدرسة،أعني الآباء حين يهملون أبناءهم ويرمون بالمسئولية باتجاه المعلم..فيتزايد الإهمال من المدرسين خصوصاً حين يخلط المعلم بين العملية العلمية والتربوية،والمشاكل الإجتماعية الأخرى،ولا يحدث ذلك إلاّ من أصحاب المعارف السطحية والأسلوب الركيك.. ظاهرة ما يمكن أن نسميه ب"تسيب الطالب وتطاوله على المعلم..وسوء تعامله..وما يمكن تسميته بالعنف الذييمارسه المعلم تجاه الطالب هو مايدفعه الى ذلك.. وهذا ما يؤكده الدكتور/أحمد حسان استاذ الدراسات العربية-كلية التجارة جامعة صنعاء- يقول:ان عقاب الطلاب وعجز بعض المعلمين في اختيار أسلوب علمي حديث لكيفية التعامل مع الطلاب،وطريقة عقابهم يمثل السبب الرئيسي في نشوء هذه الظاهرة لأن المعلم هو من يتحكم بالفصل وكيفية سير الدروس التي يلقيها أمام الطلاب ومع الإعتياد المباشر من قبل الطلاب في كيفية الأسلوب المستخدم في الصف يزداد الإجتهاد،وتقل نسبة الفوضى،ومع مرور الوقت يصبح سلوك الطلاب معتدلاً..لأن أسلوب الأستاذ يظل في ذاكرة الطلاب لا ينسى مهما تغيرت الظروف..وبالمقابل حين يقابل الطلاب أستاذاً لا يتعامل إلا بالضرب له أسلوب متدن في توصيل المعلومات إلى أذهان الطلاب وشخصيته ضعيفة في التحكم وإدارة الصف تنشأ الفوضى ويزداد الإهمال وبالتالي ينشأ الصراع خصوصاً إذا كانت المادة التي يدرسها من المواد الصعبة فإنه من "كره"الطلاب للمادة يكرهون مدرس المادة،ويعلنون عصيانهم ورفض التعامل معه..إلى جانب ذلك هناك عدة أسباب تساهم في ظهور هذه المشكلة، يذكرها الدكتور/أحمد..أولاً إهمال الطالب نفسه بالعلم والواجبات المنزلية ومع تشديد الأستاذ على ذلك لا يجد نفسه إلا أمام عصا.. الأستاذ من هنا يظهر التمرد والرفض والمواجهة السلبية..ويمضي في سرد الأسباب مضيفاً::تطاول بعض المدرسين على الطلاب بالضرب أو الشتم والإهانة أمام الطلاب يجعل الطالب لا يقبل لنفسه بالإهانة وإحساسه بالنقص ويرفض تلك السيطرة ما يؤدي الى العدوانية والترصد لذلك المدرس. المراهقة والبيئة المعاشة!! الأستاذ/أحمد صالح"مدير مدرسة الشهيد الحماسي" بدوره يقول:هذا التصرف يحدث فعلياً في الكثير من المدارس ويرجعه الى عدة أسباب منها كما يقول..البيئة المحيطة بالطالب بالإضافة الى الأوضاع المعيشية للأسرة..فإذا كانت العلاقات الأسرية مضطربة فإنها تنعكس على سلوكيات الأبناء داخل المنزل وخارجه،ولا ننسى أيضاً رفقاء السوء وكثير ما يتواجدون في المدرسة ويتجمعون في الشوارع ويحدث التطبع مع هذه الجماعات أو تلك وبالتالي يحصل على تعبئة خاطئة تدفعه لاستخدام العنف والقوة أمام المدرسين..مضيفاً الى ذلك السبب..المراهقة والتي يحدث فيها الإنتقال من مرحلة الطفولة الى الشباب،وإحساس المراهق بأنه أصبح رجلاً وأنه انساناً مستقلاً في غنى عن النصح ولا يريده من أحد..ويصطدم مع زملائه فيحاول تفريغ غضبه في تكسير المقاعد و"الماسات"..فالمدرسة لا تختلف كثيراً على حد الأستاذ/أحمد في عين الطالب المراهق..مضيفاً أن الطالب الصغير لا يتجرأ على عصيان أوامر معلمه مهما كانت الظروف بينما المراهق لا يتقبل الضرب والإهانة ويصدر غريزة العدوانية ضد الطلاب أو المدرسين مهما كانت النتائج. الأسباب متعددة...؟ الأستاذ/عبدالله الحواتي"أستاذ"في نظره الأسباب متعددة تنحصر في ضعف الإدارة المدرسية والتي تعتبر السلطة الحاكمة داخل الحرم المدرسي..وقلة المام المدرس بالمادة التي يدرسها..أيضاً التدريس دون تحضير مما يفتح مجالاً للفوضى والكلام الجانبي أحياناً قد يكون الطلاب الأذكياء هم من يقومون بإثارة المشاكل ..ويكون ذلك عند شعورهم بعدم الإستفادة من المدرس بالإضافة الى الحماقة التي تصيب بعض الطلاب وهذه هي الغالبية نوعاً ما،وعدم متابعة الأسرة للأبناء يعتبر من أعظم الأسباب وذلك بجهلهم بأهمية العلم وقيمة التعليم.. مستطرداً حديثه قائلاُ: أسباب تفشي هذه الظاهرة في الريف يعود لعدم وجود مجلس آباء متعلمين ،وفاهمين للعمل الموكل اليهم!. تجاهل المسئولية! بدوره ولي أمر الطالب"ياسر عبدالقادر الكندي يرجع سبب ذلك الى عدم تحمل المسئولية من قبل المدرسي والطلاب أيضاً..فالمدرس في المناطق النائية لا يهتم بالمظهر اللائق به كمرب ومعلم يقتدى به من ناحية الإلتزام المظهري..ما ينعكس على الطلاب بعدم الإلتزام بالزي المدرسي هذا بالإضافة الى كثرة غياب المدرسين بسبب ارتباطهم بأعمال أخرى لينعكس على سلوك الطلاب كثرة غيابهم..مضيفاً أن التأخر عن طابور الصباح لبعض المدرسين يؤثر في تأخير متعمد من قبل الطلاب بقصد عدم الحضور الى الطابور الصباحي وعدم الإعداد للإذاعة المدرسية واعتماد المعلمين على الضرب عند حدوث هذا التأخير..فيولد هذا العقاب حالة نفسية لدى الطالب فيؤدي ذلك الى حدوث بعض المشاكل.. ويوجه الى وزارة التربية رسالة بقوله:يجب أن تبذل المدارس الكثير من الجهد لاكتشاف مواهب الطلاب،وتبني أفكارهم وإضافة حصص رياضية وترفيهية ضمن الجدول المدرسي..وبالذات في الأرياف والإلتزام بذلك..لكي يبتعد الطلاب عن التوتر النفسي والذهني ويضمن عدم هروب الطلاب من المدارس وأقول ضرورة التزام المدرسين بقواعد التدريس لأنها مسئوليتهم لبناء جيل ناضج واعي وقادر على بناء المستقبل وتحقيق منجزات للوطن والمواطن. إهمال الآباء وغياب التربية! الشاب/يحيى سهيل يقول:الأسرة تمثل عاملاً رئيسياً في ظهور هذه المشاكله حيث ينشأ الطفل في جو عائلي مضطرب وخلاف دائم ووحياة مليئة بالعنف والكراهية..فيصيب الإحباط تفكير الطفل،ويؤثر تأثيراً كبيراً على مستوى تحصيله العلمي لأن المشاكل الأسرية تبقى في ذاكرته طوال اليوم،ومن مسببات الإهمال وعدم مراعاة الظروف النفسية للطفل وينشأ الطفل عدوانياً وفاشلاً في جميع أموره. صالح دماح من جانبه يقول:"لا يخفى على أحد أن هذه الظاهرة متواجدة وفي كثير من المدارس والسبب يرجع الى غياب التربية الصحيحة من البيت. سيد نفسه!! أما قيس راجح"ثانوية عامة"..يقول: إن هذه المشكلة تحدث عند شخصين وتكثر بين طالب عديم الإحترام،وأستاذ ضعيف الشخصية وتكثر في الصفوف الوزارية"ثالث اعدادي وثالث ثانوي" لشعور الطالب بإنه سيد نفسه..ولا يعمل حساباً لأحد.. كثرة الأبناء أحمد أحمد"آداب" يرى أن كثرة الأبناء هي المشكلة وعندما يتواجد عدد كبير من الأبناء داخل البيت الواحد يحدث نقص في الأدب والأخلاق،ونقص في العقل والجسم وبالتالي ينشأ الأطفال مهملين وفي درجات متفاوتة من الغباء..وينعكس ذلك على تصرفاتهم العنفية!..